الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«يا حبنا الكبير».. رسالة أم كلثوم من العالم الآخر!!

«يا حبنا الكبير».. رسالة أم كلثوم من العالم الآخر!!


تعود محمد منير أن يعيد تقديم أغانينا القديمة مرة أخرى بصوته وهكذا مثلاً استمعنا إليه يقدم لشريفة فاضل أغنيتها الشعبية الشهيرة «على مين يا سيد العارفين» وقبل ذلك أعاد لنجاة أغنيتها الرومانسية «أنا بعشق البحر» وقبلها «شىء من بعيد نادانى» للمطربة ليلى جمال التى قدمتها فى فيلم «النداهة» فاعتبرها الناس أغنية منير.
 
 

 
هذه المرة نرى حالة جديدة ومختلفة مزج بين صوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم ومحمد منير وهما يرددان معاً «يا حبنا الكبير» والتى تقول كلماتها «يا حبنا الكبير والأول والأخير يا ضممنا تحت ظلك وبخيرك الكتير». هذه الأغنية التى كتبها عبدالفتاح مصطفى ولحنها رياض السنباطى وغنتها ثومة فى الستينيات، اكتفى منير بالجزء الأول من الأغنية فقط لأن الكلمات تحمل قدراً كبيراً من التفاؤل.
 
والحقيقة أن تلك تجربة مختلفة كان منير مصيباً عندما احتفظ بصوت أم كلثوم الذى يعيدنا لا شعورياً لزمن الستينيات الذى يحمل فى الضمير العربى اعتزازاً بالقومية والوحدة العربية. جاءت الأغنية وكأنها بلسم شاف يضمد جراحنا ونحن نرى نزيف الوطن فى مصر فى العديد من الميادين والساحات والشوارع.
 
 ويبقى سؤال ليس لدى إجابة قاطعة عليه ولكنه فرض نفسه: هل توافق أم كلثوم على أن يتم مزج صوتها وصوت منير فى عمل فنى واحد، وهل الموسيقار رياض السنباطى ملحن الأغنية كان سيتحمس لتلك التجربة؟
 
إجابتى هى أن أم كلثوم والتى رحلت عن عالمنا عام 75 أى عندما كان منير يحاول طرق الأبواب فى دنيا الغناء لم تكن ستوافق بسهولة على هذه التجربة فهى بتركيبتها المتحفظة لا أتصور أنها ببساطة من الممكن أن تتحمس لكى يشاركها أحد الغناء، فهى مثلاً منعت الموسيقار محمد عبدالوهاب ملحن «أنت عمرى» من غنائها بصوته والتسجيل الذى تقدمه بعض المحطات الإذاعية لأنت عمرى بصوت عبدالوهاب تم طرحه فى الأسواق وإذاعته بعد رحيل أم كلثوم. السنباطى أيضاً لا أعتقد أنه كان سيوافق ببساطة على هذا الاقتراح لأنه ليس دويتو مثل الذى جمع بين عبدالحليم وشادية من تلحين رياض السنباطى وهو «لحن الوفاء» فى الفيلم الذى حمل نفس العنوان، السنباطى كان سيقول أن اللحن صنعه فقط لصوت أم كلثوم فكيف يشاركها منير.
 
أتصور لو تخيلنا أن منير استأذن كلا من أم كلثوم والسنباطى وهما على قيد الحياة فلن يحصل على موافقتهما ورغم ذلك فالمؤكد أنه من الناحية القانونية وتحسباً لأى مشكلات محتملة حصل على موافقة الورثة حتى يتمكن من تسجيل الأغنية.
 

 
 
وبعيداً عن هذا التحليل فلو أنك رصدت عدد المتابعين لهذا التسجيل فى اليوتيوب وقارنته بمن تابعوه بصوت أم كلثوم فقط ستكتشف أن منير أعاد الأغنية مرة أخرى للتداول. إنها واحدة من أرق الأغنيات الوطنية ورغم ذلك فإنها مغرقة فى العاطفة الجياشة وهى تتناول حب الوطن بتلك الكلمات الرقيقة.
 
العديد من الفنانين كانوا كثيراً ما يترددون فى الموافقة على إعادة تقديم أغانيهم ولكن نذكر مثلاً أن صباح رحبت بل شاركت رولا سعد فى غناء «يانا يانا» وغيرها وفريد الأطرش هو الذى رشح سعاد محمد لغناء «بقى عايز تنسانى» بينما سعاد محمد لم ترتح عندما أعيدت تقديم أغنيتها «وحشتنى» بأكثر من صوت مثل خالد عجاج ومدحت صالح.
 
كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يقول إنه يسعد بإعادة تقديم أغانيه القديمة لأن المطرب الجديد سوف يذكر الناس بأغنيته القديمة وربما يصبح لديهم حافز للاستماع إليها مجدداً بصوت مطربها الأصلى ولهذا سمح فى آخر أغنية رددها بصوته وهى «من غير ليه» أن يغنيها أكثر من صوت إلا أن فى الحقيقة ظل صوت عبد الوهاب هو الأجمل.
 
ونعود إلى «حبنا الكبير» وأقول لكم: نعم أشعر أن أم كلثوم والسنباطى لو كانا معنا ربما كانا سيرفضان ولكن لا شك أن المصريين يشعرون بأن هذه الأغنية تضمد جراحهم ولهذا فإن روح السنباطى وأم كلثوم أشعر أنها أيضا سعيدة فهما يبعثان رسالة من العالم الآخر لنحمى جميعا مصر حبنا الكبير.