الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أمنية حسن.. حضن الوجع راحة

أمنية حسن.. حضن الوجع راحة
أمنية حسن.. حضن الوجع راحة


«فى لحظة ضعفت، وقفت فى صف قلبى لقتنى تانى رجعتله، ورحت لحد عنده قلت إنى احتجتله، وإحساسى اللى كنت بقول ده سهل إنى أقتله.. غلبنى».. وجع وانكسار وحسرة ممزوجة بقليل من لمسات العاطفة الجياشة والرومانسية المرهفة «بزيادة»، اختلطت جميعها فى آمال علقت على مشانق «الواقع»، لتنتهى حياة الحلم مبكرًا وهو فى «عز شبابه»، لا منه طال تحقيقه، ولا منه نال حتى فرصة الاستمرار فى النوم «فى العسل».
«حبيت» و«اتعلقت» ووقعت فى شراك العشق و«محدش سمى عليك»، لا منك قاومت، ولا حتى تريد أن تفتح عينيك على الحقيقة، أعجبت بغيبوبة المشاعر التى غرقت فيها، أغلقت آذانك عن كل من نصحوك بالابتعاد عنها، أغمضت عينيك عن كل عيب فيها وعن كل إشارة «رفض» واضحة فى تصرفاتها بين كلماتها وسط «تنهيدات» الملل فى عز نشوتك وبهجتك بمجرد وجودك قربها، قدمت روحك هدية دون أن تنتظر مقابلاً، سلمت مفاتيح قلبك راضيًا دون أن تدرى تسليمك إياها لسجانك، رضيت بمذلة التعامل وقلة الاهتمام وتنافر النظرات و«قلة القيمة» تدريجيًا ليصبح ذلك هو مفهومك المريض عما يسمى «عاشق ولهان»، غير آبه لألف باء أسس «حب»، لتضع كرامتك فى مؤخرة اهتماماتك، غارقًا فى دباديبها، وهى بالأصل تعاملك كـ«دبدوب» ليس أكثر.
حالة من الأسى والوجع فى تلخيص الحب من طرف واحد والذى يتحول تدريجيًا لانكسار وذل، عندما تقدم كل ما لديك دون مقابل، وتصارح من تحب بمشاعرك ليردك خائبًا بكل برود، تلخصت فى كلمات «لقيته برد باهت قاللى فين المشكلة، أكيد لسه النصيب شايل حاجات متأجلة، بلاش ناخد قرار، ليه مستعجلة وسابنى»، ليتركك فى صدمة، قد تتسبب فى اتخاذك خيارين فى حياتك، إما الاستسلام والانهيار، أو تسبب تلك «التجربة» دفعة لتملأ فراغاتك «العاطفية» بشخصية أقوى وتغيير للأفضل، لتجد باقى كلمات الأغنية ربما تجسد ما ستفكر به ولو بعد زمن، «فمن النهارده أنا لازم أقوى عليه وعليا عشان فى أقرب فرصة ليا يشوفنى أحسن من كده، مش شرط يعنى عشان بحن يحن هو أصل الفراق مديله قوة وقيمتى أكبر من كده وفعلا آسفة غلطى أنا عمرى تانى ما أكرره، هبطل تانى أدور عاللى مش بيدوروا».
أربع دقائق فقط من الزمن هى عمر مجرد تراك قد تسمعه ولو صدفة خلال «تقليبك» على الساوند كلاود، ليجبرك مزيج الكلمات الآسرة بمعانيها والأداء الغنائى المفعم بـ«أوفر دوز» - إحساس صادق يجعلك ربما تشعر بقشعريرة لمسه لأحاسيسك - على إعادتها عدة مرات، والبحث عن اسم من تؤديها، وتجدك تلقائيًا سحبت مع أمواج مشاعر تراكاتها وتدخل فى عمق بحر أغانيها، دون رغبة فى العوم، لتنخطف بحالة الوجع المتفشية وسط أكثر من 10 أغان مختلفة، ربما تصيبك بحالة اكتئاب، أو تعبر عن حالة اكتئابك، بين «كان مشاويرى وشغلى الشاغل حاجتى اللى مسبهاش بالساهل، كان مجنونى وكان العاقل اللى ياخدلى أى قرار»، مرورًا بتجسيد معانى العشم فى الحب والعلاقات باختلاف أساميها، والتى تبدأ بلهفة، وانجذاب، وتنتهى مهما طال الزمن بفراق لا مفر منه، فتكفى جملة واحدة فى إحدى أغانيها سببت انطلاق شهرتها فى ساحة المزيكا المستقلة، «ما خلاص قصتنا بتتحول لحوار فى الفيلم وأغنية، وأهو خلص الفيلم اللى كتبته على عكس ما كنت بتمنى، منا كنت فى حبك م الأول، إبليس متعش فى الجنة»، وتتفاجأ باصطدامك لوصلة ألم حقيقى بعيد تمامًا عن فكرة العشق التقليدى، ملخصًا حسرة فراق أقرب الناس إليك، «أنا أبويا واحشنى جدًا محتاج رأيه فى حاجات، أهمل فى سؤاله عنى، وماجاش من يوم ما مات».
اللعب على وتر النفسية وصدق الإحساس، ونقل تجاربها الحياتية فى شكل «حقنة» سماع، تطيب بها ألمها الداخلى وتداوى بها جراح من يجرب ولو لمرة سماعها، روشتة علاج بالأغانى، دواها مزيكا، ومعادها «كل ما تحس بوجع»، عيادتها «ساوند كلاود»، وكشفها مجانى لكل المجروحين، دراستها «طب»، وعشقها «غنا»، وشخصيتها تجسد معانى الطيبة والبساطة، لها ابتسامة تلمع من هول ما تخفيه من أوجاع، وخفة دم من كثرة ما تخزنه من حسرات، وبهجة تنثر عبق البمبى فى أرجاء أى مكان تقصده وتلوح فى الأنحاء أصداء صوتها رغم سواد ما حفرته داخلها الأيام، تتغنى بالآلام، وتسكتها بدندنات، «أمنية» اسمها الحقيقى وعنوان لحلمها، أمنية أن تصل بموهبتها لما تريد، أن ترفرف مع دوى صوتها فى سماء الدنيا، بعيدًا عن روتينية الحياة نفسها وحربائية البشر.
أمنية حسن، اسم لمع نجمه سريعًا فى ساحة الأندرجراوند ومجال المزيكا المستقلة، رغم اعتبارها من الوجوه الجديدة القادمة للساحة، دخلت عالم الغناء بقليل من الدندنة من حين لآخر، ليتطور الأمر تدريجيًا لحلم الاحتراف، اجتمعت عليها آلام الحياة وفراق أقرب الناس إليها، مع ضغوط المجتمع الشرقى وعاداته المتوارثة دون وعى، مع دخولها مضمار الصعوبة الدراسية لسنوات كلية الطب، لتقرر التحرر من كل تلك القيود وسجون كسرات النفس والضغوطات النفسية والحياتية بفردها جناحات حبالها الصوتية، وترفرف مع دندناتها للعلالى، وتكسر بدوى إحساسها حواجز الصمت والانكسار، وتطير خارج السرب، لتكتشف العالم من وجهة نظر «صوتها».
انطلقت بأولى تراكاتها على «الساوند كلاود»، بين «الحدوتة» و«مركب ورق»، و«حبة زعل» و«صوت رصاص»، لتحفر اسمها شيئًا فشيئا بكلمات «شفت الدنيا صعبة إزاى، أنا شيفاك بقى أصعب منها»، و«جناح الدنيا شالك فوق، بكيت وفرحت بكيت فارتحت»، و«يارب أنا مملوكش غير حبة زعل، نفسى فى يوم مايطولوا ألقى فى قلبى براح عشان أنسى الزعل وأتحمله»، حتى تراكاتها الأشهر «أبويا واحشنى جدًا»، «عشم إبليس»، و«غيبوبة»، وتجسيدها لعشقها الكروى فى «ياه يا أهلى ياه ع الذكريات ده فى عشقك ياما قلنا وغنينا حاجات، يا كيان فى القلب حبه هيفضل للممات»، و«الكورة اجوان»، وصولًا لأعمالها الأجدد «يا بابا نويل هاتلى معاك أمان بالليل وناس تانيين بقلب كبير»، و«هلال من الماس»، وحتى استمرارها على نهج الكآبة فى تراك «من خوفه مات»، «أستاذ معافرة فى الخيابة والوجع، مجنون بإحساس إنى طيب أو جدع، زى ما أكون نحست من كتر الهموم، ونويت أصوم فلاقيت مشاعرى تايهة أو رافضة السمع».