
محمد جمال الدين
الإرهاب والإخوان
جماعة ارتكبت العديد من الجرائم فى حق شعب مسالم هى نفسها التى جعلت هذا الشعب يصب لعناته عليها وعلى الحكومة التى تدير شئونه لعدم إدراكها خطورة وانحطاط هذه الجماعة وأتباعها من المنظمات الإرهابية الأخرى
أخيرا وبعد طول انتظار اتخذت حكومة الدكتور الببلاوى قرارها «الذي طالبت به جموع الشعب المصرى» بإعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.. قرار الحكومة الأخير وإن كان صدر متأخرا بعض الشىء، إلا أنه فى النهاية قد صدر بعد طول معاناة وجرائم نالت من خيرة شباب مصر.. وهذا ما اعترف به شخصيا الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الاجتماعى فى المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه القرار، حيث قدم اعتذاره لجموع المصريين عن هذا التأخير.
ورغم صدور القرار، إلا أن المتأمل فيه يكتشف أن الدكتور الببلاوى غاب عن المؤتمر الصحفى الذى أصدرته حكومته، فى الوقت الذى كان فيه الشعب ينتظره شخصيا ليحدد موقفه من هذه الجماعة التى لم يصفها بالإرهاب انتظارا لأحكام القضاء، حتى يبتعد بنفسه وبحكومته عن أى انتقادات للعالم الخارجى، فى الوقت الذى سارع فيه المتحدث فى المؤتمر الصحفى بإبلاغ الدول العربية دون غيرها بالقرار، بحجة أن هناك اتفاقية تجمع الدول العربية فى مكافحة الإرهاب، «بالمناسبة قطر وقعت على هذه الاتفاقية»!
وعدم حضور الببلاوى للمؤتمر الصحفى غير منطقى وغير معقول رغم الحجج الكثيرة التى تم طرحها على الحاضرين، لدرجة أن البعض أكد أن الببلاوى لم يكن يرغب أصلا فى إصدار القرار لولا الضغوط الشعبية التى طالبته باتخاذه، إلا أن غباء قادة الجماعة ورجال الأمر والنهى فيه، بالإضافة إلى تصريحاتهم الجوفاء تؤكد أن السبب فى اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، المسئول عنه قادة الجماعة أنفسهم، لأن ما ارتكبه الإخوان من أخطاء وجرائم فى حق مصر وشعبها هو ما أوصلهم إلى أن يتم اعتبارهم إرهابيين بداية من تقسيمهم للشعب أثناء فترة حكمهم، مرورا برعايتهم لكل أشكال العنف والإرهاب وصولا إلى بيعهم لتراب الوطن الغالى «سيناء وحلايب وشلاتين»، علاوة على عدم تحقيق العدالة الاجتماعية التى بسببها اندلعت ثورة 25 يناير نتيجة لاتباعهم سياسة الأخونة فى جميع مرافق الدولة.
جماعة ترتكب كل هذه الجرائم فى حق شعب مسالم هى نفسها التى جعلت هذا الشعب المسالم يصب لعناته عليهم وعلى الحكومة التى تدير شئونه لأنها لم تدرك مدى خطورة وانحطاط هذه الجماعة وأتباعها من منظمات إرهابية أخرى مثل «أنصار بيت المقدس» و«السلفية الجهادية» و«الجماعة الإسلامية»، والتى للأسف لم يشملها قرار الببلاوى الأخير الذى كان يجب أن يتضمنها.. فجميع هذه المنظمات الإرهابية تتبع الجماعة وصرف عليها 25 مليون دولار من أموال المخفى «خيرت الشاطر» والتى سلمها بنفسه لرجل القاعدة فى مصر «محمد الظواهرى» بعد اتصال المخلوع «مرسى» بالمسئول عن تنظيم القاعدة «أيمن الظواهرى».. وهذا ما اعترف به محمد الظواهرى فى التحقيقات بعد القبض عليه، وهذا ما أثبتته أيضا المكالمات التليفونية التى تمت بين المخلوع وأيمن الظواهرى.. وذلك تحديدا ما يؤكد كذب جماعة الإخوان الإرهابيين التى سارعت بإصدار بيان تنفى فيه مسئوليتها عن تفجير مديرية أمن الدقهلية الأخير!
عموما كذب الجماعة «المتمسحة» فى الإسلام متأصل فيها والنفى عن أنفسهم علاقتهم بباقى الجماعات الإرهابية مفضوح، ألم يقل «محمد البلتاجى» أن العمليات الإرهابية التى تتم فى سيناء ستتوقف نهائيا إذا ما عاد «مرسى» إلى الحكم؟!
ألا تكفى اعترافات «محمد الظواهرى» الذى سعى لتوحيد الجماعات الإرهابية لتقف ضد الشعب المصرى ورجال جيشه وشرطته بأموال «خيرت الشاطر» الحاكم بأمره فى الجماعة الإرهابية لإشعال النار والدمار فى مصر؟!.. ألا يكفى الجماعة ما أصدره رجلهم فى قصر الرئاسة عندما كان يتولى الحكم من قرارات للعفو عن البلطجية والإرهابيين لإشاعة الفوضى فى أرجاء المعمورة وحتى يضمن أن يكونوا سندا له إذا ما حدثت فى الأمور أمور؟!
وأخيرا ألا يكفى هذه الجماعة معدومة الضمير تحريضها لشباب الجامعة ومطالبتهم بالتظاهر وإشعال الحرائق فى المنشآت العامة وضرب الأساتذة وتصويرهم عرايا والمتاجرة بهذه الصور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى؟!.. أفعال جميعها تدل على سفالة وانحطاط هذه الجماعة وتؤكد أنها لم تسع أبدا لخدمة مصر، إنما انحصر كل همها فى الوصول إلى الحكم حتى لو كان الثمن التضحية بالشعب المصرى واستقراره.
بصدور قرار الببلاوى المتأخر كالعادة باعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا يتأكد لنا صدور شهادة وفاة لها، حتى لو كانت هذه الشهادة مؤقتة لحين الفصل النهائى فيه أمام القضاء فى حا لة الاستئناف على القرار.. ولكن يبقى المهم وهو تبعات هذا القرار والاستعداد لتنفيذه بالشكل الأمثل، لأنها ستكون أهم من القرار نفسه.