
محمد جمال الدين
جماعة الدم!
تحت شعار «مبدأ أحكم أو أحرق»، مازالت جماعة الدم تمارس بلطجتها ضد مصر وشعبها، فهذه الجماعة المحظورة شاركت وخططت وحرضت للقيام بأعمال العنف والقتل والإرهاب لتخريب مؤسسات الدولة، مما يؤكد عشق هذه الجماعة الكبير للدم، حتى ولو كان هذا الدم هو دم أبناء هذا الشعب من رجال الجيش والشرطة الذين يضحون بحياتهم لرفعة شأنه وبخلاف دم الأبرياء من أبناء الشعب سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالاً.
ولذلك لم يكن مستغربا أن تشارك المحظورة وحلفاؤها من المتأسلمين الجدد فى تعكير صفو نصر أكتوبر الذى احتفل به شعب مصر كله بأعمال العنف فى جميع أنحاء البلاد تحت شعار عودة الشرعية التى أهدروها جهاراً نهاراً واستكثروها على شعبنا المسالم الذى كشف حقيقتهم وخداعهم منذ تكونت جماعتهم فى عام .1928
الغريب أنه بعد كل هذا الخداع والمخادعة التى تسببت فى موت العديد من الأبرياء وتكدير السلم العام فى البلاد، يحاولون مرة أخرى خداعنا عن طريق بعض المنتمين إليهم بضرورة إجراء مصالحة للخروج من نفق الأزمة السياسية التى ورطونا فيها بقصد وتعمد حتى يعودوا ليحكمونا مرة أخرى، والتى نحن بدورنا نرفضها جملة وتفصيلا، لأن هذه المصالحة التى يسعون إليها لا تخدم سوى مصالحهم وأهدافهم، كما أننا لن نقبل بأى حال من الأحوال أن نمد أيدينا لنصافح الأيادى الملوثة بدماء الشهداء والتى نالت من أمننا وأمن الوطن.
ومثلما لم يكن مستغربا تعكيرهم لفرحة انتصار أكتوبر وتمسكهم بشرعية القتل والإرهاب، وإعمالا للمثل الشعبى «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى» لم يكن مستغربا أيضا أن يحاول طلاب المحظورة منع الدراسة فى جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات المصرية، ومحاولاتهم المتكررة فى اقتحام قاعات الدرس فى هذه الجامعات وقطع الطرق لخلق حالة من عدم الاستقرار كى يستغلوها خارجيا فى وضع صورة غير حقيقية للأوضاع فى مصر، ويشاركهم فى ذلك تلك القناة العميلة «الجزيرة» وبمشاركة فعالة من بعض المصريين الذين قبلوا الإساءة إلى بلدهم مقابل حفنة من الدولارات.
وللتأكيد على عشق الدم المتوطن داخل عقول أفراد جماعة الدم والذى لم يفرق بين دم المصريين وغيرهم مثلما كان يعشق «دراكولا» مص الدماء ليعيش جاء عملهم الإجرامى الأخير ليؤكد هذا العشق، فحادث كنيسة العذراء بالوراق وما نتج عنه من تحويل حفل زفاف إلى مأتم ليس بجديد عليهم فمازالت قيادات الجماعة من الرجال والنساء تحرض على العنف والقتل ليلا وفى السر كما اعتادوا دائما ثم يعودون وينددون بنفس الحادث نهارا وعلنا، إلا أن هذا التنديد لن يعفيهم من اغتيال براءة الطفلة «مريم» التى استردها الله بعد أن طالتها يد الإرهاب والخيانة، فما الذى فعلته «مريم» حتى ينالها ما نالها من هؤلاء الخونة المحرضين، وعقب ذلك يخرج عميل من عملاء الجزيرة وهو يدعى ويمثل البكاء ليقول إنه يتمنى أن تلقى المساجد الاهتمام الذى تناله الكنائس والتى سبق ووصفها أحدهم بأن مخازنها مكدسة بالأسلحة، فى حين أن كنائس مصر تعرضت لـ73 حادث حريق ونهب.. كلام فارغ يخرج من أفواه أناس لا يمكن أن نعتبرهم مصريين.
ولهؤلاء وأمثالهم نقول لهم: لن تستطيعوا أن تفرضوا إرادتكم على شعب مصر أقباطًا ومسلمين، فيد الإرهاب التى تستغلونها ضدنا وتعملوها فينا ليل نهار لم تفرق بين مسلم ومسيحى، كما أن ما ترددونه فى القناة العميلة لن يضعفنا أو يفتت قوانا، ولكنه بالتأكيد سيقوى من عزيمتنا فى مكافحة الإرهاب الذى تمارسه ضدنا جماعة الدم والمنتمون إليها.. ولذلك أقول بكل عزم وإصرار إن شعب مصر لن يسمح مرة أخرى بعودة جماعة الدم والضلال ليتحكموا فى مقدراته، ولن تنفع أموال تنظيمكم الدولى الذى يتسلح بالرعاية القطرية وأضاليل جزيرتها فى إعادتكم مرة أخرى لتبيعوا وتشتروا فى مصر كما تريدون، كما لن تنفعكم أيضا طرق إشاعة الفوضى وبث روح القلق وتعطيل الإنتاج وتحويل الجامعات والمؤسسات التعليمية والدينية إلى ساحات حرب وصراع، لأن شعب مصر كشفكم، وستذهبون أنتم ومن معكم ومن ساندكم عدوا إلى مزبلة التاريخ الذى لن يغفر لكم أبدا خطاياكم فى حق الإسلام وشعب مصر.
وإذا كان الشعب والتاريخ لن يرحمكم فهو بالتبعية لن يرحم الحكومة التى تهاونت فى حقه بترك الساحة خالية لهذه الجماعة الدموية لتفعل ما تريد واكتفت فى مواجهتها برد الفعل فقط وبعدم تفعيل القانون فى شأنها وبكل القوانين التى كفلها لها الدستور والإرادة الشعبية حتى يقتص المجتمع ممن أزهقوا دماء شهداء الوطن والطفلة «مريم» بدم بارد ودون وازع من دين أو ضمير.