الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
السخرية من الإخوان ومراعاة فروق التوقيت!

السخرية من الإخوان ومراعاة فروق التوقيت!


الواقع كان أسرع من خيال صُناع الدراما ومقدمى البرامج، وهكذا جاء 30 يونيو ليغير وجه مصر السياسى، الحقيقة أن هذا التغيير حمل أيضاً وكالعادة توجهاً ثقافياً وإبداعياً وفكرياً، عدد كبير من المسلسلات والبرامج كانت تضع فى قمة أهدافها انتقاد توجه الإخوان قبل أن يغادروا الحكم. ولهذا اضطر العديد من البرامج أن يضع يافطة مكتوبا عليها أنها سجلت قبل 30 يونيو، أما الدراما التى كانت تبدو كأن بعضها أقرب إلى الارتجال ويتم تصويرها على الهواء.. فلقد تم استدعاء عدد من الممثلين لكى يعيدوا مرة أخرى تسجيل أو إضافة أجزاء من أدوارهم لتتناسب مع الواقع السياسى الجديد.
 
 الوجه الآخر للصورة وهو الاستعداد النفسى للمشاهد الذى تعود أن يمنح نفسه تماماً للشاشة الصغيرة فى رمضان، ويضبط مواعيده فى الحياة على توقيت عرض هذا البرنامج أو ذاك المسلسل، هللا يزال المشاهد بعد 30 يونيو مخلصا تماما للتليفزيون؟
 
رمضان هذا العام حالة استثنائية، لم تعد خريطة الشاشة الصغيرة وحدها تستحوذ على الناس.. لأن هناك فعاليات أكثر سخونة فى العديد من الميادين فى «رابعة العدوية» و«النهضة» حيث أنصار مرسى بينما «التحرير» و«الاتحادية» معقل مؤيدى ثورة 30 يونيو، الأمر لم يكن سلمياً تماماً بل شاهدنا دماء مصرية أريقت وليس مهماً فى هذه الحالة أن نقول إنها إخوانية أم ليبرالية تجرد أم تمرد إنها فقط دماء مصرية.
 
رمضان له طقوسه الخاصة جداً فى الشارع، واستطاع المصريون برغم كل ما يحيط بهم أن يستمتعوا بنفحات رمضانية، محاولات المصالحة الوطنية لكى يجتمع الفرقاء على مائدة إفطار واحدة لم تسفر عن نجاح، واختلط كل ذلك بحالة الشاشة الصغيرة، المسلسلات التى تنتقد التيار الإسلامى وكانت قد صورت فى زمن مرسى وقد يراها البعض دلالة على أن النظام الإخوانى لم يكن يميل إلى تقييد الحرية بدليل سماحه بعرضها، إلا أن الحقيقة هى أن الدولة كانت قبضتها رخوة، لديها خطة عبر عنها د. مرسى أكثر من مرة لتطهير الإعلام و الذى يعنى فى عرف السلطة الحاكمة إحكام الضغط الرقابى ولكن ما كان يعيق تنفيذ ذلك هو تلاشى القدرة، الدولة لم تكن تملك المنع لأن هذا زمن انتهى، كما أن الدولة الإخوانية كانت تدرك أن الإعلام فى قسط وافر منه سوف يفتح عليها النيران لو لوحت بالمصادرة، وهكذا ظل المنع رغبة مستحيلة التحقق.
 
ويبقى الوجه الآخر للصورة أنه المشاهد الذى كان يشعر بجرأة مقدم البرامج أو كاتب الدراما وهو ينتقد ليس فقط الإخوان ولكن يتوجه مباشرة إلى رئيس الجمهورية باستخدام بعض مفردات ارتبطت به مثل أصابع وقرد و«دونت ميكس» وغيرها، هل هذا المشاهد بعد أن تمت إزاحة الإخوان عن المشهد وانتقلوا من حكومة تملك كل شىء إلى المعارضة فقدت فى لحظات كل شىء، هل لايزال المشاهد يضحك على نفس المفردات أم أن هناك تغييرا فى اسلوب التلقى؟
 
 كثيرا ما سخر العديد من المذيعين وعدد من الأعمال الدرامية من مرسى وأهله وعشيرته وهم فى السلطة، فهل من الممكن بعد أن صار مرسى رئيسا معزولا بلا حول ولا قوة أن تتواصل السخرية؟
 
سيكولوجية الضحك تحول دون تحقيق ذلك، الناس لديها استعداد لكى تعلو بضحكة مجلجلة ضد الحاكم وهو ممسك بمقاليد السلطة، ولكن بعد أن أجبر عن الترجل بعيداً عن الحكم تموت الضحكات، وهذا هو المأزق الذى تعيشه العديد من الأعمال الدرامية والبرامج التى نتابعها الآن، ورغم ذلك فلا يزال المشاهد يحاول أن يصنع حينا ويسرق حينا الفرحة!