الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

كل الأوضاع حلال حلال حلال

كل الأوضاع حلال حلال حلال
كل الأوضاع حلال حلال حلال


شاب مكث أسبوعين من دون أن يلمس عروسه، لأن ثقافته الجنسية «تحت الصفر» وآخر يتخيل أن المرأة تحمل بالقبلات، وفتاة أصيبت بصدمة عصبية عندما اقترب منها شريكها ليلة الدخلة، وطلبت الطلاق لأنها لم تكن تعلم ألف باء العلاقة السريرية.
هذه ليست خيالات سيناريست، ولا هى روايات فيها مبالغة من أجل إحداث الإثارة، لكنها حقائق «حدثت بالفعل»، وإلى جوارها روايات أخرى عن نساء يتقززن من السائل المنوى للزوج، فيسارعن إلى غسله، ومن ثم لا يحدث الحمل، وأخريات انقض عليهن أزواجهن انقضاض الأسد على الفريسة، فأصبن بنزيف تسبب فى عقدة مركبة من العلاقة الجنسية.

هذه الحالات أوردتها الكاتبة الإماراتية «وداد لوتاه»، فى كتابها «سرى للغاية.. المعاشرة الجنسية أصول وآداب»، الذى يرصد مسيرة عملها بمحاكم دبى ويضم الكثير من القضايا الزوجية التى حاولت تسويتها قبل العرض على القاضى ليفصل بحكمه.
ولاحظت الكاتبة أن نسبة كبيرة من النساء والرجال لا يعلمون إلا القليل عن العلاقة الجنسية، حتى إن البعض لا يهمه معرفتها، بل يكتفى بما أخبرته عنه جدته أو أمه أو بأن يعرف موضع عضوه وموضع عضو الزوجة، والنتيجة حدوث الكثير من المشاكل ووقوعهم فى مواقف مؤسفة.
وتساءلت الكاتبة عن أسباب الشقوق والتصدعات، ولماذا تنهار الجدران بكثرة؟ وهل من سبيل لأن تبقى صامدة أمام الرياح؟
وتجيب: ابتهجت وارتسمت على وجنتى ابتسامة عندما بدأ قلمى يخط خطوطا على الأوراق ويرسم فصول الكتاب، فقد أراد الله أن يوجهنى لاختيار هذا الموضوع من أجل كشف بعض الجوانب الخافية فيه عن أخواتى العفيفات، وحاولت أن أكون أمينة فى نقل صورة واقعية عما يحدث من آثار لعدم الفهم تتفاقم يوما بعد يوم، وأن أكون واضحة من غير ابتذال، وأن ألفت أنظار كل من يدفن رأسه فى الرمال من الرجال والنساء بدعوى الحياء المصطنع إلى أننا لن نكون أكثر حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والعلماء الذين تناولوا باستفاضة أدق تفاصيل العلاقة الجنسية بين الزوجين.
فقه المعاشرة
تؤكد الكاتبة أن الجنس أمر تشتهيه النفوس وجعله الله تعالى لذة تدفع كل زوجين إلى التقارب، وتدفع المرأة إلى الصبر على آلام الوضع والمخاض ونسيانها، لكن النفس البشرية بطبعها تنزع إلى الشذوذ بعيدا عن الغاية الحقيقية مما يدفع البعض إلى السقوط فى الحرام وترك الحلال المباح تحت دعوى أنه يريد أن يكون غير ملتزم بأخلاق الجنس مع زوجته، وربما منعه الحرج من أن يكون معها كما يريد، وهذا ما جعل المؤلفة تضع هذا الكتاب الذى يتضمن معلومات عما ينبغى أن يعرفه الزوجان من حقوقهما المشروعة ولو فهم كل زوج ما حل له لتعفف بالحلال مع زوجته.
وتقول: نحن فى حاجة ماسة لمعرفة فقه المعاشرة الزوجية خاصة فى هذا الزمن الذى كثرت فيه العادات السيئة والسلوكيات القولية والفعلية المنحطة حتى انحرف بعض الرجال والنساء عن طريق الجادة وأصبحت حياة بعض الأسر متوترة وبعضها مشرفا على الهلاك».
وتؤكد أن نظر الزوج إلى جسد زوجته بما فيه أدق الأماكن الحساسة أماما وخلفا من الأمور التى أباحها الله له، وكذلك لزوجته أن تنظر إلى جميع جسده، لعموم قوله تعالى: «نساؤكم حرث لكم»، ولمخالفة اليهود فى أن الرجل إذا جامع المرأة من دبرها فى قبلها فإن الولد يخرج أحول، ويبين الشرع جواز ذلك ومن المنطقى أنه لن يجامعها فى قبلها من دبرها إلا وينظر إلى دبرها وإليتيها وهذا معلوم شرعا وعقلا، أما النظر إلى فرج الزوجة فمن باب أولى لأنه الأصل والمكان المحبوب للزوج فيجوز النظر إليه ويجوز لمسه وتقبيله ولعقه كما قال البغوى الحنبلى فى «كشف القناع» والمرداوى فى «الإنصاف»، ويجوز للمرأة مص ذكر زوجها ولحسه لأن هذا مما يحصل به السرور والاستمتاع بينهما، وما يجعلهما يلتزم كل  منهما الآخر، ويكتفى به ولا يذهب الرجل أو المرأة للبحث عن المتعة والإثارة فى مكان محرم أو بطريق محرم.
الوقت المناسب
وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند اعتدال البدن فى حره وبرده، فالضرر عند امتلاء البدن أقل من الضرر عند خلوه، وعليه ينبغى الجماع إذا اشتدت الشهوة وحصل الانتشار التام الذى ليس عن تكلف ولا فكر فى صورة، ونظر متتابع، كما لا ينبغى أن يستدعى شهوة الجماع ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المنى واشتد شبقه.
كما تحذر الكاتبة الرجل من جماع العجوز والصغيرة التى لا يوطأ مثلها، والتي لا شهوة لها والمريضة والقبيحة المنظر، والبغيضة فوطء هؤلاء يضعف ويوهن القوى والجماع مع قلة الاستفراغ.
مما سبق وذكرنا أقوالاً لأهل العلم فى قضية الأفضل والأحسن للزوجين أن يتعاشرا فى هذا الوضع وهو بعد هضم الطعام واعتدال المزاج، وهو ليس أمرا توقيفياً، بل الحياة الجنسية عاطفة ومودة ومحبة بين الزوجين متى اشتعلت بينهما فإنهما يمارسانها سواء كان قبل النوم أو بعد الاستيقاظ أو فى أثناء الطعام، لا حرج فى ذلك سواء كانا متهيئين للخروج، ثم هاجت بينهما عاطفة الجنس ولمس أحدهما الآخر أو قبل أحدهما الآخر أو نظر أحدهما إلى الآخر نظرة أوحت بالرغبة وأججت الشهوة بينهما فينبغى مباشرة أن يتوقفا عما هما فيه تلبية للرغبة.
أفضل الأوضاع
أفضل أنواع وأشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا لها بعد الملاعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشا كما قال صلى الله عليه وسلم «الولد للفراش»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا جلس بين شعبها الأربع»، ولذلك أفضل أنواع أو أوضاع الجماع هو الجلوس بين الشعب الأربع وهو أن يعلوها فيصبح بين يديها ورجليها فتكون فراشه ويكون لحافها، وتكون ملكه ويكون قيمها لتجردهما عند النوم واجتماعهما فى ثوب واحد وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه لقوله تعالى «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».
واستشهدت الكاتبة بمقولة الإمام السيوطى: «فى أوضاع الجماع بين الزوجين وأفضل الجماع وأحسن الهيئات أن تستلقى المرأة على ظهرها على فراش لينة ويعلو عليها الرجل حتى يكون بين الجالس والمنبطح ويكون وركاها عاليين ورأسها منتصبا فى موضع معتدل غير مرتفع، ذلك ألذ وأحب»، وأن يرفع وركها عند الإنزال رفعا كثيرا ويجعل رأسها منصوبا إلى أسفل، فإن ذلك مما يعين على الحمل ولا يقوم عنها إلا بعد مدة حتى يستقر المنى فى الرحم، وإذا قام عنها تبقى على حالها ضامة فخذيها لفترة، وإن نامت على تلك الحال كان أولى، وفى مجامعة السمينة أن يجامعها على هيئة الراكعة فهو أحسن فى حبل السمينة لبعد فتحة مهبلها.
وتعلق المؤلفة قائلة: إن لكل من النساء والرجال حقا شرعيا فى الآخر، فإن كانت المودة الموجودة بينهما وعاطفة الحب متأججة فلهما أن يختارا من الأوضاع ما طاب لهما، وكل ما يذكره العلماء إنما هى أمور اجتهادية فقد يحب الرجل أن تعلوه المرأة ويتلذذ بذلك، فإذا حانت لحظة القذف علاها وقذف وقد يحب أن يجامعها باركة ويتلذذ بذلك، وقد يحب أن يجامعها على جنب أيسر أو أيمن وقد يحب أن يضع رجليها على عاتقيه، فكل ذلك جائز لا حرج فيه لعموم قوله «فأتوا حرثكم أنى شئتم».
أما أسوأ أنواع الجماع فيتمثل فى أن تعلو الزوجة الزوج ويجامعها وهو على ظهره والأسباب عند ابن القيم رحمه الله هى خلاف الشكل الطبيعى الذى طبع الله عليه الرجل والمرأة، وفيه مفسدة مثل تعسر خروج المنى كله فيتعفن ويفسد ويضر، وسيلان رطوبة الفرج على الذكر مما يفسد الراحة ويتعب العضو الجنسى، والرحم لا يتمكن فى هذا الوضع من اشتمال الماء واجتماعه وانضمامه ليتحقق الولد، والمرأة المفعول بها، فإن كانت الفاعلة خالفت الطبع.
وتعلق المؤلفة قائلة: إن هذا الوضع عند بعض الرجال فيه الأنس والمتعة وفيه عند بعض النساء تسهيل لقضاء الوتر قبل الزوج أو معه وهذا مطلوب شرعا لئلا تضطرب أعصاب المرأة وتصبح عكرة المزاج.
وتعدد المؤلفة أوضاعا أخرى للجماع ومنها إتيان المرأة على جنبها أو من جهة الخلف، لكن فى قبلها وذلك بأن تضع يديها على ركبتيها وهى قائمة، أو تكون باركة على وجهها وهو الوضع الذى تقول فيه اليهود إنه سبب لإنجاب الابن الأحول.
تضيف المؤلفة أن لكل فترة من الفترات أوضاعا تناسبها، ففى ليلة الزواج الأفضل أن تستلقى المرأة على ظهرها وتضم فخذيها إلى بطنها وتفرج بينهما حتى ينفتح الشفران ويتمكن الرجل من فض غشاء بكارتها، بينما الأفضل إذا كانت حاملا أن تعلو هى زوجها لأن الرجل إذا علاها وهى حامل ربما أثر على الجنين خاصة فى فترة الهياج التى لا يحس فيها الزوجان بشىء، أما بعد فض الغشاء وقبل الحمل فأى وضع يحبه الزوجان يطبقانه سواء كانا على السرير أو على كرسى، فكل وضع يحبه الزوجان لهما أن يطبقاه فقط دون أن يدخل ذكره فى دبرها أو فى قبلها أثناء حيض أو نفاس.
أيهما أسرع فى قضاء الوتر
وتنقل المؤلفة عن السيد مرتضى الحسينى الزبيدى فى كتابه «إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين»: على الزوج أن يطيل مداعبة زوجته على الفراش ويكثر من التزامها ومص شفتيها والعبث بثدييها وتحسس إليتيها وأعلى ظهرها وجبينها فإذا ارتعدت وتغير لونها وتقلص وجهها والتزمته أولجه رويدا رويدا حتى يصل إلى آخره ويحركه داخلها بشدة دون إخراج، فإنه لا توجد امرأة بطيئة فى هذه الحالة إلا أنزلت.
وأضافت أن الرجل عادة أسرع فى قضاء الوتر من المرأة، لأن المرأة يلزمها من الوقت لحصول الشهوة أكثر بكثير مما يلزم أو يحتاجه الرجل، ولذلك يجب على الرجل أن يتمهل، ويداعب ويلاعب، ويستثير أعضاء المرأة المختلفة، فإذا تمكن منها تمكينا كليا وأحس بتغير وجهها والعينين لازمها أكثر حتى يكون ذلك سببا لحصول اللذة والحمل عندها ينزل ماؤه وتكون تلك اللحظات التى اجتمعا عليها فى الإنزال مع بعضهما البعض من أسعد اللحظات براحته وراحتها فى تقارب الوقت.∎