الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المسلسل الأول فى رمضان «مبارك ومرسى فى طرة»!

المسلسل الأول فى رمضان «مبارك ومرسى فى طرة»!


مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى سجنت اثنين من رؤسائها ليلتقيا فى سجن «طرة»، مبارك قبل نحو عامين ومرسى الذى صدر بحقه مؤخراً قرار بالحبس لمدة 15 يوماً.
 
القضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم والحقائق لا يجزم أحد مهما اقترب من الصورة أنه يعرف تفاصيلها، كل يوم يحمل لنا واقعة مغايرة لما كنا نعتبرها قبل لحظات هى الحقيقة الوحيدة، وهو ما قد يدفعنا بين الحين والآخر لكى نعيد مرة أخرى ترتيب الأوراق، على الجانب الآخر هل ينتظر كُتاب الدراما انتهاء التحقيقات أم أنهم يسارعون بإعداد أفلامهم ومسلسلاتهم قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة؟!
 
القنوات الفضائية مصرية أو عربية لم تغب أبداً عن المشهد المصرى الذى يشكل جزءًا فاعلاً مما نراه عبر ما تبثه لأنها النافذة التى نُطل عليها وهى التى تدفع مقابل العرض، ولهذا فإنها تلعب دوراً محورياً ولا شك فى اختيار الرسالة وتوجيه المؤشر السياسى، الفضائيات بعد ثورة 25 يناير لها مساحتها فى تحديد زاوية الرؤية، وبعد رحيل الإخوان وإغلاق قناواتهم وجدنا توافقاً بين كل الفضائيات التى توصف بالليبرالية، يكفى أنها يوم الجمعة قبل الماضى مثلاً اتفقت جميعها على إلغاء كل البرامج والمسلسلات لكى تساهم فى دفع الناس إلى الميادين لتفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ اللازم للقضاء على الإرهاب وما يستتبع هذا من فض الاعتصامات المناوئة للسلطة ولخارطة الطريق التى أعلنتها القوات المسلحة، كل الاحتمالات ممكنة ومن بينها الاستخدام المفرط للقوة، ولا يغيب عن المشهد فى خضم كل ذلك صورة كل من الرئيسين السابقين المخلوع حسنى مباركوالمعزول محمد مرسى.
 
البرامج التليفزيونية بعد الثورة لا تكف على أن تدلى بدلوها فى كل ما نراه، الدراما تحركت على استحياء لأن الواقع بإيقاعه اللاهث لا يسمح لها أن تتبنى موقفاً ثابتاً.
فى رمضان الماضى كانت الدراما تتجنب صورته، بينما هذا العام شاهدنا حسنى مبارك يطل من خلال صور فوتوغرافية فى مشاهد وأيضاً فى «تيترات» عدد من المسلسلات فى تعمد واضح، مثل «العراف» و«بنت اسمها ذات» و«الوالدة باشا» و«بدون ذكر أسماء»، وبالطبع المسلسل الوحيد الذى من المنتظر أن يوجه انتقاداً للحقبة المباركية هو «ذات» لأنه ينتهى بثورة 25 يناير، بينما مثلاً الكاتب وحيد حامد فى «بدون ذكر أسماء» ذكر على لسان بطل المسلسل أحمد الفيشاوى أن مبارك كان يصفونه بـ «لافاش كيرى» نوع من الجبن على سبيل السخرية، بينما يقدم عادل إمام فى «العراف» من بين الشخصيات التى ينتحلها واحدة قبل نهاية الحلقات لسجين يهربمن الزنزانة ويرشح نفسه بعدها رئيساً لمصر، وكأنه يقدم تنويعة على مرسى، وبالطبع تم تصوير هذا الموقف قبل أن تُصبح قضية تتناولها المحكمة، كانت هناك بداية مشروعات لمسلسلات وأفلام تفضح فساد مبارك وتهاجم مشروع التوريث وتنتقد شخصيات لعبت دوراً محورياً فى تلك السنوات مثل فتحى سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمى وأحمد عز، كما أن سوزان مبارك وسيطرتها على عدد من ملفات الدولة أثارت شهية كتاب الدراما، ولكن مع تطور الأحداث ودخول مصر فى مواجهة مباشرة مع الإخوان، تغير المؤشر تماماً ليدفع كتاب الدراما إلى ذروة درامية أخرى، سيطل على المشهد ولسنوات قادمة المخلوع والمعزول، ولكنى لا أتصور أننا سنرى الحقيقة، سنلمح انحيازاً هنا أو هناك الكل سيقدم وجهاً واحداً فقط من الصورة ممزوجة بقناعته السياسية وأيضاً بمصالحه الشخصية، فلا تنتظروا الآن من أحد قول الحقيقة!