الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ابن الوز.. «مش لعيب»

ابن الوز.. «مش لعيب»
ابن الوز.. «مش لعيب»


التوريث قد يمر فى السياسة أو الاقتصاد أو غيرهما من المجالات، أما فى الرياضة فلا داعى للقلق، خاصة أن التوريث يمكن أن يحدث فى مراحل الناشئين، أما فى الفريق الأول وتحت الأضواء والشهرة فالحكم للجماهير ومع الجماهير أنت فى أيدٍ أمينة، فكل فرد من الجمهور خبير كروى يشاهد ويحلل ولا يعشق إلا النجم، لكن فى الحقيقة هناك آلاف المواهب تُظلم بعدم انضمامها لقطاع الناشئين لمجرد أن الوسائط تحكم وأن هذا القطاع بعيد عن الأضواء، وبالتالى مساحات اللعب فى القيد واسعة جدًا.

قوائم أندية كثيرة اكتملت بأسماء قال عنها النقاد إنها ليس لديها من الموهبة ما يؤهلها للمرور بجوار سور النادى وليس اللعب للفريق أو الانضمام له.
قد يدخل نجل أحد لاعبى كرة القدم أو ابن رئيس نادٍ أو عضو بمجلس الإدارة قطاع الناشئين بالواسطة، لكن حينما يُصعد للفريق الأول سيصطدم بالأضواء والجماهير، وبما أنه ليس موهوبًا فطبيعى أن يفشل.
مؤخرًا تحدث كثير من النقاد عن أن الأندية الجماهيرية تلجأ لشراء لاعبين من قطاعات ناشئين فرق أخرى، وكأنها لم تكن تعلم أن ناشئيها لا يصلحون للفريق الأول، وتعود أسباب الأزمة إلى المجاملات التى قد حدثت قبل سنوات فى انضمام الناشئين للنادى.
الإعلامى إبراهيم حجازى قال قبل سنوات: إن أحد الأندية فتح الاختبارات لانضمام ناشئين وأنه فوجئ أن المنضمين لا يصلحون وبعضهم سنه لا تتجاوز الـ17 عامًا ووزنه يتجاوز الـ80 كيلوجرامًا، وأرجع ذلك إلى المجاملات والمحاسيب، مؤكدًا فى الوقت ذاته أنه هناك مواهب ظُلمت بالفعل بسبب المجاملات والواسطة.
ليس شرطًا أن يكون ابن النجم نجمًا، ولا ابن حارس المرمى نسخة منه، لكن أمام الموهبة تخرس الألسنة وهناك نماذج كثيرة تملأ الملاعب المصرية قد خطت خطواتها فى قطاع الناشئين بكل أريحية، لكنها حينما تُقيد فى الفريق الأول يكون الحكم جمهوريًا، والجماهير فى كرة القدم والتأييد المطلق لفرقها لا تسمح بالمجاملات، فلا يشفع اسم الأب مهما كان لابنه، أو لذوى القربى، فالجماهير لا ترحم ولا تعرف الشفاعة وحكمها الوحيد المستطيل الأخضر.
عند صعود حازم إمام للفريق الأول بالزمالك كان دائمًا هناك ربط بينه وبين أبيه الراحل حمادة إمام وأنه قد يكون انضم لصفوف ناشئى الزمالك عبر واسطة أبيه، لكن الرد البليغ كان فى موهبة حازم التى أخرست الجميع، مع ظهور موهبته فى منتخب رود كرول وكأس الأمم الأفريقية 1996 بجنوب أفريقيا، فلم تربط الجماهير بينه وبين والده إلا فى الثناء والتكريم وأطلقت الجماهير عليه لقب «الثعلب الصغير»، فلم يختر اللقب لنفسه، بل كان اختيارًا جماهيريًا، ومن هنا خرج حازم إمام من فانلة أبيه، على الجانب الآخر هناك كريم حسن شحاتة ابن المعلم أيقونة الزمالك أيضًا وأحد لاعبيه التاريخيين، صعد فى جميع مراحل الناشئين، وحينما صعد للفريق الأول لم يقدم أوراق اعتماده فرحل إلى فريق المقاولون العرب، وفيه أيضًا لم يحقق شيئًا على الصعيد الكروى فاضطر إلى الانسحاب إلى الإعلام وأصبح مقدمًا للبرامج الرياضية.
إذن اسم الأب لم يكن شفيعًا لابن المعلم الذى يحظى ليس فقط بحب جماهير الزمالك، بل بكل جماهير مصر باعتباره صاحب الإنجاز التاريخى بالفوز بـ3 بطولات أفريقية متتالية، لكن الجماهير لا تعرف إلا الملعب ونتائجه.
شريف إكرامى عرفته الجماهير عندما حصل على لقب أحسن حارس مرمى فى بطولة أفريقيا للشباب 2003 التى فازت بها مصر، وعندما عاد للأهلى لم تقيّم الجماهير شريف إلا من خلال الأداء ولم تنظر لفكرة أنه ابن أحد حراس المرمى التاريخيين للأهلى، وحينما تراجع مستواه بعض الشيء الموسم الماضى طالبت الجماهير برحيله، وما إن عاد للتألق مرة أخرى إلا هتفت الجماهير باسمه مرة أخرى وفى كلتا الحالتين لم تفكر فى كونه ابن منّ؟ ولا لماذا يلعب؟
هشام يكن أيضًا حاول الابتعاد كثيرًا عن اسم والده يكن حسين، فاستطاع أن يُقدم أوراق اعتماده بقدميه وخلد اسمه بأنه صاحب التمريرة الشهيرة، التى حصل منها حسام حسن على ضربة جزاء فى كأس العالم 1990بإيطاليا.
عمر ربيع ياسين ابن ربيع ياسين الظهير الأيسر السابق للنادى الأهلي عمر ربيع ياسين لعب فى مراحل الناشئين بالنادى الأهلى، وكان له أكثر من محطة كروية فى مشواره القصير بالملاعب داخل وخارج مصر، إلا أنه أنهى مشواره سريعًا واتجه للعمل بالإعلام، ليفشل فى تكرار سيناريو والده على المستطيل الأخضر، وأيضًا لم يستطع أن يستمر لمجرد أنه ابن ربيع ياسين.
عمر إسماعيل يوسف أيضًا لم يسر على درب والده ولم يقدم أوراق اعتماده فلعب للزمالك مباريات قليلة وبعدها مشوار صغير فى أندية غير جماهيرية، ولم يقدم أوراق اعتماده بعدما توسمت فيه الجماهير خيرًا بعدما كان والده أحد أفضل من لعبوا فى مركز خط الوسط المدافع، لكن ليس شرطا أن تُورث جينات الموهبة.
محمد شوقى غريب نجل مدرب المنتخب السابق وأحد أبرز مواهب المحلة زعيم الفلاحين لم يكن خليفة لوالده، فلعب للشمس والمقاولون العرب وبعدهما سموحة، وكان سببًا لخلافٍ شهير بين أبيه شوقى غريب وصديقه حمادة صدقى، فبعدما رحل شوقى غريب عن تدريب سموحة من ثلاث سنوات أسندت الإدارة المهمة لحمادة صدقى الذى أعاد تقييم الصفقات ورأى أنه لا بد من الاستغناء عن ابن زميله السابق، وأنه لا يفيد الفريق السكندرى فنيًا، وهو الأمر الذى أغضب غريب، وكان يرى أنه يمكن أن يبقى لمجرد أنه ابن شوقى غريب، وأن اسمه سيحمى ابنه من الرحيل، لكن فى النهاية رحل لأن حمادة صدقى يُدرك أن الجماهير لا ترحم ولا تعرف الشفاعة ولا المجاملات.
فى منتخب الناشئين لم تتقبل الجماهير خروجه من البطولة الأفريقية وصبت عليه جام غضبها لمجرد أن به أسماء أبناء مشاهير كرة القدم وأولهم ابن الحارس المونديالى أحمد شوبير ونجل أسامة نبيه لاعب الزمالك السابق ومدرب المنتخب القومى، وطالبت الجماهير بتسريح الفريق بعدما أطلقت عليه منتخب المجاملات!
لم ترفض الجماهير التوريث الذى به الموهبة بدليل أنها لم ترفض عائلة أبوجريشة الكروية فى الإسماعيلية، والدراويش معروفون بجنونهم الكروى، فقدمت عائلة أبوجريشة: على أبو جريشة وابنى أخيه محمد صلاح أبوجريشة ومحمد محسن أبو جريشة، ولم تعترض الجماهير على صلة القرابة بينهم بعدما قدما من الموهبة ما يؤكد أنهما لم يكونا فى حاجة إلى واسطة للعب، بل من اللحظة الأولى لانضمامهما للدراويش أثبتا أنهما جديران بارتداء «تى شيرت» الدراويش.
أيضًا عمر جابر لاعب الزمالك السابق ونجل محمود جابر لاعب الإسماعيلى السابق لم يكن فى حاجة إلى اسم والده على عكس كثيرين ليلعب فى الفريق الأول لنادى الزمالك والانضمام للمنتخب فى كل المراحل سواء الشباب أو الأوليمبى أو المنتخب الأول.
مؤخرًا انضم حفيد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لصفوف النادى الأهلى وربما يكون قد انضم نسبة لاسم أبيه، لكن الحقيقة أنه عند التصعيد لن يكون هناك حكم سوى لموهبته إما الاستمرار أو الرحيل للأبد، فلن يكون أعز عند جماهير الأحمر من كثيرين أولهم ابن ربيع ياسين أو شوبير أو غيره، فى النهاية الحكم للموهبة التى تظهر تحت الأضواء.>