عون: الرئيس التوافقى
تحية عبد الوهاب
فى جلسة لم تخلُ من المفاجآت تم انتخاب ميشال عون رئيسا للبنان بعد عامين ونصف العام من فراغ المقعد الرئاسى وفشل 45 جلسة سابقة لاختيار الرئيس، جاء نجاحه بدعم من خصومه القدامى بعد تحولات أجبرت البعض منهم على تغيير موقفه وكان على رأسهم سعد الحريرى الذى تعتبر موافقته على عون ما هو إلا اعتراف تام بالهيمنة الإيرانية وتنازله عن خصومته السابقة لسوريا، حيث وجه لها من سابق الاتهام بالضلوع فى مقتل والده رفيق الحريرى، وجاء الاتفاق على عون ملاذا أخيرا له لضمان البقاء السياسى له، خاصة بعد تضرر مكانته بسبب الأزمة المالية التى تواجهها شركاته بالسعودية وفقدانه للدعم السعودي.. كل ما سبق جعله يغير موقفه تجاه حزب الله الداعم لعون، ذلك بالتسوية بينه وبين حليف حزب الله المدعوم من إيران وسوريا.
العميد عون ووفقا للمعطيات الموجودة التى جاءت بميشال عون كرئيس للجمهورية فإنه صار من المرجح أن يكون سعد الحريرى رئيس الوزراء القادم والمرشح الأقوى وفقا للتسوية. ولطالما كان عون يطمع منذ فترة طويلة للوصول إلى هذا المنصب ويشكل فوزه علامة على مرحلة جديدة فى السياسة اللبنانية والانهيار النهائى للتحالف المدعوم من السعودية والذى كافح ضد حزب الله وحلفائه، ميشال عون شخصية مثيرة للجدل فى الخارج وفى لبنان. السؤال الآن: هل فوز عون ستكون له انعكاسات على توجهات لبنان الخارجية خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية؟ الإجابة بالطبع نعم، خاصة إذا كان عون يريد تنفيذ السياسة التى تلتقى مع توجهه الشخصى وتوجه حزب الله الذى بالتأكيد سيلتقى مع السياسة الإيرانية والسياسة السورية فى وجه الفريق الآخر، أما إذا كان العماد عون سيتصرف على أساس أنه رئيس لكل اللبنانيين ولديه رغبة فى تحييد لبنان فبالطبع إن ذلك سيكون الحكم على ما سيقوم به من خلال أعمال حكومته القادمة، حيث إنها الملف الأصعب الذى سوف يواجهه وعليه الاحتكام إلى صوت العقل والسعى للحفاظ على الثوابت اللبنانية من حريتهم فى اتخاذ قرارهم وتجنب الصراعات العربية والألغام العربية.
وإذا ما نجح فى ذلك جنب لبنان مخاطر كثيرة من انعكاسات الصراعات الإقليمية فى المنطقة وخصوصا بين السعودية وإيران.. عاشت مصر.