الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفتح الثانى لمصر

الفتح الثانى لمصر



 
 
 
 
مالك والإخوان؟ كفاية أنهم معذبون ومطاردون ومستضعفون، حرام عليك.. «خف عنهم شوية» لم يكن يرد على من يقول له ذلك سوى بكلمة «حاضر»، ومن داخله يدعو لهم لأنهم لا يعلمون حقيقتهم، تلك الحقيقة هى نفسها التى حاول أن يظهرها لنا الكاتب الصديق «حمدى رزق» مرارا وتكرارا عبر كتاباته فى مجلة المصور، ثم مؤخرا قرر أن يوثقها فى كتابه القيم «فتح مصر».. وثائق التمكين الإخوانية، والذى من خلال صفحاته تحدث باستفاضة عن وثيقة «فتح مصر» التى تؤكد فكر التمكين لدى جماعة الإخوان، والتى بسببها كذبه الجميع حين نشرها فى بادئ الأمر، بمن فيهم أبناء مهنته الذين دلس عليهم الإخوان فوقعوا فى فخ مهاجمة ناشر الوثيقة بل تكذيبه واتهامه بالعمالة للحزب الوطنى، حتى أن البعض اعتبر الوثيقة محررة من قبل أجهزة الأمن.
 
 
 
 
 
 
 
الجميع وقف فى صف الإخوان ولم يقف أحد مع مفجر الوثيقة الذى تقاذفته أمواج الاتهامات والتكذيب، ووصل الأمر إلى محاولة منعه من الكتابة فى جريدة المصرى اليوم لولا وقوف صاحبها فى صفه.. حتى ساعى دار الهلال حسن عمار لم يصدقه والذى كان يعتبره «حمدى» بمثابة عمه الذى لم تلده جدته.
والسؤال هنا.. لما يتم تصديقه وقيادات الجماعة أخبرت شبابها أن مفجر هذه الوثيقة اسمه «جورج رزق» مسيحى الديانة ويرتاد صالات القمار والبارات، ويتلقى دعما من مجلس الكنائس العالمى، بالإضافة إلى أن له علاقات بأجهزة الأمن.
صنوف متعددة من الآلام تعرض لها حمدى رزق من قبل جماعة الإخوان التى اعتبرته كافرا لمناهضته لها.. وهو من ناحيته لم يكل أو يمل واستمر فى كشف حقيقة الجماعة والكتابة عنهم، وكان آخر ما كتب هو كتابه «فتح مصر» والذى أكد فيه أن مشروع النهضة الذى استهل به الرئيس «مرسى» حكمه ما هو إلا مشروع الفتح الذى تضمنته وثيقة فتح مصر لصاحبها «خيرت الشاطر»، والذى تم فيه الربط بين فتح مصر على يد «عمرو بن العاص» وفتح مصر للمرة الثانية على يد الجماعة.
الوثيقة التى يتضمنها الكتاب تشكل برنامج عمل مزيلة بتوقيع خيرت الشاطر نائب المرشد وهى تنذر بالخطر الذى يمكن أن يصيب مصر فى مقتل لأنها تؤسس لكيان شرعى ونشر الدعوة فى ربوع مصر كمرحلة أولى يتبعها الدخول فى المرحلة الثانية من فتح مصر.
القراءة المدققة للوثيقة توضح أن تنفيذ المرحلة الأولى لابد أن يتم عن طريق تصفية كل التيارات الإسلامية لتصبح الجماعة هى الإسلام، والإسلام هو الجماعة، ثم يلى ذلك أسلوب التخفى والتمويه لتحقيق الغايات والأهداف، مع ضرورة إجراء اتصال بالحزب الحاكم آنذاك وببعض الشخصيات النافذة فى العمل السياسى، وبعدها يتم تخريج المخالفين للجماعة واتهامهم بالرشوة والعمالة على أن يتزامن مع ذلك اختراق المؤسسات الصحفية خاصة القومية منها عن طريق خلاياهم النائمة بها، وبذلك تضمن الجماعة دخول عدد لا بأس به البرلمان حتى يحين موعد تنفيذ المرحلة الثانية التى لم تكتمل بسبب قيام ثورة 25 يناير.
خطة مكتملة الأركان وضعها مهندس «شاطر» لا غبار عليه وعلى فكره الهندسى المنظم وما تم تنفيذه على أرض الواقع منها يعد مثاليا بدرجة كبيرة، فأغلب بنودها تم تنفيذه بكل دقة، فقد سيطرت الجماعة وحزبها على الحياة السياسية، وأصبحت الأغلبية لهم فى البرلمان قبل حله والشورى بعد استمراره، وكذلك أصبحت لهم اليد العليا فى النقابات والتى من خلالها تم تنفيذ الاختراق والتمهيد لخطة الفتح وليس بغريب أن يدخلوا قريبا إلى الأندية.
حتى الدستور تم وضعه بما يلائم توجهاتهم، والذى نتيجة لتسرعهم قضت المحاكمة الدستورية بحق تصويت العسكريين فى الانتخابات، وكذلك قضت بعدم دستورية تقسيم الدوائر الانتخابية، علما بأن مقرات الجماعة والحزب أصبحت فى كل مكان وخدمات توصيل الخبز وأنابيب الغاز تمر من خلالها، والسيطرة على جميع مفاصل الدولة أصبح فى متناول اليد، ولا يوجد مانع شرعى من توصيل المد الإخوانى إلى دول الجوار لأن الإسلام على طريقتهم هو الذى يجب أن يسود خاصة إذا ارتبط بالسمع والطاعة، وحتى تتمكن من فرض ما تريد، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء الذى بدأ الإعداد لهدمه والتشكيك فى أحكامه منذ فترة ليست بالقليلة.
مرة أخرى فإن النظرة المدققة للوثيقة تبين أنه يتم تنفيذها على أكمل وجه والتى كذبتها الجماعة والشاطر علما بأنها حملت أفكاره وأحلامه التى تمنى أن يراها على أرض الواقع لوطنه وللمصريين فوقعت فى يد حمدى رزق فنشرها بعد تيقنه منها وهذا ما أكدته المحكمة وألزمت الشاطر بالمصاريف، وهى أيضا الوثيقة التى سبق وكذبتها جميع القوى السياسية وزملاء المهنة وأبناء الكار، وجميعهم عليهم التقدم باعتذار لناشرها ومفجرها الذى لم يعمل شيئا سوى أنه اجتهد فى عمله بعد أن تخلى عنه الجميع.
كتاب «فتح مصر» به من الوثائق والتوجهات والأفكار الكثير التى لم نكن نعلمها، ولكن الأهم فى هذا الكتاب أنه يوضح لنا منهج التفكير الذى تعتمد عليه جماعة السمع والطاعة فى تنفيذ ما تريد، والذى علينا أن نواجهه ونستعد له بدلا من تكذيبه وعدم الاهتمام به كما حدث من قبل.