الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لم الشمل  المـزعــوم!

لم الشمل المـزعــوم!



 
 
 
 
 
 
 
الحديث المتكرر عن لم الشمل الذى نسمعه بين الوقت والآخر، لم يعد له أى محل من الإعراب خصوصا فى هذه الأيام، فما تشهده البلاد حالياً يؤكد أننا ابتعدنا كثيرا عن المصالحة والتوافق ولم الشمل المزعوم طالما تمسكت الجماعة المحظورة بما تعتقده وتراه صحيحا حتى ولو كان الثمن دماء المصريين، الذين فاض بهم الكيل من ممارسات الجماعة وحزبها التى لم تر فى قوى المعارضة سوى أنهم بلطجية، وهو بالمناسبة نفس المنطق الذى كان يتعامل به النظام السابق مع معارضيه، وهذا ما تجلى وظهر واضحا فى مليونية «رد الاعتبار» التى أسفرت عن إصابة أكثر من 200 شخص من طرفى الصراع، مما أدى إلى زيادة انقسام الشارع واقتحام عدد كبير من مقار حزب الحرية والعدالة فى عدد من المحافظات.
 
 
 
 
 
 
 
 
عقب هذه المليونية اتهم الإخوان المشاركين فى المليونية بأنهم بلطجية، وقاموا بمحاولات عديدة لكسب ود الشارع الذى انفض من حولهم فى المؤتمر الصحفى الذى حضره أمين عام الجماعة د.محمود حسين الذى حاول إظهار الإخوان بأنهم الطرف المستضعف الذى تم الاعتداء عليه، وتناسى الأمين العام ما فعله شباب الجماعة قبل المليونية بأيام عندما أباحوا لأنفسهم الاعتداء على بعض الشباب.وفى نفس المؤتمر الصحفى وجهت الجماعة للقوى الثورية تهمة انتهاك المساجد وترويع الآمنين بداخلها، إلا أن بيان القائمين على مسجد «بلال بن رباح» كشف كذب ادعائهم وحدد من هو الطرف الذى سمح لنفسه بانتهاك حرمة المساجد وتعذيب المعارضين لهم بداخلها.
 
وفى قول آخر أكد أمين عام الجماعة أن الشباب التابعين لهم كان بمقدورهم إنهاء هذه التظاهرة فى وقت وجيز، لولا أنهم يكظمون غيظ الشباب التابع لهم «بالعافية» على اعتبار أنهم يملكون العدة والعتاد وبالطبع معهم السلطة التى تقف بجانبهم على حساب باقى المصريين.مؤتمر صحفى يحاول فيه قادة المحظورة كسب ود الشارع الذى كشف حقيقتهم فابتعد عنهم، وهذا ما أدركوه جيدا فى الآونة الأخيرة عقب خسارتهم لانتخابات اتحاد طلاب الجامعات ولانتخابات نقابة الصيادلة والتى سبقها خسارتهم لجميع مقاعد نقابة البيطريين فى محافظتى القاهرة والجيزة، هذه الخسارة وما سبقها وما سيتلوها من خسارة سببها الأكيد ما يراه المواطن من سوء لأداء الجماعة وسياستها التى أدت إلى موجة الغلاء التى يواجهها، بالإضافة إلى تردى الحالة الأمنية إلى درجة لايمكن وصفها، مما أدى لانتشار حالات العنف والقتل والخطف فى الشارع، هذا بخلاف شيوع ظاهرة أخذ الحق باليد فأضاع البقية الباقية من هيبة الدولة وفى ظل التراجع التام «للقانون» الذى تستخدمه الجماعة ضد معارضيها وقتما يشاءون.
 
وبدلا من أن تراجع الجماعة موقفها مما يحدث وخسارتها للعديد من انتخابات النقابات المهنية واتحادات الطلبة، سارع قادتها لتقديم بلاغات ضد بعض النشطاء وقوى المعارضة، والتى سرعان ما تلقفها النائب العام فأمر بضبط وإحضار هؤلاء النشطاء للتحقيق معهم دون أن يتعامل بنفس الدرجة مع بلاغات المعارضة ضد الجماعة وشبابها، مما أدى إلى زيادة حدة الاحتقان والانقسام والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وكأن هناك خيار وفاقوس فى القضاء الذى تم من قبل التجاوز فى حقه.
 
وطبقاً لنفس نظرية الخيار والفاقوس فى القضاء، تجرى الآن محاولات عديدة للهجوم على الإعلام، حيث يتم الآن إعداد العدة للانقضاض عليه بحجة أنه يساند المعارضة دون وجه حق، رغم أن نفس هذا الإعلام هو من فتح قنواته للجماعة عندما كانوا يعملون تحت الأرض وتناسوا أن هذا الإعلام ينقل للناس «ما يحدث» على أرض الواقع، والواقع يؤكد أن الجماعة وحزبها صاحب الأغلبية لم يكن لهما أى وجود ملموس، حتى يتم إبرازه ونقله للناس، فالمنتج غير ناضج ودائما ما تكون به عيوب لايمكن للإعلام أن يخفيها، فالمصريون لايمكن خداعهم بسهولة، وهذا ما كشفه هجر هذا المواطن لإعلام الدولة ولقنواتهم الكثيرة التى تسبح بحمد الجماعة ليل نهار والتى لا يراها سوى نفر قليل، وبالتالى تعانى من الخسارة وهجران أصحاب الإعلانات لهم.. المهم التشكيك فى الإعلام الذى يظهر ضعفهم وقلة حيلتهم حتى يستقر لهم التمكن من أحوال البلاد.
 
لقد أدخلتنا الجماعة فى أتون معركة لا يعرف نهايتها إلا الله، فجماعات العنف الموجودة فى الشارع الآن لايستطيع أحد أن يجزم أو يحدد شخصية من يحركها، وها هو ميدان التحرير يتم فتحه لحركة السير، وما هى إلا ساعات حتى يتم غلقه مرة أخرى على يد أناس لايستطيع أحد أن يحدد شخصياتهم، «من المؤكد أنهم ليسوا من الثوار الذين نادوا فى 25 يناير بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية».
 
مشهد يثير الحزن والأسى على البلد وينذر بالأسوأ، بل يبعث على القلق مما هو آت فى ظل هذه الفرقة والانقسام الذى سعت الجماعة المحظورة لتأصيله حتى تستحوذ على البلد وتنفرد بالسلطة دون أن يشاركها أى فصيل آخر، حتى ولو كان ذلك على حساب أمن وسلامة الوطن ثم تعودون بعد ذلك وتطالبون بلم الشمل.