الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
جوائز ملطخة بالأكاذيب!!

جوائز ملطخة بالأكاذيب!!


قال لى الكاتب الكبير وحيد حامد قبل ثلاث سنوات وهو ينظر لصفحة النيل حيث تعود أن يجلس يوميا على مائدة لا يغيرها لقد انتهكت حرمة النيل وألقيت بعدد من الجوائز التى لا أشعر تجاهها بأى احترام فهى لا تعبر عن قيمة ولكن مجرد جائزة وأضاف: احتفظت فقط بالجوائز التى عندما أنظر إليها أشعر بقيمتها.خلال الأيام القادمة سوف تعلن أسماء المطربين المرشحين لجائزة الميوزيك أوارد وفى الشهر القادم توزع الجوائز. بدأت تتسرب بعض نتائج جائزة «الميوزيك أوارد» وبدأت معها أيضاً التشنيعات التى تلاحق كل من حصل عليها أو فى الطريق للحصول عليها. عمرو دياب هو أكثر المطربين استحواذا على تلك الجائزة فهو ينتظرها لرابع مرة ويلاحقه هذه المرة منافسه التقليدى تامر حسنى.
 

 
 

عمرو هو أيضا يحتل المرتبة الأولى تعرضاً للنقد بسبب ما يحيط تلك الجائزة من شبهات، المفروض أنها تعتمد على أرقام التوزيع وليس الإبداع، والأرقام لا تكذب ورغم ذلك فإن تامر حسنى  قال أكثر من مرة إنهم عرضوها عليه مقابل أن يدفع 2 مليون دولار ولكنه رفض وأن منتج أشرطته نصر محروس كان على استعداد لكى  يسدد  المطلوب إلا أن تامر قال له لا أريد جائزة وطبقاً لهذه الرواية ذهبت الجائزة فى 2007 إلى عمرو دياب.. أما فى 2006  فلقد أثار المطرب حسين الجسمى حكاية مشابهة وبنفس الرقم 2 مليون دولار، حيث قال إنها عرضت عليه وعندما رفض دفع  المعلوم  ذهبت إلى المطربة إليسا!!

 

وبالطبع غضبت إليسا وفتحت النيران على الجسمى.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تصلنى حكايات مشابهة عن هذه الجائزة التى تشغل بال نجوم ونجمات الغناء فى عالمنا العربى. دعنا نتفق أولا أن الإبداع لا يمكن أن تحيله وأنت مطمئن إلى رقم إلا أننى أرى أيضاً أن الأرقام فى حياة النجوم لا يمكن تجاوزها وأن مؤشر التوزيع هبوطاً أو ارتفاعاً ينبغى أن يصبح أحد أهم العناصر التى ينصت إليها الفنان ويعمل لها ألف حساب ولكنها ليست العامل الوحيد فى التقييم.

 

الرقم الموثق لا يخضع لاختلاف الآراء، الأرقام مفروض أنها لا تعرف المكياج، إلا أن الذى حدث وتكرر كثيراً مع هذه الجائزة تحديداً أن هناك تلاعبات رقمية وأن هناك من يلطخ وجهه بأرقام زائفة من أجل تحلية البضاعة. مثلاً  قبل عشرين عاما أثيرت مشكلة كان طرفها الراحل مجدى العمروسى الذى كان يشغل منصب رئيس اتحاد موزعى الكاسيت فى الشرق الأوسط استندت الجائزة إلى الرقم الصادر من العمروسى على اعتبار أن عمرو هو الأكثر توزيعاً وبعد حصول عمرو على الجائزة كان من المفترض أن يشيد عمرو بالعمروسى لكنه لم يفعل فما كان منه -  أقصد العمروسى -  سوى أن قال على صفحات الجرائد وفى كل وسائل الإعلام أنه أخطأ وأن المطرب الذى كان يستحق وقتها الجائزة هو محمد فؤاد المنافس التقليدى فى تلك السنوات لعمرو دياب وقال فؤاد هذه جائزة مشبوهة لايشرفتى الحصول عليها!!

 

جائزة تحيطها كل هذه الأقاويل حتى ولو كانت بعض القصص تحمل نوعاً من الضرب تحت الحزام للتقليل من قيمتها أو بسبب الغيرة الفنية التى لا تعرف سوى الانتقام، إلا أن الجانب الآخر من تلك الصورة هو أن جائزة «الميوزيك أوارد» فقدت مشروعيتها كقيمة أدبية.. فلماذا نرى سنويا السعادة على وجوه مطربينا عندما تعلن أسماؤهم، ثم يملأون بأحاديثهم أجهزة الإعلام وهم يؤكدون أن تلك اللحظة -لحظة استلامهم للجائزة - هى حدث تاريخى وموقف لا يمكن أن يغادر مشاعرهم طوال العمر.
 

 
 

هذه الجائزة وغيرها تتحول إلى مجرد رسائل يحرص النجوم فى عالمنا العربى على أن يقدموها بين الحين والآخر لجمهورهم ويؤكد كل منهم من خلالها أنه الأول والملك المتوج على عرش الغناء.. نعم الجائزة فقدت الكثير من قيمتها إلا أن الوجه الآخر من الصورة يؤكد أنه لا يزال لها بريق ولمعان زائف عند قسط من الجمهور.. نعم ليس كل ما يلمع ذهبا إلا أنه عند البعض يكفى أنه يلمع حتى ولو كان «فالصو»!!

 

إنها جائزة تحيطها اللعنات ولكن نجوم الغناء فى عالمنا العربى لا يعنيهم فى نهاية الأمر إلا تلك الأضواء التى تصاحب حفل التوزيع ومن أجلها يهون كل شىء، هل سيفكر أحدهم أن يفعل مثل وحيد حامد ويلقى بتلك الجوائز إلى النيل، أشك وخيرا أنهم لن يفعلوا لأن المصرى القديم قال فى وصاياه «لا تلوث ماء النيل»!!