
طارق الشناوي
المخدرات من سيد درويش إلى ماكولاى كالكين!
فى مسلسل «أهل الهوى» أكد الكاتب محفوظ عبدالرحمن تبرئة ساحة الشيخ سيد درويش من تهمة إدمان المخدرات وتعرضه لجرعة كبيرة أودت بحياته، وأكد أنها مكيدة من الاستعمار البريطانى وإن كان هذا لم يمنعه من الإشارة إلى أنه تعرض لتعاطى المخدرات فى مرحلة من عمره.
هل يتقبل المجتمع توبة فنان وقع فى مصيدة تعاطى المخدرات؟ ماكولاى كالكين هذا الطفل الجميل الذى شاهدناه قبل أكثر من 20 عاماً فى مجموعة أفلام «وحدى فى المنزل» فوجئت به بعد أن تخطى الثلاثينوقد أصبح يحمل وجه رجل متهالك عجوز قضت عليه السنين!!
ماكولاى هو نموذج لنجاح الطفل الذى يمتلك فى لحظة كل شىء شهرة ومالاً وحضورًا وتألقًا ثم خفوتًا تامًا بعد ذلك كأن الله قرر أن يمنحه فى سنوات قليلة كل شىء ثم يحرمه بعد ذلك من كل شىء!!
المأزق هو كيف تتعامل مع الواقع كانت لـ «كالكين» محاولات سينمائية بعد تخطيه مرحلة المراهقة لكنها لم تسفر عن أى نجاح وربما لهذا السبب كان عرضة أكثر لكى يقع فريسة للإدمان.
نتذكر نجما كان واعداً وهو «حاتم ذوالفقار» انتهت حياته فى الظل.. دخل السجن أكثر من مرة وكانت فضائحه دائما تسبقه.. كان حاتم واحدا من أربعة أو خمسة فنانين تجمعهم دائرة الإدمان التى وحدتهم كان هو صاحب الحظ الأسوأ. كل مشكلة حاتم بعد أن يلقى القبض عليه متلبساً بحيازة الهيروين اشمعنى فلان الفلانى حرا طليقا لم تكن العدالة مطلبه.. فقط كان يريد أن يلحقه نجم آخر مدمن ولكنهكان على صلة وثيقة بأجهزة الأمن تضمن له أن يظل بعيدا عن الملاحقة الأمنية!!
الإدمان لعنة معرض لها البشر جميعا ولكن الفنان تزداد أكثر احتمالات وقوعه فى براثنه. هل تتذكرون عماد عبدالحليم عرف مبكرا النجاح فى الغناء بعد أن دفع به عبدالحليم ومنحه اسمه. من عاصروا تلك السنوات يدركون أن عبدالحليم لم يكن شغوفا بأن يقدم للساحة مطرباً ولكن ما حدث أن فى مطلع السبعينيات ظهر هانى شاكر وفوجئ عبدالحليم بأن الشارع يردد له عددًا من أغانيه وأشهرها «كده برضه يا قمر» التى كتبها صلاح فايز ولحنها خالد الأمير ونصحه الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس قائلا: «العيل ينافس العيل» ولهذا تبنى عماد لتصبح المعركة بين عماد وهانى وليست بين هانى وعبدالحليم.
ورحل عبدالحليم وظل عماد لأنه صاحب موهبة حقيقية إلا أنه دخل سريعا البؤرة ولم يحط هذه الموهبة بسياج يحميها وبدأت الأضواء تنسحب عنه وامتزج الإدمان بعلاقة نسائية براقصة كادت تودى به إلى السجن عندما أرادت الانتقام منه بإلقاء القبض عليه وهو يتعاطى فى شقة مطرب اشتهر بالغناء الدينى ولكن الذى قبض عليه متلبسا كان المطرب الدينى وخرج من السجن بعد قضاء مدة العقوبة وقد تخلص تماما من الإدمان، بينما عماد كان قد اقترب أكثر من منطقة الخطر لينتهى الأمر كعادة المدمنين بالعثور على جثته ومعه سرنجة وليمونة.
الفنان عرضة للإدمان لأنه يعيش حالات دائمة من التوتر ثم إن النجاح يخيف فى أحيان كثيرة وتصبح معاناته أكثر بكثير من الفشل».
كيف تعرف الفنان المدمن.. لا ينبغى أن تشاهده أثناء التعاطى ولكن على الشاشة تراه وقد ماتت نظرة عينيه.. أعرف نجما لايزال فى الساحة صار يقبل أى دور يعرض عليه، لأنه يحتاج إلى سيولة مادية تتيح له شراء الجرعة بانتظام لو دققت النظر فى عينيه لوجدتها فقدت الحياة.
عيناه ترى نعم ولكنه يبدو على الشاشة وكأنهيطل علينا من عالم آخر.
بطارية الإبداع تتأثر سلبا بالإدمان وتشعر أن النجم قد أفرغ هذه الشحنة تماماً ولم يتبق شىء لديه.
«ماكولاى كالكين» لم يستطع التعايش مع الواقع شاهدت صورته فى «النت» فوجدت نفسى أقلب معكم بعض صفحات إدمان الفنانين التى لا تنتهى.