الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مازالت الثورة فى الميدان!!

مازالت الثورة فى الميدان!!


هذا الشعب العظيم الذى أثبت للعالم أنه يمتلك أدوات حضارته، وجيناتها! يمتلك قوة أداء اللحظة ومناسبتها، وأيضاً يمتلك حكمة الزمن وقلب الحدث، يمتلك تاريخه، ويحافظ على جغرافية وجوده، هذا الشعب العظيم بكل مكوناته من شباب، ونساء، ورجال، وحتى أطفال، هذا الشعب غير منفصل، عن الأسرة الكبيرة، مهما اختلفت مشاربه ومهما اختلفت درجاته فى السلم الطبقى المصرى اجتماعياً أو علمياً، أى من حصل على قسط صغير من التعليم إلى درجة الدكتوراه، أو من لم يحصل على تعليم حتى «فلاحينا وعمالنا وحرفيينا»، والعامة من شعب «مصر»
 
 
 
كان هذا هو مجمل شعب «مصر» الذى خرج فى موعد حُدِدَ له من مجموعة شباب لا علاقة لهم بأحزاب سياسية أو جماعات أيديولوجية، فقد عبر هؤلاء عن خوف شعب «مصر» على هويته، فحدد للشعب يوماً وتاريخاً وموعداً للخروج!! فكان هذا المشهد المتفرد عالمياً، حيث شهدت كل الأجهزة الحسابية الرقمية العالمية، بأنه أكبر حشد فى العالم، بل أكبر خروج فى التجمعات الإنسانية على مر التاريخ المسجل، لم يحدث، كما حدث يوم الثلاثين من يونيو 2013 لشعب «مصر»، ضد نظام وحاكم تم انتخابه من قبل نفس الشعب، قبل عام واحد مضى!! ولكن أحس الشعب بأنه كما قال الساخر الإعلامى الرائع «باسم يوسف» فى أوبريت «اخترناه» إنه «خازوق ولبسناه»!! هذا أحسن تعبير شعبى عما حدث لشعب «مصر» بعد تجربة عام من حكم نظام فاشى، ماسونى، ملثم بعباءة الدين الحنيف وهو منهم برىء!!
وتتكشف خيوط المؤامرة حينما نجد أن «الولايات المتحدة الأمريكية» ممثلة فى إدارة «أوباما» الذى بدأ عهده فى رئاسة أكبر دولة فى العالم بزيارة «للقاهرة» اعتبرت تاريخية، وخصص ضمن زيارته وبرنامجه زيارة «مسجد السلطان حسن»! وليس «الأزهر الشريف»، وتعجبنا يومها للاختيار، إلا أن مخططاً كان مرسوماً ومحسوباً لكل شىء، فمسجد «السلطان حسن» به إيوان وقاعة المسجد الرئيسية «للأربعة مذاهب الإسلامية»، وكان المقصد هو تلك الرسالة!!
ومع ذلك، كان «أوباما» وخطة إدارته أن يفرق بين المصريين، وأن يحرق جسورهم إلى المستقبل، فحينما حق لشعب «مصر» التحرر من نظام داخلى استعمره لمدة ثلاثين عاما، كان «ثلثهم زمنياً مبشراً»، ثم استبد واستقر فى موقعه حتى «شاخ» وفكر فى التوريث، وفكر فى التفتيت وانتشر الفساد فى مفاصله، وحينما خرج شباب مصر يوم 25 يناير 2011 وخلفه شعب مصر، كانت النصرة، وأزاح النظام «هكذا خيل لنا» ولكن فى واقع الأمر أزاح «رءوس النظام» وسرعان ما ترك الشعب الميدان فرحاً بالانتصار، ولكن فرحة ما تمت!!، سرعان ما قفز التنظيم الوحيد فى البلاد، وبمعاونة صادقة من إدارة «أوباما» وبالضغط على المجلس الأعلى المنوط به حكم البلاد، وبالتمويل لحملة الانتخابات البرلمانية أولاً ثم الرئاسية، خطف تنظيم الإخوان البلاد، واستشاط المصريون، ولكن كعادتنا، وجيناتنا، نصبر على الجار!!، حتى آخر الرمق، وهكذا. ولكن حينما نرى فى الأفق سقوط الوطن، وانزلاقه إلى منحدر الهبوط إلى أسفل، وتدهور مستويات عدة للأمة فى الاقتصاد، وفى السياسة وفى الخدمات حتى وصلت إلى إهانة الكرامة الوطنية، خرج الشعب ليقتلع النظام ورءوسه، وبعبقرية يضعهم فى السجون مع سابقيهم!!، ولكن ما زالت الثورة فى الميدان فلنتمسك به إلى حين تنضبط مؤشرات البوصلة للمستقبل، لك الله يا مصر ومعاً دائماً نستقوى ببعضنا البعض، نحن شعب مصر!!