قالت إن فيلمها يكشف فساد التعليم ندى موسى: السفير اليابانى طلب ترجمة «يابانى أصلى»

هاجر عثمان
هى «ليلى» التى تعاطف معها الجمهور بصدق وحزن لفقدها حبيبها فى مسلسل «طريقى»، وهى «آمال هانم» البرنسيسة الرقيقة التى تريد الحفاظ على زوجها حتى لو كذبت عليه بمسلسل «جراند أوتيل»، وهى أيضا البنت الرقيقة والمتمردة والشقية والشريرة الماكرة والرومانسية الحالمة، تتميز بقدرتها على تغيير جلدها رغم صغر سنها.
«ندى موسي» باختصار ترفض أن تكرر نفسها، بين الكوميدى والتراجيدى، وتثبت بقوة أنها فنانة صاعدة تريد أن تحفر اسمها وسط نجمات الصف الأول وهى أيضا بطلة فيلم «يابانى أصلي» أحدث المنتجات السينمائية فى دور العرض.
حول أدوارها.. وظهورها فى «يابانى أصلي» كان معها هذا الحوار.
>ما الذى جذبك للمشاركة فى «يابانى أصلى»؟
- حاجات كثيرة أولها فكرة وموضوع الفيلم، فهى مختلفة وتناقش قضية مهمة، أيضا ورق المؤلف لؤى السيد، والبطولة أمام نجم كوميدى مثل أحمد عيد كانت مهمة، وكان لديّ حماس أن يجمعنى معه عمل فنى، فضلا عن مخرج الفيلم محمود كريم، وجمعنا تعاون عندما كان مساعد مخرج فى «جراند أوتيل» و«دهشة» و«طريقي».
> ألم تتخوفى من العمل مع مخرج فى تجربته الأولى لفيلم سينمائى طويل؟
- بالعكس، كنت متحمسة للعمل معه، فهو مخرج يهتم بالتفاصيل فى التمثيل، لتقديم أفضل ما لديه فى المشهد، حتى إنه أثناء العمل معه فى «جراند أوتيل»، وطلبت منه أن يقدم تجربته الإخراجية الخاصة، وقلت له: «عايزة أشتغل معاك أول فيلم لك»، وبالفعل مرت الأيام ورشحنى للعمل فى فيلم «يابانى أصلي».
> ذكرت أنك تحمست لفكرة الفيلم.. ما الرسالة التى يطرحها؟
- الفيلم يناقش قضية شديدة الأهمية وهى التعليم فى مصر بعمق من خلال حدوتة درامية كوميدية، ويدق جرس الإنذار حول خطورة إهمال مستوى التعليم، وأن البلد لن يتقدم خطوة بهذا المستوى الضعيف، فأى بلد ينهض على التعليم والفنون، وبالفعل مصر حققت خطوات متطورة على مستوى الفنون على مدار تاريخها وحتى الآن، ولكن التعليم بشهادة الجميع يحتاج دفعة للأمام، تنمية العقل والوجدان أساس النهوض بالشعوب، نحتاج لبناء أجيال جديدة مبدعة قادرة على التفكير وليس الحفظ والتلقين فقط، فلا يوجد بلد فى العالم لديه ما يسمى بكليات «القمة»، وأن يصبح النجاح فقط بهذه الدرجات المرتفعة! وبناء على ذلك مستوى التعليم يتراجع، فقديما كانت المدارس الحكومية متميزة، ويدرس فيها أجانب، ولا تقبل أى طلاب سوى المتفوقين، ولكن الآن نرى أن منظومة التعليم تعانى بشدة، فأبسطها احترام الطلاب للمدرسين الذى غاب بمدارسنا، واعتماد التلاميذ على الدروس الخصوصية واستبدالها بالذهاب للمدارس.
> ولكن البعض رأى أن الفيلم يهاجم مصر ويظهرها بصورة عشوائية وهمجية بالمقارنة باليابان وهو ما يشوه صورة البلد؟
- كلام غير حقيقى، الفيلم طرح السلبيات والإيجابيات فى مصر واليابان، وأن مصر لديها مميزات كبيرة فهى بلد حضارة تعود فيها لآلاف السنين، ولكن ينقصها أن تأخذ خلطة النجاح التى تفوقت بها اليابان مثل الانضباط فى العمل واحترام النظام والقانون، وطرح الفيلم أيضا بعض السلوكيات السلبية لدى اليابانيين، ومنها أنهم من كثرة احترامهم للوقت والانضباط أصبحوا أشبه بالماكينات الصلبة، لديهم جفاء عاطفى، عكس المصريين المتميزين بدفء مشاعرهم ومودتهم، وكرمهم مع الغرباء، فالفيلم لا يعكس عقدة الخواجة والانبهار باليابان فى المطلق، ولكن نطرح تساؤلا: لماذا لا نتعلم من تقدمهم ما يفيد مصر ونضيفه لحضارتنا العريقة؟ ونحن تناولنا أزمة التعليم بمرحلة الطفولة فى المدارس الحكومية، وطرح الواقع لا يعنى تشويه صورة البلد، لا ينبغى أن ندفن رءوسنا فى الرمال، فهناك مشكلة تواجه الأسرة المصرية لو أرادت إدخال أبنائها مدارس جيدة، فالرقم الذى طرحه الفيلم عن دفع مبلغ 100 ألف جنيه كمصاريف مدرسة إنترناشيونال هو رقم حقيقى، وليس من خيال المؤلف وهذا ما يحدث فى مصر.
> كيف تعاملت مع الأطفال اليابانيين فى المشاهد التى جمعتك بهم؟
- عموما أحب الأطفال جدا، كما أن مدرب الأطفال اليابانيين حاضر بالبلاتوه، لأن كلامهم العربى كان غير مفهوم، كما أن المخرج قام بتدريبهم قبل بدء الفيلم لمدة شهرين حتى ظهروا بهذا الأداء على الشاشة.
> كيف كان التعاون مع الكوميديان أحمد عيد؟
- أحب تمثيله من زمان، وأتابع أعماله بدقة منذ «ليلة سقوط بغداد» و«أنا مش معاهم»، دائما أفلامه تحمل قضية، فأكثر المشاهد كوميدية تجعلك تتأثر بقوة للرسالة التى يتضمنها، فهو تمثيله مبهج، وشخص على المستوى الفنى والإنسانى متميز، كان متعاونًا فى البلاتوه لا يبخل بمعلومة على أحد، وخرجنا من التجربة صديقين وأستشيره فنيا فى الأدوار المعروضة عليّ.
> ما أصعب مشاهد بالفيلم؟
- أغلبها التى كانت لها علاقة بالأطفال، لظروف خاصة بمواعيد نومهم مثلا أو شعورهم بالإرهاق والتعب، أو أنهم أطفال غير قادرين على تحمل ضغط الشغل والتصوير لساعات طويلة.
> «يابانى أصلي» ثانى تجربة كوميدية بعد فيلم «كلب بلدي».. هل كان مقصودًا بعد دور تراجيدى قوى فى «جراند أوتيل» أن تخرجى سريعا لدور مختلف؟
- هذا ما يشعر الممثل بمتعة التمثيل، أن يتحدى نفسه فى أدوار مختلفة، وتكون لديه أعمال متنوعة، ما بين التراجيدى والكوميدى، ويكسر فكرة تصنيفه فى شخصية معينة.
> «يابانى أصلي» يندرج تحت تصنيف الأفلام العائلية.. ما رأيك فى هذا التصنيف؟
- هو تصنيف موجود بالعالم كله، وفى الحقيقة السينما المصرية متعطشة لهذه النوعية من الأفلام، التى تخاطب الأسرة والطفل، فالطفل منسى فعلا بالسينما، وهى مسئولية كبيرة تقع على الفن أن يتناول قضايا متنوعة وخاصة تلك التى تخاطب الأطفال.
> بعد مشاهدة السفير اليابانى للفيلم طالب بترجمته لليابانية.. ما رأيك؟
- خطوة مهمة، وهذه هى طبيعة الفنون، أن تكون عابرة للحدود، فالفنون تخاطب الشعوب وتقربها من بعضها، وهذا الاحتكاك الثقافى بكل تأكيد يثرى علاقة الشعبين المصرى واليابانى، وهو ما لمسته فى العرض الخاص للفيلم، حيث كان هناك حضور من اليابانيين، وكانوا سعداء بالتجربة، وقاموا بالتصوير معنا.
> ما الجديد خلال الفترة المقبلة؟
- أقوم بتصوير مسلسل «اللهم إنى صائم» فى بطولة نسائية أمام النجم مصطفى شعبان، فى دور «نشوي» زوجته فى إطار حدوتة لايت كوميدى، إخراج أكرم فريد، تأليف أحمد عبدالفتاح، المسلسل يضم كوكبة من النجوم هم: ماجدة زكى، وفاء صادق، ريم مصطفى، مى نور الشريف، محمد أبوالوفا، وأقوم حاليا بتصوير الجزءين الثانى والثالث لمسلسل «حكايات بنات»، وسوف يعرض أواخر شهر مارس.>