الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اختفاء أيمن الجميل «شهبندر» ميناء دمياط

اختفاء أيمن الجميل «شهبندر» ميناء دمياط
اختفاء أيمن الجميل «شهبندر» ميناء دمياط



اختفى رجل المال والأعمال أيمن الجميل رئيس مجموعة كايرو ثرى إيه، ونجل رجل الأعمال البرلمانى السابق رفعت الجميل أحد أهم أصدقاء الرئيس المخلوع مبارك، وكان أبرز المرشحين المحتملين فى الانتخابات البرلمانية قبل إعلانه مع والده الانسحاب منها.
وتحتكر شركاته ووالده عمليات استيراد الذرة الأمريكى ليصبح المستورد الوحيد المسيطر على الأسعار مما سبب ارتفاعا كبيرا فى أسعار الأعلاف وإصابة الثروة الداجنة بالكساد، وكذلك استيراد القمح المميز وتخزينه، ويتجاوز أسطول شركته لنقل البضائع 180 سيارة، وأصبحت الوكيل الوحيد لشركة فوتون للنقل الثقيل وقطع الغيار.
تؤكد مصادر مهمة أن عائلة المخلوع مبارك تساهم بنحو 17% من الأسهم الحالية فى شركة «كايرو ثرى إيه» التى تحتل مكانة عالمية ومحلية.
أيمن الجمال صاحب الشعبية الكبيرة فى دمياط هو أحد أهم رجال المال والأعمال فى وجه بحرى وبالتحديد فى محافظة دمياط وفى مصر بشكل عام، ويعتبر أحد الداعمين لصندوق «تحيا مصر» مع والده اللواء طيار متقاعد «رفعت الجميل» أحد أهم أصدقاء الرئيس المخلوع «مبارك» وصاحب شركة «أيه ون» للاستيراد والتصدير إحدى الشركات المساهمة أنشئت عام 1981 مع تولى مبارك الحكم تعمل الشركة فى مجال النقل الثقيل وتجارة الحبوب والتى تبلغ  من 2.5 إلى 3 ملايين طن سنويا كما تعمل فى مجال التخليص الجمركى والتخزين داخل ميناء دمياط بحوالى 125 ألف طن وقدرتها على أعمال النقل تصل إلى 12500 طن يوميا وتقوم الشركة بأعمال الشحن والتفريغ بقدرة تبلغ 18000 طن يوميا، وهى الشركة الأولى فى مصر فى هذا المجال والتى تحتكر استيراد القمح ومملوكة له ونجله.
بزغ نجم رفعت فى الشارع الدمياطى عام 2000 حينما نجح فى الانتخابات البرلمانية عن دائرة «كفر سعد» ووقتها قام «الجميل» بركوب طائرته الهليكوبتر والطيران فوق دائرته وإلقاء كوبونات هدايا على أهالى الدائرة وكانت تتنوع من الأجهزة المنزلية وصولا لكوبونات توظيف فى شركاته التى تبتلع ميناء دمياط الجديدة تقريباً خاصة فى هذا التوقيت وما تلاه طيلة عشر سنوات بداية من دخولك لمدخل الميناء ورؤيتك لطائرته الحربية المثبتة على نصب وتحتها إهداء شركة «كايرو ثرى إيه» رفعت الجميل وشركائه نهاية برصيف الذرة الأمريكى «الشامى» الذى لن ترى فيه إلا كل ما يحمل شعار «الجميل» «كايرو ثرى إيه».
وسهلت علاقة الطيار رفعت الجميل بمبارك أمورا كثيرة حتى تقف الشركة على أرض صلبة وحصلت بتوصية من مبارك شخصيا على أعمال الوكالات الملاحية وخدمات السفن العملاقة والتخليص الجمركى لتقضى فى تلك الفترة على جميع الشركات المنافسة بأوامر عليا، وزاد طموح الصديق على صديقه فأصبحت الشركة صاحبة أكبر أسطول من السيارات المتخصصة فى نقل البضائع.
وفى عام 2010 عاد اسم «الجميل» للبزوغ مرة أخرى أثناء اعتصام سائقى سيارات النقل العام الذى عم أرجاء الجمهورية قبل ثورة 25 يناير حينما عاقب سائقو سيارات النقل الثقيل بالدقهلية رجل الأعمال «رفعت الجميل» عضو مجلس الشعب بإشعال النيران فى إحدى سيارات أسطوله نظرا لخروجها على قرار الإضراب العام الذى يسرى على كل المحافظات وهى سيارة بمقطورة تحمل أرقام 13750 نقل دمياط.
ويأتى الدور على نجل «رفعت الجميل» «أيمن الجميل» هذه المرة لبزوغ اسمه على الساحة السياسية المصرية قبل الدمياطية حينما أعلن فى برنامج تلفزيونى شهير أنه سيتبرع لصندوق «تحيا مصر» بمبلغ كبير من المال لم يعلن عنه ولكنه عُرف بعد ذلك بتبرعه بـ150 مليون جنيه لصالح صندوق «تحيا مصر».
يذكر أن أيمن الجميل سبق وأن أعلن التبرع بنصف مليون جنيه فى برنامج الإعلامى خيرى رمضان لصالح صندوق «دعم مصر» وهو كان وقتها أحد المرشحين وبكل قوة لخوض انتخابات مجلس النواب دائرة كفر سعد.
فى دائرتهم الانتخابية دائرة «كفر سعد» أعلن كل من «رفعت الجميل» ونجله «أيمن الجميل» فى شهر يناير الماضى أنهما لن يخوضا الانتخابات البرلمانية الحالية مفضلين الاستمرار فى تقديم مشروعاتهما الخدمية لأهالى دائرته بعيدا عن العمل البرلماني، وأشار وقتها «أيمن الجميل» إلى أن المناخ السياسى الحالى الذى هيأته القيادة السياسية يفرض على كل رجل أعمال أن يقوم بواجبه تجاه المجتمع بمشروعات تعود بالنفع على الاقتصاد الوطنى بشكل عام وتسهم فى تحقيق نهضة مجتمعية حقيقية بوجه خاص، ولفت «الجميل» الانتباه إلى أنه على جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى يقع على عاتقها الدور الأكبر فى خدمة المجتمع، مؤكدا أنه سيظل يقدم خدماته لأهالى دائرته وأن دخول البرلمان من عدمه لن يؤثر بأى شكل من الأشكال على ما يؤمن به من دور تنموى تجاه أهل دائراته.
وقال «الجميل» إن ما يقوم به الرئيس «عبدالفتاح السيسى» من سعى دؤوب من تحقيق نهضة حقيقية فى المجتمع تضع كل شخص على أرض مصر فى حجمها الحقيقية لذا ستكون المرحلة المقبلة بداية ونقطة انطلاق لمشروعات حقيقية يشارك فيها الجميع.
وقرر «الجميل» مايو الماضى الانسحاب من انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية بدمياط وتنازله لصالح قائمة منافسه «محمد الزينى» رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية.
وأعلنت مصادر قريبة من الطرفين أن قرار التنازل جاء بعد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات جمعت بين الجميل وعدد من أعضاء قائمة الزينى ومنهم «سامى سليمان ووسام عبدالقادر وأيمن رخا» وهو التنازل الذى جاء مخالفا لكل التوقعات، حيث كان الجميع يتوقع معركة شرسة بين الزينى والجميل على منصب «شهبندر تجار دمياط» خاصة بعد إعلان «الجميل» عدم ترشحه للانتخابات البرلمانية قبلها بأربعة أشهر فقط، وهذا هو ما يخالفه تصريح «رفعت» نفسه لإحدى الصحف الكبرى وقتها أنه يستعد لخوض العديد من الجولات القادمة على المستوى السياسى والخدمى بمحافظة دمياط.
وفى دائرة «كفر سعد» يبرز اسم «أيمن الجميل» نجل رجل الأعمال «رفعت الجميل» البرلمانى السابق خاصة أن «أيمن» يتمتع بشعبية ضخمة وله عدة مواقف أبرزها التبرع لصالح صندوق «تحيا مصر» ويذكر أن رجل الأعمال «أيمن الجميل» طالبه أهل دائرته أكثر من مرة بالترشح فى الانتخابات البرلمانية نظرا لما قدمه لهم من مشروعات خدمية عديدة ونتيجة لشعورهم بأنه يعى جيدا مطالبهم وشعوره باحتياجاتهم الحقيقية.
وينافسه فى الدائرة ذاتها كل من محمد الحصى أحد المرشحين السابقين والذى خاض حربا شرسة فى مواجهة قوى السلفيين، وجلال الألفى أحد من لهم باع كبير فى الانتخابات البرلمانية فى الوقت الذى تبحث فيه عائلة رخا بالدفع بأحد أبنائها بينما لا يزال حمدى شلبى عاشور أحد أشرس من خاضوا المعارك البرلمانية يدرس خوض الانتخابات من عدمها.
والجدير بالذكر أن الانتخابات فى مدينة كفر سعد غالبا ما تسفر عن سقوط مصابين وتصطبغ باللون الأحمر نظرا لشراسة المنافسين فيها والاستعانة بأعداد كبيرة من المسلحين وهو ما أسفرت عنه الجولات الانتخابية فى دائرة «كفر سعد» فى أعوام 2000 و2005 و2010 وإلى الآن وهى اتهامات متبادلة بالبلطجة من قبل «الجميل وشلبى» خاصة بعد انتزاع «حمدى شلبى» مقعد البرلمان من الجميل عام «2005» ودخوله ضمن نواب الحزب الوطنى المنحل.
ونعود للاتهامات التى تطارد «الجميل»، حيث أعلن اللواء «فاروق المقرحى» أمين عام حملة «معا ضد الفساد» أن مكافحة الفساد لابد أن تتوافر جميع الظروف لمجابهتها وعلى الشعب أن يتعاون فى كشف وقائع الفساد وضرورة تفعيل قانون الإرهاب وأن أزمة الفساد فى مصر انتشرت منذ نشأة الأرض وعلى الدولة مجابهة تلك الأزمة بكل الطرق وأن منظومة الفساد العالمية ليست مقياسا لتحديد معيار الفساد فى مصر مشددا على تفعيل قانون 86 لكونه القادر على مجابهة الفساد بكل أنواعه من «فساد مالى  إدارى  أخلاقى  وتشريعى».   وتابع المقرحى أن هناك أســـماء لمجــموعة من المنتفعين بدأ ظهورهم فى أواخر الثمانينات وكان أبرزهم  «رفعت الجميل» وطالب الدولة محاسبة هؤلاء المنتفعين ليكونوا عبرة للأجيال القادمة.
ويذكر أن رجل الأعمال ورجل الحزب الوطنى المنحل «رفعت الجميل» هدد العاملين فى شركاته بضرورة انتخاب الفريق «أحمد شفيق» أو غلق شركاته بمصر وترك السوق المصرية وتشريدهم.
جاءت تهديدات الجميل قبل انطلاق جولة الإعادة من أجل إجبار العاملين لديه بانتخاب مرشح الحزب المنحل الذى يكن له الولاء الكامل.
وبذل “الجميل” قصارى جهده لمساندة أحمد شفيق فى جولة الإعادة من خلال شراء الأصوات بالمال ويقوم رجل الأعمال بتوفير وسائل المواصلات لنقل الناخبين لانتخاب أحمد شفيق بالإضافة إلى التربيط مع العائلات، ويُذكر أن فضيحة أرض الطيارين لم تخلوا من اسم «الجميل»، حيث شملت اسم آية محمد رفعت عبده الجميل».
وفى النهاية فإن الأنظار هذه الأيام تبحث وراء «أيمن الجميل» وأين هو؟ وهو السؤال الذى طاردنا فى رحلة البحث عنه فى دمياط وفى مقر شركته «كايرو ثرى إيه» للتجارة - رفعت الجميل وشركاه  - لاستيراد حبوب خاصة «ذرة صفراء، فول صويا، دهون مجففة، قمح، مركزات بروتين» بمعدل من 2 إلى 3 ملايين طن سنوياً، التى لا تعرف أين هو وتقوم بحجز مواعيد له كأنه موجود بل أنها ترد على الصحفيين بالاستفسار عن ماهية الطلب ولماذا تريدون المقابلة وإن كانت بخصوص الانتخابات فإن السيد «أيمن الجميل» لن يترشح وهو صرح من قبل بذلك.