الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كرامات «العدرا» فى بورسعيد

كرامات «العدرا» فى بورسعيد
كرامات «العدرا» فى بورسعيد


أمنا العذراء «عند المسيحيين»، سيدة نساء العالمين، «عند المسلمين» فالديانتان كرمتا السيدة مريم، وتشارك جميع المصريين فى حبها، ولأن مصر موطئ الأنبياء والصديقين إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسي، وأخيرا العائلة المقدسة فنالت أرضها السلام والبركة، مرت أزمنة كثيرة متفاوتة منها «كما أفرزتها الصحف وقتها» ظهورات السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون،
وأخيرا صورتها التى تنضح بالزيت، فللسنة السابعة والعشرين وفى نفس الشهر من كل عام تنضح صورة السيدة العذراء مريم بكنيسة القديس الأنبا بيشوى ببورسعيد بالزيت المبارك، ففى السادسة من صباح يوم الثلاثاء الماضى انهمر الزيت من صورة العذراء، وبعدها بنصف ساعة كانت «روزاليوسف» هناك لترصد وتتقصى الحقائق حول تلك الظاهرة، وأتاح لنا قساوسة الكنيسة فحص الصورة والزيت النازل منها، وعلى الرغم من أن توقيت نزول الزيت كان فى الصباح الباكر فى جو شديد البرودة فإن الكنيسة امتلأت عن بكرة أبيها بشعب بورسعيد مسلمين ومسيحيين، حيث كانوا ينتظرون نزول هذا الزيت للتبرك منه فالجميع اعتاد على زيارة السيدة العذراء مريم فى المدينة طوال تلك السنوات، وفى تلك الأجواء الروحية يمن الله على كثيرين بالشفاء من أمراض كثيرة وهو ما حكاه لنا كثيرون من المتواجدين من هناك والذين حدثت معهم تلك المعجزات، وهو الأمر الذى بسببه كلف البابا تواضروس الثانى لجنة لتقصى الحقائق حول تلك الظاهرة وفحصها ورفع تقرير مفصل مدعم بالأدلة والوثائق والمستندات للوقوف على حقيقة الأمر برئاسة الأنبا تادرس مطران بورسعيد وبعض كهنة المدينة.
البداية
ترجع بدايات تلك الظاهرة إلى عام 1990، حيث كانت إحدى السيدات تعانى من مرض سرطان الثدى وبشكل إعجازى جاءت السيدة العذراء مريم إليها أثناء نومها قبيل إجرائها عملية جراحية لاستئصال الثدى وقامت بمباركتها ومن عليها الله بالشفاء وقامت السيدة من نومها لتجد الورم الخبيث بجانبها، وكان هناك صورة للعذراء معلقة على جدران المنزل فوجئ الجميع بأن هناك زيتًا يميل إلى البياض خفيف القوام وذى رائحة زكية ينزل من الصورة فتم نقل الصورة إلى كنيسة القديس الأنبا بيشوى ببورسعيد ليتبارك من الزيت الجميع ومن يومها وحتى الآن والزيت لم يتوقف من الصورة إلا فى السنة التى حكم فيها الإخوان مصر وكانت تلك أولى الإشارات التى اعتبرها الجميع علامة على زوال حكم الجماعة الإرهابية.
فحص الظاهرة
كان البابا شنودة الثالث هو أول من كون لجنة مكونة من الأنبا بيشوى مطران دمياط والأنبا موسى أسقف الشباب لفحص تلك الظاهرة، وبالفعل جاءت تلك اللجنة إلى بورسعيد وظلت تفحص الظاهرة مدة طويلة ورفعت تقريراً إلى البابا شنودة الثالث يفيد بأن ما يحدث على أرض بورسعيد هو حدث إعجازى مؤكد، وقد قام الأنبا بيشوى بمباركة الصورة التى ينزل منها الزيت وتوزيع هذا الزيت على جموع الشعب لالتماس بركات العذراء وقام البابا شنودة بمباركة الظاهرة على الرغم من أن ظواهر كثيرة حدثت وقتها لم يعترف بها البابا لأنها لا ترقى إلى درجة الإعجاز لتصبح تلك المعجزة هى الثالثة التى اعترفت بها الكنيسة على مدار تاريخها بعد ظهور العذراء بالزيتون وظهورها بكنيستها فى بابا دبلو، وأضيف إلى تلك المعجزات مؤخراً ظهور العذراء فى الوراق ومع استمرار تلك الظاهرة لمدة 27 عاما قرر البابا تواضروس الثانى إعادة فحصها والوقوف على حقيقة ما يجرى على أرض الواقع فتم تكليف لجنة على رأسها الأنبا تادرس مطران بورسعيد وعضوية كل من القمص بولا سعد والقس أرميا فهمى كاهنى كنيسة القديس العظيم الأنبا بيشوى ببورسعيد والشماس وليم وهبة عبدالملك من أراخنة الكنيسة وبعد الفحص وإعداد التقارير المدعمة بالوثائق والأدلة والمستندات التقت اللجنة بالبابا تواضروس الثانى بمقر إقامته بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وعرضت عليه كل ما قامت به من أعمال وتوصلت إليه من نتائج تؤكد وجود ظاهرة إعجازية خارقة لقوانين الطبيعة، وبعد أن فحص البابا أعمال اللجنة قرر تجديد الاعتراف بالظاهرة كمعجزة تحدث على أرض الواقع وبارك تلك المعجزة ووقع بيده على صورة للزيت النازل من صورة العذراء ببورسعيد إقراراً منه بصحة المعجزة.
السنة 27
فى السادسة من صباح الثلاثاء الماضى انساب الزيت من صورتها المتواجدة فى الكنيسة وتجمعت جماهير كثيرة حول الصورة للتبرك من الزيت وأخذ الجميع فى ترتيل الترانيم التى تمدح العذراء وتطلب كرامتها من عند الله، وكلما ارتفع صوت الترانيم ازداد نزول الزيت وعلى الرغم من أنه قد تم وضع كيس كبير أسفل الصورة لتجميع الزيت فإن الزيت فاض خارج هذا الكيس، وكانت روزااليوسف متواجدة هناك قبل الجميع وطلبنا فحص الصورة والزيت النازل منها ووافق قساوسة الكنيسة، فالصورة وضعت فى إطار عادى (برواز زجاج) على منصة صغيرة لا يوجد خلفها إلا الحائط والزيت لا ينضح من الصورة الورقية نفسها ولا ينساب من الإطار، بل يتفجر كينابيع صغيرة من على الزجاج عند موضع يدى العذراء ولا توجد أى تجهيزات خاصة بالصورة وقمنا بفحص الزيت فوجدناه ذا قوام خفيف مائلاً للون الأبيض ذا رائحة عطرة، وعلى الرغم من ملمسه الزيتى فإن بعضًا منه وقع على ملابسنا، ولكن بعد دقائق اختفى أثر الزيت من على الملابس.
مجاناً
غادرنا الكنيسة بعد أن اشتد الزحام وانتشر خبر نزول الزيت بالمدينة، وعدنا فى المساء لرصد الأجواء لعل حركة الزائرين تكون قد هدأت قليلا،ً ولكن كان الزحام فى ذروته ولم نستطع الوصول إلى مكان صورة العذراء بالكنيسة من شدة هذا الزحام، مشاعر مختلفة سيطرت على المتواجدين فهناك من يصلى ويتضرع وهناك من تذرف الدموع طلباً لحاجة لها عند العذراء وسيطرت أجواء الترانيم والتسابيح على المكان، بينما تنطلق الزغاريد بين الحين والآخر من هنا أو هناك فرحاً بتواجد العذراء فى المكان.
يقول القمص بولا سعد مدبر الكنيسة (كثيرون يأتون إلينا ومعهم أشعات وتحاليل وفحوص طبية تثبت شفاءهم من أمراض مختلفة ببركات العذراء دون تدخل طبى وذلك لتوثيق تلك الأمور بالكنيسة التى تحرص على تجميع تلك المعجزات وإصدارها فى كتب وتوزيعها بالمجان على من يطلبها) وعن توزيع الزيت وما إذا كان يتم هذا بمقابل مادى أو على شكل تبرعات يكمل سعد: الإنجيل يقول: «مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا» فالزيت الذى ينساب من صورة أم النور العذراء مريم هو بركة للجميع دون تمييز، وكما رأيت فنحن نعطى من يريد أى كميات يطلبها دون قيد ولا شرط حتى إننا لا نسأل إن كان الشخص مسيحيًا أم مسلمًا، فالعذراء مريم يجلها الجميع مسلمين ومسيحيين وكثير من إخوتنا المسلمين يأتون طالبين هذا الزيت ونعطيهم ما يطلبون، وقد كان هذا الزيت سبب بركة فى أن تربطنا روابط صداقة ومحبة وأصبحوا يعرفوننا ونعرفهم على المستوى الشخصي»، وعلى الرغم من توافد حشود كبيرة إلى الكنيسة للتبرك من زيت العذراء فإن كميات الزيت التى تنزل من صورة تفيض دائما عن احتياج الشعب وتجهز الكنيسة (أنابيب) بلاستيكية صغيرة يتم وضع الزيت فيها وتعطى واحدة منها لكل زائر إلى الكنيسة على سبيل البركة سواء طلب الزيت أو لم يطلب، وهناك من يطلب أكثر من أنبوب من هذا الزيت له ولذويه خاصة زوار الكنيسة الذين يأتون إليها من خارج بورسعيد وأيًا كانت كمية الأنابيب التى يطلبها الزائر يتم إعطاؤها له مجاناً ودون أى مقابل.
بركات بالجملة
والحكايات عن بركات العذراء وكراماتها لا تنتهى وتقول لنا إحدى السيدات طلبت عدم ذكر اسمها: «ذات صباح استيقظت من نومى وقد أحسست بألم فى صدرى فلم أعر الأمر انتباها وظننت أنه ألم عارض سوف يزول، ولكن ما إن  حاولت النهوض من فراشى حتى ازداد الألم بشكل رهيب فى الثدى الأيمن وكانت صدمتى شديدة فهناك ورم كبير قد ظهر واضحاً وانقبض قلبى وحزنت وبكيت كثيراً لأننى أعلم معاناة مرضى الأورام، وأن هذا المرض يقضى على صاحبه وينهى حياته وكنت خائفة من استشارة طبيب متخصص وعلى الفور بحثت عن زجاجة زيت العذراء التى أحضرتها لى زوجة أخى من بورسعيد ومسحت بالزيت صدرى كله وداومت على ذلك عدة أيام وبدأ الألم يخف والورم يتوارى شيئاً فشيئا إلى أن اختفى نهائياً»، أما «إيريني» من القاهرة فتحكى عن تجربتها مع العذراء مريم فتقول: «كنت فى زيارة إلى ابنتى المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت تلك هى زيارتى الثانية لها وكنت أقيم معها فى منزلها وذات صباح خرجت من غرفة نومى فوجدت ابنتى أمامى فقلت لها: «صباح الخير يا إيريني» ولكنها فجأة انهارت وبكت وصرخت بصوت عالٍ «الحقينا يا عدرا» وسريعاً أحضرت ابنتى زجاجة زيت العذراء مريم ببورسعيد وسكبت كل الزجاجة على فمى وأخذت تمسح بالزيت فمى وشفتى ووجهى كله وأسرع زوج ابنتى بنقلى إلى مستشفى قريب، حيث تم عمل فحص شامل لى كل هذا وأنا لا أعرف ما الذى يحدث، ولكنهم فى المستشفى أخبرونى أنى بعد أن استيقظت من النوم كان هناك اعوجاج فى شكل فمى بشكل لافت للنظر وما أن وضعت ابنتى الزيت العذراء على فمى حتى عاد فمى إلى طبيعته فى التو واللحظة وظهرت نتيجة الفحص، حيث تعجب لها الأطباء فلقد أظهرت الأشعات التى تم إجراؤها على المخ أنى أصبت لتوى بجلطتين، والمعروف طبيا أن جلطات المخ تسبب شللاً فى بعض أجزاء الجسم وهو ما لم يحدث معي»، أما ماجدة توفيق من ميت غمر فالأمر لم يكن خاصاً بها، ولكن بابنها الطالب الجامعى وتحكى قائلة: «ابنى طالب فى كلية الهندسة وهو خادم بالكنيسة وفى أحد الأيام تقرر عمل رحلة ترفيهية لأبناء مدارس الأحد إلى مدينة جمصة وأثناء لهو الأولاد مع الخدام رفع طفل يده عالياً بشكل عنيف وكان ابنى يقف خلفه فدخل إصبع الطفل فى عين جرجس وعند عودته فى المساء إلى المنزل وجد عينه عبارة عن كتلة دماء حمراء، وبين الحين والآخر ينزل منها قطرات دماء ففزعت وحاولت الاتصال بأكثر من طبيب، ولكن لم يجب أحد منهم فاليوم كان يوم الجمعة الإجازة الأسبوعية للأطباء فقمت وأحضرت زجاجة زيت السيدة العذراء مريم ببورسعيد ومسحت بالزيت حول عين ابنى وصليت وتشفعت بالعذراء أن تحافظ على عين ابنى فتوقف الدم عن النزول من العين فى الحال، ثم حاولت ثانية الاتصال بأحد الأطباء الذى كان صدفة بعيادته فرجوته أن ينتظرنا حتى نذهب إليه وقام الطبيب بفحص قاع العين والشبكية والقرنية وتعجب فهناك آثار للدماء والعين ملتهبة، ولكن لا توجد أى جروح فى العين ولم يستطع الطبيب تحديد مصدر الدماء وقرر الطبيب أنه لا توجد أى إصابات فى العين يمكن أن تبرر النزيف الذى حدث وأن العين سليمة تماماً وهذه معجزة بكل المقاييس الطبية ووصف لنا «قطرة» ملطفة للعين وبعدها بأيام قليلة زال الاحمرار من العين ببركة العذراء». 