السياحة الجنسية فى مصر

فاتن الحديدي
على الرغم من امتلاك مصر ما يزيد على 20 % من إجمالى آثار العالم، وتنوع هذا التراث بين الفرعونى واليونانى والقبطى والإسلامى، فإن شركة دعاية ألمانية تعاقدت معها هيئة السياحة لم تجد شيئا لجذب السائحين إلى مصر إلا أن توزع منشورا يروج للسياحة الجنسية وعنوانه «زوروا مصر ستجدون ما يسركم من الجنس». . الفضيحة كشفتها مراسلات الهيئة مع مدير مكتب التنشيط السياحى بألمانيا «تامر مرزوق» خلال معرض سياحى بالعاصمة النمساوية فيينا.. المثير أن الشركة الألمانية بررت الفضيحة بأنها «خطأ مطبعى»، وستراجع المنشورات الأخرى فى المستقبل، ما يعنى أن الهيئة لم تفسخ أو تجمد العقد على الأقل لحين التحقيق.. وإذا كانت الدعاية إجمالا تعتمد على الأفكار المبتكرة أو «المجنونة»، فإن هذا الخطأ أو الفضيحة لا يمكن إدراجها فى إطار التجديد.
فاليونان التى تمر بنفس الفتور السياحى وبأزمة اقتصادية طاحنة جعلتها مهددة بالرحيل عن جنة الاتحاد الأوروبى، وبعيدا عن الجزر التى تستقبل آلاف اللاجئين والسفن المطاطية الغارقة يوميا، ابتكرت أثينا أسلوبا للدعاية يليق بأساطير جبال الأوليمب، وهو عودة عرائس البحر إلى السواحل اليونانية وتصوير فيلم دعائى مبتكر لظهور حوريات البحر، ورغم أنه شيء لا يصدق، وأن الجميع يعرف أن أسطورة عرائس البحر الجميلات هى خيال محض، فإن الدعاية والتصوير والملابس والماكياج والجو العام يوحى بأنها حقيقية بالفعل، وهذا الفيلم الدعائى شجع الكثير من السائحين على الذهاب لسواحل اليونان والانتظار حتى تظهر عرائس البحر الجميلة، ومتابعة العرض مشدوهين كالأطفال، وفى سيبيريا ابتكرت شركة سياحة طريقة غريبة للترويج لمنطقة نائية ومعزولة، تحديدا فى شرق شمال روسيا، مستعينة بفتيات جميلات يأخذن حمام شمس بالبكينى على بحيرة مغطاة بالثلوج.
الشركة السيبيرية التقطت صورًا للفتيات على البحيرة الصناعية «جيليزنوجورسك» كجزء من حملة دعاية للمنطقة التى تبعد 34 ميلا عن مدينة كراسنويارسك، واختارت شعارًا جذابًا لحملتها: «شواطئنا تفتقر للرمال، ولكنها بيضاء».
جدير بالذكر، أنه بالرغم من شهرة سيبيريا ببرودة الطقس، فإنها تمتاز بالعديد من الفنادق والمطاعم الفاخرة لجذب السياح.
وفى الصين توجد فكرة مملكة الأقزام، التى يشعر السائح عند زيارتها بأنه رجل عملاق داخل عالم مختلف، عالم مليء بالقصص الخرافية، وتقع المدينة التى أنشأها جيل من الأقزام فى العاصمة كونمينغ بإقليم يونان الصينى، وتضم المملكة نحو 100 قزم صينى يشترط لانضمامهم فى هذا المجتمع الخاص ألا يتجاوز طولهم 130 سنتيمترا، وأن يكون السن من 18 إلى 40 عامًا.
ويرجع السبب إلى أن مجموعة من الأقزام فى القارة الآسيوية هربوا من عنصرية البشر بشكل عام والبعد عن المشاكل النفسية الناجمة عن عدم تقبل شكلهم على ما هو عليه من خلال بناء مملكة خاصة بهم يستطيعون من خلالها ممارسة كل نواحى الحياة الخاصة بهم.
كما أن ما يعطى المدينة طابع الخيال والأساطير هو حرص الأقزام على ارتداء ملابس أبطال القصص الأسطورية الشهيرة.
وحتى الخراب الذى حدث فى تركمنستان، بسبب النيران المنبعثة من تلك الحفرة والتى تسببت فى خسارة للطبيعة المحيطة بها، ما دفع السكان المحليين إلى تسميتها بـ«باب الجحيم»، صارت مزارا يزوره آلاف السياح سنويا، وسميت باب الجحيم لأن فيها انبعاثاً للنيران بشكل غريب، وهذه النيران تأتى نتيجة تراكم غازات طبيعية تسبب حدوث اشتعال ذاتى فى المكان، ويوجد فى صحراء كراكوم بمدينة دروازه فى تركمنستان، وهى عبارة عن حفرة يبلغ عمقها نحو 25 مترًا وقطرها من 60 إلى 70 متراً.
وترجع قصة تلك الحفرة إلى عام 1971 حين اكتشف مجموعة من الجيولوجيين الروس كهفاً تحت الأرض غنياً بالغاز الطبيعى وسرعان ما انهار الكهف تاركاً تلك الحفرة مكانه، وبدا أن الغاز الطبيعى بداخلها يتزايد بمرور الوقت، وكان الحل هو إشعال الانبعاثات الغازية، بدلاً من المخاطرة بترك تراكم الغاز وحدوث تسمم محلى أو انفجار.
«مطماطة» قرية جبلية سكانها قبيلة بربرية تسكن فى تونس الآن، هاجر أهلها إلى هذه المنطقة الوعرة وحفروا بيوتهم فى باطنها كى لا يراهم أحد، وحتى يتأقلموا مع المناخ، فباطن هذه الحفر كان دوماً رطباً فى الصيف ودافئاً فى الشتاء، وقد اكتسبت «مطماطة» شهرتها العالمية من خلال فيلم «حرب النجوم»، الذى صوّر فى بيوتها الغريبة عام 1970 وبدت بيوتها على الشاشة مثل أصداء كوكب خيالى لم يوجد قط. الجميع يراها مدينة خالية من البشر، ولكن حال الاقتراب منها تجدها مأهولة بالسكان ومليئة بالحفر، وهكذا أصبح آلاف السياح سنويًا يزورون السكان فى هذه الحفر الشبيهة بالكهوف، ويستضيفهم السكان ببشاشة ويقدمون لهم الضيافة التقليدية، ويسمحون لهم بالتقاط الصور التذكارية فى بيوتهم.
وحتى الثقب الأزرق فى جزر البهاما، والذى يطلق عليه فتحة الموت، نظرًا لوفاة الكثير من الغواصين به دون أسباب معلومة، يجذب مئات الآلاف من الغواصين ومحبى المغامرة، لرؤية هذه المناظر الخلابة التى تبدو كتجويف عميق أزرق يقع فى المياه الوطنية لـ«بليز» وجزر الباهاما بين الأمريكتين، ويتميز بوجود ثقوب متعددة وغالبًا ما تكون مداخل لشبكة من الكهوف ويبلغ عمقها 14 كيلومترًا.