الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جيش الشعب

جيش الشعب


هل هناك مخطط لإحداث وقيعة بين الجيش والشعب؟ وهل ما صرح به عضو الجماعة «المحظورة» بتورط بعض قيادات الجيش فى حادث رفح الذى راح ضحيته 16 شهيدا كان استكمالا لنفس هذا المخطط؟ وهل تصريحات حازم صلاح أبوإسماعيل للتصدى للجيش حال نزوله للشارع تسير فى نفس الاتجاه التحريضى ضد القوات المسلحة؟!، وأخيرا هل استبدال ملابس الجنود والضباط فى مدن القناة وسيناء بعد اكتشاف سرقة أقمشة مخصصة للجيش فى أحد الأنفاق الموصلة لغزة له ارتباط بهذا المخطط؟!

 
 
 
 
 
 
 
الأحداث الأخيرة التى يشهدها الشارع المصرى تؤكد أن هناك مخططاً تمت دراسته بدقة وعناية فائقة يستهدف فى المقام الأول إحداث وقيعة بين الجيش والشعب، وذلك عن طريق اختلاق أحداث تجعل المصريين يفقدون الثقة فى جيشهم الذى يعد المؤسسة الوحيدة المستقرة فى مصر بعد غياب كل المؤسسات عن الساحة بفعل فاعل.
هناك عدة وقائع لا يستطيع أحد أن يتغافلها فى هذا الشأن تحديدا وتؤكد نفس المعنى، منها اعتراض بعض قادة الجماعة المحظورة على العمليات العسكرية التى تتضمن هدم الأنفاق حتى لا تفقد أهم حليف وسند لها «حماس» على اعتبار أن الأنفاق تعد أهم شرايين الحياة لغزة وأهلها، رغم أنها فى نفس الوقت «الأنفاق» تعد من أهم وسائل وطرق تهريب السلاح لداخل البلاد والتى عن طريقها تسارعت وتيرة العنف والقتل فى مصر، هذا بخلاف أن هذه الأنفاق تهدد الأمن القومى المصرى بصورة مباشرة وهذا ما تجلى فى الواقعة الأخيرة الخاصة بضبط ملابس وقماش مهرب لغزة خاص بالجيش المصرى حتى يستخدمه الغير فى ارتكاب تصرفات غير مسئولة ليتم إسنادها لضباطنا وجنودنا والمؤسف فى هذا الأمر أن يخرج علينا عضو قيادى فى المحظورة ليقول إن هذا القماش كان مخصصا لتصنيع ملابس لأطفال غزة.
وهنا لابد من طرح سؤال برىء على عضو الجماعة المحترم: من أين عرفت سيادتك أن هذا القماش كان مخصصا لتصنيع ملابس للأطفال؟ وهل هذه الإجابة أمليت عليك من قبل البعض فى حماس لإخفاء الغرض الحقيقى من جراء تهريب هذا القماش.؟
الإجابة عن السؤال ستوضح لنا إلى حد كبير حقيقة العلاقة بين حماس والمحظورة لأن البعض فى الجماعة إياها يرى أن ما يفعله الجيش بهدمه للأنفاق يؤثر على هذه العلاقة كما أن البعض فى الجماعة يرى أن مناداة عدد كبير من أفراد الشعب باللجوء إلى الجيش لإدارة شئون البلاد نتيجة للمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية التى تعانى منها البلاد حل للخروج من هذه الأزمة فيه خطورة كبيرة عليهم، خاصة أن عقيدة المؤسسة العسكرية تضع أمن وسلامة البلاد فى المقام الأول ولن تسمح أبدا بامتداد الحرائق التى تشعلها الجماعة فى جميع أنحاء الوطن، كما أن التقارب الذى حدث بين القوات المسلحة والشرطة أثار حفيظة الجماعة لأن فى هذا التقارب خطورة مباشرة عليها، لذلك سعت بكل قوة حتى أقالت اللواء «أحمد جمال الدين» الذى رفض العمل لصالح الجماعة، فتم الإتيان بمن يضمن أن يرعى مصالحهم فكان ما حدث فى بورسعيد من ممارسات خاصة برجال الأمن، مما تطلب معه الأمر الاستعانة برجال القوات المسلحة لحفظ الأمن فى مدن القناة واستقبال الأهالى لهم بكل حب وترحاب.
كما أثارت تصريحات الفريق السيسى الخاصة بمراقبة ما يحدث فى البلد بكل دقة وعدم سماح القوات المسلحة بأى محاولة اختراق للأمن القومى وكذلك عدم السماح بإثارة الفتن ومحاولة العبث بأمن مصر قلق قادة المحظورة التى حاولت وتحاول استقطاب الجيش لصفها، وهذا بالمناسبة ما لا يمكن أن ينجحوا فيه أبدا لأن هذا الجيش هو جيش الشعب بحكم الدستور، وهو نفسه الذى سيقف ضد أى محاولة لهذه الجماعة أو لغيرها للانفراد بمصر وشعبها.
أسباب عديدة تجعل قادة المحظورة يخشون من عودة الجيش إلى الشارع السياسى، لذلك يخرجون علينا بين الوقت والآخر بتصريحات وبالونات اختبار من عينة إقالة الفريق السيسى لقياس رد فعل الشارع على هذا التصريح، أو بأنهم سيتوعدون الجيش حال نزوله للشارع كما صرح حازم صلاح أبو إسماعيل المعروف دوره الذى يؤديه لخدمة الجماعة، أو اتهام بعض قادة الجيش بأنهم  خلف حادث رفح، جميعها بالونات اختبار وتصريحات لا تعدو سوى أن الجماعة مرتعشة بل خائفة من الجيش الذى ظل عصيا عليها وسيكون إلى ما شاء الله وبعد نفاد رصيدها لدى الشعب الذى تأكد من قلة حيلتها وحيلة كوادرها فى إنهاء مشاكله، لذلك ذهب إلى جيشه الذى هو فى النهاية جيش الشعب الذى يتكون أفراده من جميع بيوت مصر.