الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سلمان ملكاً للسعودية فى أخطر فترة بتاريخ المملكة

سلمان ملكاً للسعودية فى أخطر فترة بتاريخ المملكة
سلمان ملكاً للسعودية فى أخطر فترة بتاريخ المملكة


شيعت المملكة العربية السعودية عصر أمس الجمعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مثواه الأخير بعد أن وافته المنية فى تمام الساعة الواحدة من صباح أمس الجمعة بعد حياة حافلة بالعطاء كرسها لخدمة بلاده وقضايا أمته العربية والإسلامية، وأقيمت صلاة الجنازة فى مسجد الإمام تركى بن عبدالله، وسط العاصمة السعودية الرياض، وحضر صلاة الجنازة خادم الحرمين الشريفين  الملك سلمان  بن عبدالعزيز، وولى العهد  الأمير مقرن والعديد من أفراد الأسرة المالكة والوزراء والأمراء، وبعد أداء الصلاة، نقل جثمان الملك عبد الله إلى مقبرة العود  جنوب الرياض الذى تم فيها دفنه ومواراته الثرى  بشكل طبيعى واعتيادى.
وبعد انتهاء مراسم  دفن الفقيد، قام الملك سلمان بتلقى التعازى من قبل الشخصيات العربية والإسلامية والعالمية التى حضرت لتشييع الجنازة.
واستقبلت عدداً من الشخصيات الرسمية العربية والدولية التى حضرت للمشاركة فى تشييع جثمان الملك عبد الله، وتعزية الملك سلمان وأفراد الأسرة الحاكمة، فى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى  قطع زيارته إلى سويسرا، وحضر إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة على رأس وفد مصرى رفيع المستوى للمشاركة فى  تشييع جنازة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، كما شارك الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ  خليفة بن زايد آل نهيان، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كما جاء العديد من ملوك ورؤساء العديد من الدول العربية والأجنبية .
وكان الديوان الملكى السعودى قد أعلن  مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكاً للسعودية.
والأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، والأمير محمد بن نايف وليا لولى العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، والأمير محمد بن سلمان رئيسا للديوان الملكى ووزيرا للدفاع.
وتأتى هذه الخطوات من جانب الملك سلمان بن عبدالعزيز لإعادة ترتيب البيت السعودى من الداخل، خصوصا أن عددا من المخاطر تحيط بالمملكة سواء من الجنوب بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، وهو امتداد للنفوذ الإيرانى، وكذلك من الشمال فى العراق التى يتعشش فيها ما يسمى بالتنظيم الإرهابى «داعش»، لذلك أتت هذه الخطوات السريعة حرصا على الأمن القومى للمملكة، وتأكيدا لوحدتها، ويبرز فى هذا السياق أنه تم تعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا للديوان الملكى ووزيرا للدفاع، وهو ابن الملك سلمان، وهو ما يوصف بأنه خطوة تأمينية فى إطار بداية لعهد جديد.
من جانب آخر تم تعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولى العهد ووزيرا للداخلية، إضافة إلى  تعيين الفريق أول حمد العوهلى رئيسا للحرس الملكى الخاص.
فى هذه الأجواء فسر عدد من المهتمين بالشأن السعودى سرعة اتخاذ هذه الإجراءات خلال ساعات معدودة من وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لخطورة الأوضاع التى تحيط بالمنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج وما تقوم به المملكة على وجه التحديد من دور محورى على جميع الاتجاهات، وأيضا إعادة ترتيب الأوضاع السعودية سواء فى الداخل أو الخارج، بما يتناسب مع الوضع الجديد والمستجدات الطارئة وتجديد الأدوات الخاصة بالسياسات السعودية الداخلية والخارجية، وأيضا معالجة بعض الأمور الخاصة بالتوازن الأسرى داخل المملكة.
 وكان لانحياز الملك الفقيد لدعم إرادة الشعب المصرى الذى خرج على حكم جماعة الإخوان الارهابية فى 30 يونيو أثر طيب فى نفوس جموع الشعب المصرى، وقد حظى بالتقدير جراء مواقفه العروبية النبيلة، ودعم بقوة الرئيس عبد الفتاح السيسى  المنتخب بإرادة شعبية، ودعا إلى مؤتمر شركاء التنمية المقرر عقده فى مارس المقبل بمدينة شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصرى وإقالته من عثراته التى ألمت به  نتيجة  تداعيات 25 يناير2011م.
ويتمتع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بخبرات إدارية وسياسية واسعة وتراكمات ثقافية عميقة، واطلاع واسع، وإلمام كامل بجميع التحديات والقضايا التى تواجه المملكة والمنطقة، كما أن لديه رصيداً من الدعم الواسع  سواء على مستوى الاسرة المالكة أو على مستوى كافة أبناء الشعب السعودى.
ولد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز  فى مدينة الرياض فى 31/12/1935م، وتلقى تعليمه المبكر فى مدرسة الأمراء بالرياض التى أنشأها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1356 هـ لتعليم أبنائه، حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً.
والملك سلمان بن عبد العزيز هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للمؤسس الملك عبد العزيز آلِ سعود. وهو أمين سر العائلة المالكة ورئيس مجلسها سنوات عدة، بويع ملكا فى 23 يناير من عام 2015 وكان قد بويع وليا للعهد فى 18 يونيو 2012 بعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز،  وشغل منصب وزير الدفاع 5 نوفمبر 2011 وقبل ذلك شغل منصب أمير منطقة الرياض مدة أكثر من خمسين عاما بداية من عام 1954 وبعد وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وبتاريخ 18 يونيو 2012 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.
بدأ الملك سلمان بن عبد العزيز العمل السياسى بتاريخ 16 مارس 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبد العزيز، وبتاريخ 18 أبريل 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض، وظل فى إمارة منطقة الرياض إلى 25 ديسمبر .1960
ولقد جاءت وفاة الملك عبد الله بن عبدالعزيز  فى وقت تشهد فيه المنطقة العربية أحداثا جساماً وتحولات كبرى،  شهدت تنامياً للجماعات الإرهابية  على حدود المملكة سواء كانت فى داعش التى أقامت  دولتها على مساحات واسعة من الأراضى العراقية والسورية وتهدد  الحدود الشمالية للمملكة، وقد دخلت ضدها السعودية فى حرب  ضمن الحلف الذى يشن هجماته لأكثر من ثلاثة أشهر على التنظيم الذى يضم مقاتلين عقائديين من دول عربية وأجنبية ويسعون إلى  احتلال  مكة والمدينة والسيطرة على منابع النفط فى المملكة.  وكذلك الحوثيون المدعومون من إيران  يتهيأون لإعلان دولتهم الشيعية  فى اليمن جنوب السعودية بعد أن أحكموا  قبضتهم على الدولة اليمنية وسيطروا سيطرة كاملة  على العاصمة صنعاء واحتجزوا رئيس الحكومة اليمنية ورئيس  الجمهورية الذى أعلن استقالته الخميس الماضى، وترك اليمن فى مرمى رياح التفكك والانفصال والوقوع فى أتون حرب أهلية قد تستمر لعقود.
كما أن الحرب فى سوريا لاتزال على حالها  منذ أكثر من ثلاث سنوات بين النظام السورى المدعوم إيرانيا من جهة وبين المعارضة السورية السنية المدعومة خليجيا.
والعراق الذى يعانى من التشرذم والتفكك  وبات مرتعا خصبا للإرهاب والتوغل الشيعى المناهض للمملكة.
لذا فمن المؤكد أن يتابع الملك سلمان السياسة  الحكيمة الهادئة والمتزنة التى تنجو بالمملكة وتبحر بها  من وسط بحر  متلاطم الأمواج  وجدت فيه الجماعات الإرهابية وإيران وإسرائيل مرتعا خصبا لتنفيذ أهدافها ومخططاتها العدوانية.∎