الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«زوبع» ومبادرته!!

«زوبع» ومبادرته!!


«أخطأنا وكذلك فعلتم» كان هذا عنوان مبادرة «د.حمزة زوبع» المتحدث الرسمى باسم حزب الحرية والعدالة التى تضمنت القبول بخارطة الطريق، والاعتراف بالخطأ الناتج عن سوء الحكم خلال فترة الرئيس المعزول مرسى التى لم تشترط عودته إلى الحكم، وكذلك لم تعف القوى الأخرى من ارتكاب أخطاء ومسئولية بعضها عن القتل الذى حدث فى فض اعتصامى رابعة والنهضة حسب اعتقادهم.. ثم عاد حمزة ومن خلال مبادرته أيضا مطالبا بضرورة عودة الجيش المصرى إلى ثكناته وابتعاده عن المشهد السياسى بجميع أشكاله وألوانه.. وتناسى سيادته أن الجيش لم يشارك فى المشهد السياسى إلا مضطرا، وكنتيجة طبيعية لتسلط جماعته وديكتاتوريتها المطلقة للانفراد بالسلطة والجور على حق المصريين فى الحرية والكرامة التى أنكرها حزبه وجماعته المحظورة عليهم، هذا بخلاف العناد والغباء السياسى الذى تميز به أداء الرئيسالمعزول وقادة جماعته وتعريض أمن الوطن والمواطن للخطر.
 
جميعها أسباب ساهمت بقوة فى ضرورة نزول القوات المسلحة للمشاركة فى المشهد السياسى للحفاظ على مصر وشعبها بحكم مسئوليتها التاريخية والقومية بعد أن أهملتها جماعتك وأبدت رغبتها فى بيع أجزاء من هذا الوطن للغير مقابل بعض المساعدات المالية لتمكينهم من حكم البلاد.
 
مبادرة «زوبع» تطالبنا بإجراء مصالحة بين أبناء الشعب المصرى، إلا أنها فى نفس الوقت تقوم بالتحريض على استمرار العنف والقتل واستعداء الجيش والهتاف ضده، ثم تعود وتؤكد أن ما حدث فى 30 يونيه ليس سوى انقلاب عسكرى، ورغم ما فى هذا الطرح من أخطاء إلا أنه يعود ليطالبنا بالأخذ بها، فى ظل اتباعهم «الإخوان» لأسلوب المناورات السياسية والخداع لتحقيق أغراضهم وضمانا لعدم إبعادهم عن دائرة العمل السياسى والشعبى لخسارتهم جزء كبير منهما نتيجة لتصرفاتهم وإنكارهم لمؤسسات الدولة «جيشوشرطة وقضاء وإعلام»، وهى نفس المؤسسات التى سبق أن حاولوا جاهدين استمالتها للعمل لصالحهم ولكنها أبت عليهم ولم ولن تكون أبدا لهم بعد ثورة 30 يونيه.. ولهذا تحديدا لا يمكن أن تتقبل مصر وشعبها هذه المبادرة التى تضع السم فى العسل.
 
ثم لماذا تطالبونا بالمصالحة معكم فى الوقت الذى تهددون فيه الدولة باستمرار أعمال العنف والقتل والإرهاب، فى حالة إذا ما لم يتم تنفيذ مطالبكم بعودة المعزول والإفراج عن قادة جماعتكم الذين أعملوا فينا كل هذا العنف والقتل والإرهاب.. ألا تستحون مما فعلتموه وتعتذرون عنه بشكل رسمى وليس عن طريق المتحدث باسم الحزب الذى خرجتم عليه بعد طرح مبادرته وقلتم إنه تصرف بشكل شخصى وأن ما طرحه لايعد الرأى الرسمى للحزب.
 
والأدهى فى الأمر أنكم تعودون بعد ذلك وتشترطون على مصر وشعبها ومؤسساتها التى تشاركون فى هدمها وقتل المنتمين إليها بدم بارد بضرورة الموافقة علىما تريدونه، لأنكم وللأسف لاتجيدون الحديث إلا عن أنفسكم فقط وعن الشهداء وحقوقهم من الذين وقعوا بين صفوفكم نتيجة لحالة الغباء المتمكن داخل عقولكم، ودون أن تأخذوا فى الاعتبار شهداء وحقوق الآخرين طالما أنهم ليسوا من جلدتكم.
 
مبادرتك «يا أخ زوبع» متأخرة جدا وبالتالى هى مرفوضة من جموع المصريين ولن تغير من الأمر شيئا، وقبل أن تطالبنا بالأخذ بها، عليكم أن تعتذروا وأن تسلموا الأسلحة التى لديكم وترضوا بمحاسبة المتورطين منكم فى القضايا المختلفة حتى ينالوا عقابهم الرادع الذى حاولتم تنفيذه علينا وقت أن كانت لكم اليد العليا فى الحكم، وتأكد أن كل قادة جماعتك وحزبك والتابعين لكم سيلقون المحاكمة العادلة التى أنكرتموها على غيركم من خلال نائبكم العام الخصوصى.
 
أما أن تدعو إلى المصالحة دون أن تعتذر وتنكر علينا ثورة30 يونيه وتتمسك بأنها انقلاب على شرعيتكم الزائفة والتى تم تزويرهافى المطابع الأميرية ثم تعودون وتشترطون علينا الإفراج عن قادة جماعتك وتتحدث عن شهداء الإخوان فقط دون باقى شهداء مصر، فهذا مالايمكن أن نوافق عليه.
 
نأتى إلى الحديث عن سلميتكم التى صدعتمونا بها ليل نهار فنحن لانرى فيها سوى أنه حديث كاذب برعتم فيه كما يبرع الساحر فى عمله، وبالمناسبة هذا الساحر أكبر درجة من الساحر الذى وصف الإعلاميين بأنهم مثل «سحرة فرعون».
 
فسلميتكم التى تتحدثون عنها لم تكن أبدا من ضمن المبادئ العامة لجماعتكم، أو حتى من ضمن الأصول التى تربيتم عليها، لأن تاريخكم الأسود ملطخ بدماء النقراشى والخازندار وغيرهما كثر من شعب مصر، والعبارات التى سمحتم للبعض بقولها فوق المنصات تؤكد ذلك ولاتحتمل اللبس فخشونتها وتحريضها وعنف دلالتها واضح.
 
وأخيراً نأتى إلى حديثك عن المنافسة السياسية التى ترى أنها يجب أن تكون مفتوحة للجميع وبلاشروط، فأحب أن أذكركم أن حزبك وجماعتك وتابعيهم هم أول من تمسكوا بقانون العزل السياسى الذى عارضه الكثيرون، ولذلك لابد من تطبيق ماتمسكتم به لتنفيذه على كل من دمر الحياة السياسية ونهب وقتل جنود مصر وشعبها واستخدم التحريض على مؤسسات بلده. على قادتكم فى الجماعة والحزب وعلى المعزول الذى لولا ستر الله بمصر لأتم اتفاقه فى بيع أجزاء من الوطن، وبعد ذلك يسمح لمن لم يتورط منكم بالمشاركة فى الحياة السياسية بعيدا عن التزوير والزيت والسكر الذى أتى بكم لتصدر سدة الحكم.
 
وإلى أن يأتى ذلك اليوم نحن فى انتظار اعتذاركم عما ارتكبتموه فى حق مصر وشعبها.