الجمعة 20 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
المبادرة المرفوضة

المبادرة المرفوضة


فى الوقت الذى ينتظر فيه الشعب المصرى تنفيذ إرادته الشعبية ببداية عهد جديد عقب سقوط حكم الإخوان ومندوبها المعزول من الرئاسة.. خرج علينا من يحاول الالتفاف حول هذه الإرادة وتفريغها من مضمونها بطرح مبادرة للخروج مما سماه «الأزمة السياسية الراهنة» للعودة إلى ما وصفه بالمسار الديمقراطى.
 
مبادرة مرفوضة من شخص مرفوض تم بحثها والاتفاق عليها بمشاركة شخصيات مرفوضة من جموع المصريين.. مبادرة ينحصر هدفها الأساس فى الخلاص من الجرائم التى ارتكبتها الجماعة المحظورة ومندوبها ومن يدورون فى فلكها للوصول إلى فكرة «الخروج الآمن».
 
المؤسف فى هذه المبادرة التى شارك فى وضعها المدعو «العوا» بالاتفاق مع أتباعه ومريدى الجماعة تناست عن قصد جرائم الترهيب والترويع والعنف الذى وصل إلى حد القتل وإزهاق الأرواح.. ارتكبتها الجماعة وأتباعها بمعرفة مندوبها الذى فشل فىإدارة البلاد، والتى يطالبنا فيها «العوا» بأن يفوض هذا الفاشل رئيس وزراء جديد، تتوافق عليه القوى السياسية وفقا لدستور 2012 الفاشل أيضا مثل من وضعوه وشاركوا فى صياغته.
 
المبادرة فى حد ذاتها لا تهمنى ولا تهم أى قوى سياسية محبة لوطنها لسابق رفضها منذ ظهورها للعلن، ولكن ما يهمنى ويشغلنى كما يشغل غيرى الأهداف المفضوحة لها «المبادرة» التى لم تعترف بالواقع الجديد الذى تعيشه مصر حاليا عقب ثورة 30 يونيو، فما تقدمه هذه المبادرة لا يتجاوز كونه «دخان فى الهواء» إلا أنها ساهمت فى كشف حقيقة الوجوه التى تصدرت المشهد السياسى خلال الفترة السابقة، مثل هذا «العوا» الذى يعد وجهاًمن وجوه الجماعة المختفية ويحاول أيهامنا بأنه حيادى ولا تهمه سوى مصلحة مصر وهو بعيد عن الحياد تماما، مثل من شاركوه فى هذه المبادرة «البشرى ، هويدى» ولإثبات عدم الحيادية يكفى أن نقول بإن إعلان المبادرة تم منداخل «دار الحكمة» نقابة الأطباء التى يسيطر عليها الإخوان.
 
أما الحديث عن أزمة الوطن الذى من أجله سارع «العوا» بتقديم هذه المبادرة لهو حديث مغلوط، فالوطن لا يمر بأزمة بل إن جماعته المحظورة هى التى فى أزمة وتبحث عن مخرج لها من هذه الأزمة، بعد أن فقدوا سلطتهم وقوتهم ونفوذهم وكرسى الرئاسة نتيجة لفشلهم وفشل مندوبهم فى إقناع شعب مصر بقدراتهم وخبراتهم التى لا يملكون منها شيئا.
 
أما عن «العوا» نفسه فيكفى الدور الذى لعبه أثناء فترة المعزول والذى تجسد فى رعايته للإرهاب الذى يتم داخل مصر الآن، هذا بخلاف تصريحاته المتعددة عن مخازن الأسلحة الموجودة داخل الكنائس، وكأنه لم يكتف برعايته للإرهاب وجماعته، فقرر أن يزيد من اشتعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، الذى سرعان ما كشف نواياك ولم «ينجر» إلى ما تدعيه عن الكنائس ومخازنها، فى الوقت الذى تحزن فيه بشدة على حصارالمساجد التى أصبحت مراكز لتعذيب أبناء الشعب الذى يضم أبناءك الذين يتظاهرون لصالح المحظورة فى «إشارة رابعة العدوية»، كما قلت فى مؤتمرك الصحفى الذى أعلنت فيه مبادرتك المرفوضة، والتى تريد أنت وأتباعك فرضها علينا فرض عين، بحكم أنكم تفهمون وتعرفون أكثر مما يعرفه غالبية المصريين الذين لم تقدروا خروجهم عليكم يومى 30 يونيه و26 يوليو، مما يستدعى منا أن نسلم لكم مصر لتفرضوا علينا الشرعية الإرهابية، التى لا تستطيعون ألا العيش فى كنفها
ألا يكفى أيها «العوا» ما فعلته فى السودان الشقيق الذى ساهمت فى تقسيمه بل تدميره باستشارتك القانونية لرئيسه وتحاول أن تذيق الشعب المصرى من نفس الكأس الذى سبق وأن تذوقه الأشقاء فى السودان.
 
مبادرتك أيها «العوا» التى لم تعلنها ألا بعد مظاهرات 30 يونيه تقدم لنا السم فى طبق العسل «بحجة أن هناك أزمة سياسية» وعلينا نحن المصريين أن نلعقه، ولكنى أبشرك وأبشر أتباعك بأن هذا لن يكون أبدا، وخاصة وأن من يشاركونك فيها طريقهم مغلق للوصول إلى قلوب المصريين، فهذا «البشرى» مدبر ومفكر الإعلان الدستورى الأول يعرف نتيجة ما فعله، وهذا «الهويدى» الذى لا تعرف له أول من آخر يعرف أيضا حقيقة الدور الذى يلعبه لصالح البعض، ولهؤلاء أقول: عليكم أن تصمتوا وتطلبوا التوبة من جراء أفعالكم التى ساهمت بشكل أو بآخر فى خلق مناخ وأسس دستورية ليست لها أدنى علاقة بحقوق ومصالح وتطلعات وآمال المصريين.
 
كلمة أخيرة لابد أن تقال لكل من سيتقدم بمبادرة تضع حلا للأزمة الراهنة.. عيكم أن تعلموا أن جموع المصريين ستقف مع أى مبادرة تقدم حلولاً لما تمر به البلاد، شريطة أن تسيرهذه المبادرة أو تلك على نفس منوال وشاكلة مبادرة «العوا» التى لم تعمل حسابا سوى للفئة التى تنتمى إليها بهدف تحقيق مكاسب ومصالح خاصة، والأفضل لهم ألا يتقدموا بمثل هذه المبادرات، لأن الواقع الجديد يفرض على من سيتقدم بمثل هذا العمل ضرورة مراعاة مصالح مصر والمصريين بعيدا عن الاستعانة بقوى ودول أجنبية كما يحلو للبعض.