
محمد جمال الدين
نعـم نحـن «نصابون»
مؤخرا خرج علينا أمين عام جماعة الإخوان المسلمين د. محمود حسين بتصريحات فى جريدة «المصرى اليوم» مؤداها أننا نحن أهل الإعلام «نصابون»، وزاد فى تحديده بأن هناك بيننا أيضا نصابات.. ما صرح به أمين عام الجماعة أنا من ناحيتى أقول عنه إنه صحيح مائة فى المائة، فنحن «نصابون ونصابات»، ونستحق ما يحدث لنا لأننا نعمل لحساب تحالف الشر والكفر فعلا، وبالتالى صدق علينا قول مرشد الجماعة د. محمد بديع أننا لسنا سوى «سحرة لفرعون»، باعتبارنا نعمل ضد مصلحة الوطن والمواطن حينما فتحنا صفحاتنا وفضائياتنا لقيادات الجماعة عندما كانت محظورة وتعمل تحت الأرض، وبعض قياداتها من رواد السجون.. وقتها لم تستنكف الجماعة الاتصال بالنصابين والنصابات من أمثالنا وعرضوا من خلالنا أفكارهم ورؤاهم التى لم يكن مسموحا حينها بمجرد التفكير أو البوح بها.
نعم نحن نصابون ونصابات عندما رصدنا ما تقوم به جماعة الأمين العام عندما أثرت على إرادة الناخبين بالزيت والسكر سواء فى الاستفتاء الأول أو الثانى وفى انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة للتصويت لهم.
نعم نحن نصابون ونصابات عندما ألقينا الضوء على التصريحات المتوالية لقادة الجماعة أمثال عصام العريان ومحمد البلتاجى والتى كان من ضمنها السماح بعودة اليهود المصريين والحصول على ممتلكاتهم التى تمت مصادرتها وتناسى سيادته حقوق شهداء مصر فى حرب 67، بالإضافة إلى حق مصر الذى استباحته إسرائيل بحصولها على ثرواتنا من بترول ومعادن أثناء احتلالها سيناء، هذا بخلاف تصريحات نفس القيادة عن نية الجماعة وحزبها بضرورة الحصول على تراخيص السلاح لشباب الجماعة لحماية مقراتهم بعد تعرضها للاعتداء والحرق وبعد تخاذل وزارة الداخلية عن أداء دورها حسب قوله وقت تولى الوزير «أحمد جمال الدين»، الذى أقيل من منصبه فيما بعد لأسباب لا يعلمها سوى قادة الجماعة.. وكذلك لم نغفل التصريحات المتتالية لبعضهم الآخر حين قال إن إعلامنا مضلل فى الوقت الذى كانت تستضيفهم العديد من القنوات الفضائية ليل نهار ليتحدث فى هذا الإعلام المضلل، بالإضافة إلى تصريحاتهم المستفزة عن المواطنين المسيحيين الذين كانوا متواجدين أمام قصر الاتحادية التى كان من الممكن أن تثير فتنة بين أبناء الوطن الواحد.
نعم نحن نصابون عندما نشرنا تصريحات المدعو «أحمد المغير» عضو اللجنة الإلكترونية للجماعة والمعروف برجل «خيرت الشاطر» بأن الإخوان سيحملون السلاح قريبا للدفاع عن الشرعية والإسلام، وكذلك مطالبته بإلقاء القبض على قيادات جبهة الإنقاذ.. تلك التصريحات التى علق عليها محمود غزلان القيادى بالجماعة بأن مطلقها مسئول عنها والجماعة غير مسئولة عما يقوله.
نعم نحن نصابون عندما نشرنا تصريحات محافظ كفر الشيخ والعضو القيادى فى الجماعة المهندس سعد الحسينى الذى تم تثبيته مؤخرا من قبل قطاع الطرق مع حارسه الخاص بأن أخونة الدولة هى قمة الديمقراطية وأن هناك أكثر من 5 ملايين سيخرجون لحماية الشرعية إذا اضطروا إلى ذلك لتأديب كل من تسول له نفسه الإساءة إلى النظام الحالى والدين الإسلامى.
نعم نحن نصابون وكذلك نصابات لكثرة ما كتبناه عما تعرض له المعتصمون أمام قصر الاتحادية من عنف غير مبرر من قبل من ينتمون إلى الجماعة ولقوى تيار الإسلام السياسى التى بشرت عبر مواقعها الإلكترونية بأنهم عازمون على الذهاب إلى قصر الاتحادية لفض الاعتصام، وما تبع ذلك من أحداث عنف وتسليم البعض للشرطة بعد إقامة حفلات ضرب وتعذيب لانتزاع اعتراف من هنا أو هناك، وهذا تحديدا ما دعا النيابة إلى إطلاق سراح الجميع لأنه تم إلقاء القبض عليهم من قبل من ليس لهم سلطة لأداء ذلك.
نعم نحن نصابون عندما نشرنا ما يحدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية وما ترتب على ذلك من منع العاملين فى المدينة وكذلك مسئولى المحكمة من أداء واجبهم، ناهيك عما حدث من تكسير وحرق وضرب للعاملين فى جريدة ومقر حزب الوفد فى تحدٍ سافر لهيبة الدولة والقانون وما أعقب ذلك من تطاول واعتداء على مسئولى وزارة الداخلية وتهديد بحرق قسم الدقى.
من أجل كل هذا وذاك وغيره كثير نحن بحق نصابون وكذلك نصابات ونستحق الضرب بـ «الجزم» طبقا لما صرح به الدكتور أحمد كمال أبوالمجد فى حديثه للزميلة «الوطن».
وأخيرا نحن نصابون ونصابات عندما سمحنا لمن يتهموننا بما ليس فينا من تضليل وتخريب واتهام بالتخوين والكفر والعمل ضد مصلحة الوطن بأن ننشر ونذيع تصريحاتهم هذه ليطلع عليها الرأى العام ليعرف مدى احترامنا لمهنة النصب التى ألصقها بنا البعض من قادة جماعة الإخوان وبمشاركة فعالة وقوية من المتعاونين معهم من قادة تيار الإسلام السياسى على اعتبار أنهم مسلمون ونحن لسنا سوى كفار.