الأربعاء 23 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
يحبون أجورهم أكثر من السينما!!

يحبون أجورهم أكثر من السينما!!


الأجور فى الحياة الفنية تتغير وفقاً لثمن الفنان فى السوق.. وغالباً فإن نجاح العمل الفنى الأخير هو الذى يدفع شركات الإنتاج للتعاقد مع النجم وفقاً لما حققه من إيرادات سابقة ولا أحد يحدد نسبة الزيادة.. إلا أن الأمر لا يخلو بالتأكيد من قفزات وقد يرتفع أجر الفنان مرة واحدة إلى رقم لم يكن يحلم به، ثم يأتى فيلم آخر تنهار إيراداته فيعيش فى هذه الحالة كابوساً يهدده بفقدان أعز ما يملك!!
 
بينما نقرأ عن تلك الأرقام الخيالية التى يتقاضاها نجوم الدراما التليفزيونية فى رمضان القادم مثل عادل إمام وغادة عبدالرازق.. فإن السينما تغيرت معادلاتها الإنتاجية وصار على كبار النجوم أن يخفضوا من أجورهم لو أرادوا الاستمرار سينمائياً. شركات الإنتاج الكبرى صارت تتحسس خطواتها الإنتاجية لأن العائد غير مضمون، العام الماضى مثلاً تراجعت الإيرادات بنسبة تجاوزت 25٪ عن 2011 ولم يستطع أحد أن يتجاوز فى الإيرادات فيلم محمد رمضان «عبده موتة» الذى حقق قرابة 4 ملايين دولار بينما الفيلم لم تتجاوز تكاليفه مليون دولار، الكبار الذين لعبوا بطولة الأفلام لم تستطع أفلامهم الصمود فى السوق.. ولهذا صارت شركات الإنتاج الكبرى كثيراً ما تتقاعس عن استكمال المشروعات التى سبق أن اتفقت عليها.
 
النجوم الكبار بالطبع يشعرون بحرج عندما يضطرون لتخفيض أجورهم.. لأن هذا يعنى أن السوق لم يعد يرحب بهم والحقيقة أن الأمر ينبغى أن يؤخذ بقدر كبير من المرونة يتماشى مع إيقاع الزمن الذى نعيشه، مثلاً النجم خالد الصاوى رغم أنه ليس من النجوم الذين يتجاوزون رقم المليون جنيه.. إلا أنه كان قد وضع قاعدة مغايرة تماماً لكل تلك الأرقام الفلكية وأعلنها فى الصحف.. وهى أن أجره يزداد من عمل إلى آخر بنسبة لا تتجاوز 10٪، يذكرنى «الصاوى» بمقولة المطرب الفكاهى «عزيز عثمان» الخالدة فى «اسكتش» ليلى مراد «اللى يقدر على قلبى».. مربوط ع الدرجة التاسعة والناس درجات ومرشح آخد الثامنة غير العلاوات.. وبما أنه يقدم عادة فى العام فيلماً ومسلسلاً.. فإنه يستحق أن يظل مربوطاً على علاوة 10٪ رغم أن أجور الفنانين تخضع بالتأكيد لمؤشر آخر!!
 
كانت نصيحة «مارلون براندو» لجاك نيكلسون هى أن يعرف بالضبط ما الذى يساويه عند شركات الإنتاج.. وبعد ذلك يخفض من أجره قليلاً حتى تتسع أمامه الاختيارات الفنية، وهى نصيحة ينبغى أن يأخذ بها نجوم الملايين إذا أرادوا العودة مجدداً للشاشة الفضية.. والحقيقة أن فى السينما المصرية نجما واحدا فعل ما هو أكثر من ذلك وهو «محمود حميدة» الذى قال لى: إن أغلب الأدوار التى أحبها أقدمها مجاناً.. قلت له: والآن.. هل تفعل ذلك؟ أجابنى أتحدث عن أفلامى قبل خمس سنوات؟!
 
لا أعتقد أن هناك نجماً آخر فعل مثل «حميدة».. ورغم ذلك فإن «خالد الصاوى» ونسبة 10٪ التى يزيدها أجره عاماً بعد آخر أراها تشبه بالتأكيد خطواته الفنية.. النجاح قد تختلف درجاته كما أن الفشل تتعدد درجاته وأتصور أن «الصاوى» فى هذه المرحلة غير معرض لقفزة من تلك التى تدفعه للأمام ليحتل مقدمة الصف ويجد نفسه يضاعف أجره بالملايين.. كما أنه غير مهدد بأن يطيح به عمل فنى ويقذف به خارج دائرة النجومية.. علاوة الـ 10٪ لا يمكن تطبيقها إلا على «الصاوى» فقط.. لأن بها ملامحه وهو التقدم خطوة خطوة للناس وللشباك.. من المؤكد أن نجوم الملايين فى السينما سوف يجبرهم السوق على تخفيض أجورهم ربما أكثر من 50٪ لو أرادوا الاستمرار سينمائياً.. فهل هم يحبون حقاً السينما أم أنهم سوف يواصلون الهجرة للشاشة الصغيرة لأنهم يحبون أجورهم أكثر من السينما!!