الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الصمت أفضل لهذا الرجل

الصمت أفضل لهذا الرجل


يبدو أن ميل المهندس عاصم عبدالماجد أحد القيادات المهمة بالجماعة الإسلامية للعنف أمر مترسخ فى عقيدته، رغم سابق تصديعه لنا وللمجتمع بأنه ومعه أنصاره وعقب المراجعات التى انتهجتها جماعته قد نبذوا العنف، بل إنهم طلقوه طلقة بائنة بغير رجعة، فالسيد عبدالماجد «لا فض فوه» طالب أنصاره فى اللقاء الجماهيرى الذى عقدته هيئة الأنصار بالتعاون مع حزب البناء والتنمية فى حلوان بالنزول إلى الشارع لاقتلاع الطواغيت المنتشرة خلف الحصانة القضائية كى يترنح الفاسدون، كما طالب أيضًا بضرورة النزول «وليس الحصار» للوقوف أمام دار القضاء العالى وأمام نوادى القضاة والمحاكم حتى وصل الأمر إلى منازل القضاة ليرحلوا عن أماكنهم، «وبلاها مؤسسات أو أحزاب أو حتى دولة قانون».

لم يكتف عبدالماجد بما قاله ووصف به قضاة مصر، فقد عاد وقال إن تهديد القضاة بالانسحاب وغلق المحاكم فى حالة وضع قانون جديد للسلطة القضائية مردود عليه، وذلك عن طريق الاستعانة بأهل العلم من خلال اللجوء إلى المجالس العرفية لتحل محل القضاة.
ولأن عند عبدالماجد دواء لكل داء فقد تطرق فى تصريحاته إلى الشرطة التى يقع منها شهداء كل يوم حيث قال عنها: إذا لم تعد الشرطة إلى العمل فإن اللجان الشعبية على أهبة الاستعداد لكى تحل محلها وبلاها أيضاً شرطة.
وبحكم أن عبدالماجد يمتلك دواء لكل داء كما سبق وأوضحت، فقد تعرض أيضا فى نفس اللقاء الجماهيرى للإعلام الذى يطل من خلاله علينا ليل نهار والذى لولاه ما عرفه الناس أو عرفوا مراجعته التى يتحدث عنها ويأخذ بها فى العلن إلا أنه يرفضها فى السر حيث وصفه بـ«الكلب الذى ينبح» وإذا تم قذفه بحجر سيخرس للأبد، وأن وقت التصدى لهذا الإعلام بالحديث والموعظة الحسنة قد انتهى.
تصريحات جميعها تدل على شخصية وعقلية قائلها ولا تستحق الوقوف أمامها كثيرًا، ولكنه وللأسف زاد عليها بما صرح به حين طالب بضرورة عودة جماعته لردع ما وصفه بالباطل فى الشارع المصرى وترك شئون البرلمان لجماعة الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب السلفية كى يتفرغ هو وجماعته لما يدور فى الشارع الباطل على حد وصفه، ولا ندرى هنا هل سينهى أو يتصدى لهذا الباطل بالقوة والعنف أم بماذا؟
ما قاله عبدالماجد عن القضاة أنا أرى من وجهة نظرى أنهم يستطيعون بل وقادرون على التصدى له، ولكن ما يقوله عن الشارع والباطل الذى يدور فيه وحتمية التفرغ والتصدى له فهو ما يجب أن يتصدى له كل مصرى محب لبلده، فسيادته لم ينصب من نفسه وصيًا على الشعب المصرى ليؤدبه ويحسن تأديبه، كما أن ما يقوله فى هذا الشأن يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنه مازال متمسكًا بنفس الأفكار والمعتقدات التى لاتؤمن بدولة القانون، وأن الحديث عن المراجعات وغيرها من نبذ العنف لم يكن سوى مجرد حالة من حالات النفاق التى يجيدها هو وجماعته للخروج من السجن بعد ما ارتكبوه من أعمال عنف وقتل راح ضحيتها أكثر من 511 مصريًا فى مجزرة مديرية أمن أسيوط صبيحة العيد والتى قال عنها إنها فترة رائعة من عمره سواء كانت هذه الفترة سويعات أو دقائق لأنه وقف وقتها فى وجه معتد فى تمجيد خاص للقتل والدمار الذى أجاده هو وجماعته.
ثم عاد وقال عن نفس الفترة التى يمجدها بأن قتل الرئيس «السادات» والخروج عليه تم من خلال ثورة مسلحة لأنه أصبح رئيسًا لمصر بالتزوير ولم يكن أبدًا رئيسًا منتخبًا، لهذا كان قرار اغتياله لإنقاذ الشعب المصرى منه، وأنا هنا بدورى أقول له: ومن ينقذنا منك ومن تصريحاتك غير المسئولة والتى تتجاوز سماحة وتعاليم الإسلام والتى تثير فى نفوس الناس الفزع والخوف وهذا ما يؤكده تاريخهم.
يا سيد عاصم إن ما تقوله من تصريحات يسىء لجماعتك الإسلامية التى تنتمى إليها والأفضل لك أن تبتعد عن الندوات والمحاضرات والإعلام لأنها لا تحقق لك أو لجماعتك نفعًا أو خيرًا، كما أنها أولاً وأخيرًا تسىء إلى الإسلام الذى تتمسح فيه أنت وأمثالك. وكذلك للوطن الذى تعيش ونعيش فيه.