الأنبا باخوميوس القائمقام البابوي لـ روزاليوسف اقول للاقباط لا تهاجروا من مصر

روبير الفارس
استطاع الأنبا باخوميوس القائمقام البابوى أن يدير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - فى فترة من أصعب الفترات فى تاريخ مصر - بحكمة ومهارة عالية، جعلته ينال حب ورضا الشارع القبطى خاصة والمصرى عامة، لذلك كان من المهم أن نلتقى بنيافته ونطرح عليه بعض التساؤلات التى تشغل الرأى العام بخصوص وضع الأقباط والكنيسة فى هذه الأيام، وكذلك اختيار البطريرك الجديد.
الانبا باخوميوس مع الزميل روبير
فى البداية.. توجد الآن حالة شحن للأقباط تشجعهم على الهجرة من مصر فما رأيكم؟
- أنا أرفض تماما فكرة هجرة الأقباط، مصر بلدنا حلوة وهادئة - رغم كل شىء - وهى البلد الوحيد فى العالم التى زارها السيد المسيح له المجد، وهى بلد الخير ويوجد بها تراث روحى غنى تركه لنا آباؤنا القديسون والشهداء كما أن حضارتها لا مثيل لها، فلا تهاجروها تحت أى ظروف.
هل فى رأى نيافتكم سوف يتأثر انتخاب البطريرك الجديد بشخصية رئيس مصر؟
- لا.. إطلاقاً.. اختيار البطريرك أمر كنسى صرف وليس له علاقة بأى عوامل أخرى.
وكيف تسير عملية اختيار البطريرك الجديد؟
- كل الأمور تسير بشكل طبيعى.. وهناك اتفاق من الجميع فى طلب «الراعى الصالح» ولكن توجد أمامنا صعوبة واحدة فقط تتمثل فى تسجيل الناخبين من الأقباط المهاجرين فى مختلف أنحاء العالم ليكون لهم تواجد فى التصويت، وهو الأمر الذى جعلنا نمد فترة قيد الناخبين لمنتصف يوليو القادم، ومن المحتمل أن يتم تمديدها مرة أخرى إلى نهاية شهر يوليو.
وماذا عن الطعون؟
- لا نريد أن تنشر الطعون فى وسائل الإعلام لأن المرشح للكرسى البابوى سواء أكان أسقفاً أو راهباً سوف يظل فى منصبه بالكنيسة، لذلك نرفض تجريحه ونطلب أن تقدم الطعون كما تنص اللائحة من الناخبين إلى لجنة الترشحات، وسوف تكون كلها محل دراسة، ولن نترك ورقة صغيرة بدون فحص ولكن لابد أن تكون مقدمة من شخص معلوم وليست بدون توقيع حتى لا تكون كيدية، والطعون إلى جانب المعايير هى أمر ضرورى فى الاختيار لأنه يوجد لدينا 17 مرشحاً ولابد من أن يصل العدد إلى 5 أو 6 أو 7 فقط.
هل من حق الأساقفة الموقوفين المشاركة فى انتخاب البطريرك الجديد؟
- نعم بالطبع فهؤلاء الأساقفة لم يفقدوا صفاتهم وتنطبق عليهم شروط الانتخاب كما تنص اللائحة.
طلب كثيرون تدخلكم لحل مشاكل هولاء الأساقفة وعودتهم لإيبارشيتهم فلماذا لا يفعل هذا الطلب؟
- نحن الآن ندرس بالفعل حالات بعض رجال الإكليروس الذين توجد عندهم مشكلات، وكل ما يمكن «حله» فى إطار القانون الكنسى سنعمل به، وقد انتدبت لجنة للسفر إلى أستراليا لبحث مشكلة الأنبا دانيال أسقف سيدنى، كبداية لفحص الحالات المماثلة وحلها فنحن نسير فى هذا الملف بالتفريق بين الإجراءات والقرار للوصول إلى حلول تتفق وقوانين الكنيسة.
هل ترى نيافتكم أن الأنسب فى هذه المرحلة أن يكون البطريرك أسقفاً أم راهباً؟
- الأنسب هو من يختاره الله!
ما هى فكرة قرار توقيع المرشحين على تعهد تغيير لائحة انتخاب البطريرك خلال سنة من الرسامة؟
- هو ليس قراراً بل رغبة أن يقوم البطريرك القادم بإصدار لائحة جديدة لانتخاب البابا تناسب المتغيرات وتناسب العصر الجديد لذلك سوف يوقع المرشحون فى القائمة النهائية على هذا التعهد وسوف يلتزم الذى يختاره الله بهذه الرغبة.
اسمح لى سيدنا.. هل ممكن أن تقوم ثورة على البطريرك الجديد.. من الشباب القبطى إذا جاء مخالفاً لتوقعاتهم؟
- الرابطة التى تربطنا بأولادنا.. هى رابطة المحبة الأبوية.. والأبناء إذا ثاروا على الجميع لا يثورن أبدا على الآباء. ثم إن الثورة تحدث عندما لا يحدث لقاء ولا حوار ولا استمتاع ولا استجابة. والكنيسة تحب أولادها وتلتقى معهم وتسمع لهم. وتفتح أحضانها لكل من يقبل عليها.. وبقدر ما يعطينا الله من حكمة نريح كل الأطراف. فالثورة أمر لا يصلح فى الكنيسة.
بالمناسبة ياسيدنا أبناؤك المطالبون بعودة لائحة 1938 الخاصة بطلاق الأقباط قالوا إنهم طلبوا اللقاء أكثر من مرة فلماذا لا تقابلهم؟
- أنا أرحب بالجميع وبابى مفتوح لكل من يطرق. الذى وصلنى منهم مذكرة تخص المجلس الإكليركى وهو الذى يملك تفاصيل مشاكلهم لذلك قمت بإحالتها للمجلس لأنه صاحب القرار.
هل يمكن للبابا القادم أن يعيد لائحة 1938 التى يرى الكثيرون أنها سوف تحل مشاكل الأحوال الشخصية للأقباط؟
- ليس من حقه. لأن إيقاف العمل بلائحة 1938 كان قرار المجمع المقدس ولم يصدر من قداسة البابا شنودة الثالث وحده، لذلك فلابد للبطريرك الجديد أن يرجع إلى المجمع المقدس الذى أقر اللائحة الجديدة- وهو المجمع الذى مازال قائماً.
وبالنسبة لقرار زيارة القدس؟
- كل القرارات التى اتخذها قداسة البابا شنودة الثالث مازالت قائمة ولن تتغير إلا بواسطة البابا الجديد بما فيها القدس. البابا الجديد هو الذى يحدد سياسة الكنيسة.
كيف تتوقع شكل مقارنة الأقباط للبابا الجديد مع الكاريزما الجبارة للبابا شنودة الثالث؟
- لا شك أن الاستفادة من تراث البابا شنودة أمر لازم لكن طبيعة العمل فى الكنيسة بالتأكيد سوف تتغير لأننا فى مجتمع سريع المتغيرات. ولابد أن تواكب الكنيسة هذه التطورات، فالمبادئ الرعوية ثابتة ولكن أساليب توصيلها أو التعامل بها تتغير، والمقارنة بين قداسة البابا شنودة الثالث والبابا الجديد سوف تتوقف على طريقة القيادة وطبيعة الاستجابة من الرعية، ولابد للراعى الجديد أن يعمل بطريقة فيها شمولية الحب التى تستوعب كل الناس ونصلى أن تعمل فيه قوة «الروح القدس» ليكمل مسيرة قداسة البابا شنودة.
متى تعود مجلة الكرازة للصدور بانتظام؟
- أصدرنا عدداً وحيداً بعد نياحة قداسة البابا، ونعمل على أن تصدر المجلة بانتظام فى أقرب وقت، لنقل أخبار الكنيسة للشعب القبطى.
هل يمكن أن نطلق على الكنيسة القبطية لقب «كنيسة سلفية»؟
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة آبائية محافظة على الإيمان الرسولى السليم، وهى كنيسة متطورة فى طرق الخدمة، وتجيد توظيف كل الوسائل الحديثة لتقديم إيمانها الآبائى، ولا يوجد فى الإنجيل إطلاقا كلمة «سلف» أو «سلفى».
ما رأى نيافتكم فى الكتب التى تصدر تحت اسم «المعجزات» وتدعى أن البابا كيرلس يخرج الأقباط من الجيش؟
- أنا شخصيا عندما يأتى شاب ويطلب منى أن أصلى له لكى لا يدخل الجيش أرفض تماما وأقول له بل سوف أصلى لك لكى تدخل الجيش وتقوم بأداء الخدمة الوطنية، ففترة التجنيد يكتسب منها الشاب فضائل عديدة مثل الجدية والالتزام والانضباط لذلك لابد أن يدخل شبابنا الجيش، وهناك لجان بالمجمع المقدس لمراجعة الكتب، وسوف نقوم بتفعيلها لمراجعة هذه الكتب، خاصة أن تعريف المعجزات هى كل أمر خارق على الطبيعة أو يعجز الإنسان عن إتيانه.
إذن يا سيدنا هذه الكتب مرفوضة، ومنها نوعية تشجع على عدم الاستذكار وهى منتشرة بكثرة؟
- هذا الكلام خطأ، وسوف يراجع.
هل نيافتكم مطمئن للحالة الروحية للأقباط الآن؟
- نعم.. أولادنا مرتبطون بالكنيسة مواظبون على الصلوات، والأديرة عددها يزداد، وهناك إقبال على الرهبنة، فارتباط الأقباط بالكنيسة قوى وحقيقى، وهى الملجأ الروحى الدائم لهم فى كل الظروف والأوقات.