الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
خيال المآتة!!

خيال المآتة!!


خيال «المآتة» هو ذلك الشخص الذى نضعه فى وسط الحقل، مرتديا شبه جلباب، وهو عبارة عن قطعتين من الخشب متقاطعتين، تعطى إحساسا بأنه إنسان صغير، تتحرك أطرافه مع الهواء، حتى تبتعد الطيور عن محاصيل الحقل!!

 
 
وبالتالى فإن «خيال المآتة» أى بمعنى «خيال لميت» له أهمية تخويف الطيور وإبعادها عن المحاصيل المزروعة!!
ولكن بعض الطيور ونتيجة ممارسة «الكر والفر» تتعود على الشخص بأنه «لا بيودى ولا بيجيب» أو لا يهش ولا ينش وبالتالى نجد الطيور لا تخافه، وتأكل «وتنقر» الجاف والطرى من المحاصيل كيفما استطاعت وشاءت!! ويصبح الشخص لا فائدة مرجوة فى وجوده، بل الأكثر إثارة للضحك، حينما نجد بعض الطيور تستعمل الشاخص كميناء للهبوط، والوقوف عليه، ومراقبة الحقل من أعلى.
وما يحدث مع خيال المآتة فى الحقول يحدث مع خيال المآتة فى الإدارات والوزارات والهيئات الحكومية، فهناك مسئول مثل «خيال المآتة» لا معنى لوجوده، ولا إحساس بوزارته أو وظيفته، ولا أساس حتى دستورى لقيام هيكله الإدارى ونحتار كمصريين ماذا يفعل هذا «الوزير» وما هى مهمة وزارته؟ وما مدى تفعيل أدوات يمتلكها وتستنزف ميزانية الدولة، أجورا ومرتبات وحوافز وحفلات، وسيارات ومراكب ومبانى، يمكن أن نستغنى عنها، ونعيدها لأصحابها، أو نبيعها لصالح غلابة الشعب المصرى، ومن أهم تلك «الخيالات الميتة». مع احترامنا الشديد للشخصيات التى تلعب دورها فى الحياة، وزارة التنمية الاقتصادية، ووزارة التنمية الإدارية، ووزارة الإعلام، ووزارة التعليم العالى، ووزارة البحث العلمى، ووزارة التموين، ووزارة البيئة، ووزارة الإدارة المحلية، وغيرها من مراكز لا معنى لوجودها فى ظل «لا مركزية للأقاليم» وفى ظل إدارات وهيئات مستقرة تعمل فى ظل أدوات وآليات السوق الحرة!
لا معنى إطلاقا لأن يصبح مجلس الوزراء أكثر من 12 وزيرا يعملون بتناغم وهارمونى فى ظل إدارة للدولة، تعمل على تحويل مصر إلى مؤسسة اقتصادية كبرى غير محملة بأثقال، وأكياس من الرمال، تعطل مسيرتها وتبطئ من حركتها.
كان الأمل كبيرا جدا لدى المصريين، بعد قيام ثورة 25 يناير ووقوف شعب مصر خلف شبابه من أجل أن تعدل من قيم وأحكام المجتمع وأول هذه المقامات والقوانين المرتبطة بالإدارة أو بالحكم المحلى، وخروج قانون جديد للمحليات، يسمح بتأكيد الإدارة بالنتائج، ويعمل على إلغاء المركزية، وإعادة تقسيم الوطن إلى أقاليم اقتصادية تدار إدارة اقتصادية، تفعل أدوات السوق فيما تمتلكه من ثروات بشرية، وجيولوجية فوق الأرض من صناعة وزراعة وخدمات، وعناصر الثقافة التى لا يفتقر إليها أى جزء من أجزاء الوطن!
اللامركزية تصب فى أن يكون العائد من النشاط الاقتصادى فى الإقليم عائدا ضخما يتناسب مع ما نمتلك من بحار، وأرض، ونيل، ومناخ وبشر!!
ويمكن أن يتفق على اقتطاع جزء من الناتج المحلى للإقليم نفسه لتنمية ذاته، بجزء من موارده وجزء آخر يصب فى الموازنة العامة للدولة.
نريد دولة عصرية، ولسنا فى احتياج لخيالات المآتة، التى تزداد فى مواقع المسئولية للأسف الشديد  بعد أن تخيلنا أننا قد قمنا بثورة، مازالت بلادنا ترزح تحت عبء الغباء والجهل الذى تولى زمام أمورنا مستكملين المسيرة السابقة للثورة، ألف خسارة على شبابنا الذى أهدر دماءه وفقد حياته هباء، ولكن الواقع والتاريخ يقول لن يصح إلا الصحيح وأن الغد لناظره قريب!