الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
« مايا مرسى» و«سعاد صالح»

« مايا مرسى» و«سعاد صالح»


قام «الإخوان» كعادتهم بإعداد «تقارير ظل» تقدم للجنة الحريات وحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فى جنيف، يعملون هذا بدأب منذ 12 عامًا بصفة مستمرة وموضوعاتهم محددة لم تتغير (المرأة والسجون والمحاكمات والطفولة وجماعتهم المقهورة)، والحقيقة أنهم استغلوا مظلة (المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة) ليصيروا إحدى لجانه، ومن خلاله نفذوا إلى عضوية المجلس الاقتصادى والاجتماعى للأمم المتحدة، وهذا يفسر لماذا تم لهم الاستحواذ على إحدى القاعات فى جنيف يوم الأربعاء الماضى حتى لو كانت دون مستمع لهم، ودور لجنتهم تلك هو التعامل مع آليات تطرحها الأمم المتحدة للمؤسسات الوطنية التابعة للدولة مثل المجلس القومى للمرأة وحقوق الإنسان والأمومة والطفولة وغيرها، ودور الإخوان الإرهابية أنها ضمن المنظمات غير الحكومية العاملة مع الأمم المتحدة والتى تقدم لها (تقارير الظل) وهو مسمى معتمد هناك، ويعتبرونه حسب قول الإخوان  معلومات مغايرة لما تطرحه الدولة من باب الإحراج والتشويه حتى وإن لم تكن صحيحة، وفى 2010 قالت لى مسئولة الأبحاث الإخوانية بتلك اللجنة وتدعى (سيدة محمود) خريجة اقتصاد وعلوم سياسية وزوجة الإخوانى (سعد يحيى) الذى كان والده من جماعة التبليغ والدعوة، إن الأمم المتحدة تستفيد من تقارير الظل لأنها تستخدمها فى نقاشها مع المؤسسات الرسمية وفى محاسبتها لأنها تقدم لهم دعمًا ماديًا، وما يريده الإخوان هو عدم حصول مصر على هذا الدعم أو العمل لتأخير استحقاقه.
فى تلك اللجنة الإخوانية التى يتقاضى أعضاؤها مكافأة بالدولار نجد أسماء أثارت جدلاً واسعًا فى الإعلام المصرى بفتاواها عن المرأة بشكل خاص، ويُعتبر ما تقوم به هو جزء أساسى من دورها باللجنة الإخوانية إنها (سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر) وآخرون مثل (محمد عمارة - محمد كمال إمام أستاذ القانون المقارن بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية وغيرهم، ولا ننسى بالطبع يوسف القرضاوى الذى هو على رأسهم)، ولكن سعاد بشكل خاص كانت البوق الإخوانى لأفكارهم فيما يخص المرأة والطفل، وذلك عندما تبث فتاوى غريبة لا تمت لديننا الحنيف بصلة مثل (مضاجعة الزوج لجثة زوجته بعد مماتها والمناداة بالزواج المبكر للإناث حتى لوكانت طفلة، ولكنها بلغت مظاهر أنثوية أولية وإقرار ختان الإناث) ورأى الإخوان وأمثال سعاد أن ظاهرة (الاغتصاب) ليست معضلة ولا يجب أن نقف عندها وحسب قولهم فى أدبياتهم المغلوطة (مقدور عليه) وتقدم مثل هذه الأشياء لتناهض مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الذى يحدد سن الطفولة حتى 18 عامًا، والتى وافق عليها القانون المصرى وأقرها، إلا أن الإخوان أصحاب تقارير الظل يرفضونها بالنسبة للمرأة فقط ويعترفون بها للشباب الذكور، ويرون أن الختان ضرورة بعد كشف الطبيب على الأعضاء التناسلية للفتاة ليقرر الختان من عدمه طبقًا لتكوين وشكل (عضوها الأنثوى) ويستند الإخوان فى ذلك على ما تبثه (سعاد صالح) فى الإعلام الذى تذيعه القنوات الفضائية أو الصحف، ويقدمون آراءها كمتخصصة فقهية فى جامعة مصرية معترف بها لدى كل الدول وهى الأزهر، ولذلك فإن سعاد صالح عندما ترمى بظلالها المتطرفة والغريبة فهى تخاطب لجنتها الإخوانية ليجزلوا لها العطاء، حتى لو كانت آراؤها غير مستساغة لدى المجتمع المصرى أو الدولى فى جنيف، لكن تقارير الظل الإخوانية تقول إن المليار وأكثر من المجتمع الإسلامى لديهم قاموسهم الخاص بمعاملة المرأة، والتى هى فى فكرهم مخلوق من الدرجة الثانية فى كل شىء وتابعة كليًا للرجل سواء كان زوجًا أو أبًا أو أخًا حسب حالتها الاجتماعية، ورغم هذا فإن الإخوان وتقاريرهم يعتبرون رافدًا أساسياً فى لجنة حقوق الإنسان بجنيف ويستند لهم كمواطنين مصريين يعانون من الظلم والاضطهاد نتيجة معتقداتهم الأيديولوجية الدينية، كما أنهم يحصلون على منح من الأمم المتحدة كمنظمات غير حكومية متعاونة معهم.
فى كل الأحوال قامت مؤسسات الدولة المعنية ومجالسها المتخصصة بمجابهة تقارير الظل..لكن بعض الإعلاميين يرى أن (مايا  مرسى ) رئيس المجلس القومى للمرأة قامت بدورها فى عرض تقريرها بجنيف الأربعاء الماضى، مع أنها لم تقل غير ما خططته الدولة بينما مجلسها الذى له قرابة الخمسة أعوام لم تظهر رئيسته ولا أعضاء مجلسها إعلاميًا فى مشاكل عدة تخص المرأة وهزت المجتمع، مع أن الدستور منحهم 22 مادة يمارسها بمنتهى الحرية ودون تدخل أى جهة فى عمله، حيث تم منح المجلس استقلالية تامة، ولكن يبقى وعى المرأة هو ضمير المجتمع وصمام أمانه وهذا دور أهم للمجلس، وأتساءل: أين الحوار المجتمعى مع العناصر النسائية ذات الفكر المستنير والعقول المفكرة صاحبة الوسطية الثقافية والقاطرة التى تقود المرأة المصرية، هل فكرت (مايا) بالتحضير لمؤتمر للمرأة لمناقشة التحديات التى تواجهها، هل (مايا) هى الشخصية التى لديها الجرأة والمصارحة والمواجهة لقضايا المرأة المصرية فى 2020 ؟ هل ناقشت (مايا) أمهات الإرهابيين ودورهن فى تطرف أولادهن وانحرافهم عن المجتمع؟ هل ذهبت (مايا) إلى الصعيد الجوانى واطلعت بشكل مباشر على قضايا المرأة هناك؟
إلى الدكتورة (مايا مرسى) :  المجلس يجب أن يكون غرفة طوارئ مفتوحة لإدارة أزمة الاٍرهاب وانعكاسه على المرأة المصرية بكل صوره.