السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ماذا يحدث فى الحرم الجامعى؟!

ماذا يحدث فى الحرم الجامعى؟!


أعلم كما يعلم غيرى أن الحرم الجامعى يعد مكانًا للعلم، وله قدسية خاصة ولا يقل فى شأنه عن شأن  الأماكن الدينية، لذا يحظر بداخله بل يحرم الإتيان بأى تصرف غير أخلاقى أو طائفى أو عقائدى أو شاذ، فهذا الحرم مكان مخصص فقط لتلقى العلم ورفع مستوى الخبرات ولا شىء سواه.
ولكن للأسف ظهرت خلال الآونة الأخيرة فى جامعاتنا سلوكيات وتصرفات غريبة يجسدها بصورة وشكل مخجل البعض من أبنائنا الطلاب، تشبيهًا بتصرفات وسلوكيات غربية لا تمت لمجتمعنا بصلة.
ففى جامعة المنوفية أصيب خمسة طلاب بجروح متفرقة بالجسم إثر مشاجرة نشبت بينهم بالأسلحة البيضاء داخل الحرم الجامعى، وفى التحقيقات قالوا إن تصرفهم يعود إلى وجود خلافات سابقة بينهم، لتتحول ساحات الجامعات ومدرجاتها إلى مباراة فى (الفتونة والبلطجة) على يد البعض ممن لا يقدرون قدسية واحترام هذه الأماكن، وكان الأولى بهم عدم ارتياده أصلاً، فهؤلاء البلطجية (أقصد الطلاب) يبغون عودتنا إلى عهد الفتوات الذى ولى وانقضت أيامه.
ومؤخرًا أيضًا قالت طالبة فى جامعة طنطا لأستاذ جامعى (هوريك أنت بتعمل كده إزاى) لاعتراضه على استخدامها للتليفون أثناء المحاضرة، ليقول لها بدوره: (ورينى بره)، طالب آخر يدخن السجائر المحشوة بمخدر الحشيش أثناء المحاضرة وحين يكتشفه الأستاذ ويطالبه بالخروج من المحاضرة، فما كان من الطالب سوى أن ينهر أستاذه ويتحداه بالقول: (أيوه بشرب وهشرب عشر سجائر أخرى، واللى معاك اعمله) ناهيك عن ظاهرة بيع المخدرات فى محيط الجامعات التى انتشرت بدرجة كبيرة، هذا قدر يسير من بعض تصرفات وسلوكيات البعض من شبابنا داخل جامعاتنا، وهى تصرفات تنسف بشدة أى أمل فى تطوير التعليم الجامعى، حتى يرتقى ليصل إلى مصاف الجامعات الكبرى فى العالم، تصرفات هى الخطر بعينه ويجب أن ننتبه لها ونعالجها حتى لا تنتشر بين شبابنا، بعيدًا عن ندوات التوعية والتثقيف التى تقام فى بداية كل عام، (فهى لا تحل أو تربط) وأعتقد أن تنفيذ القانون على كل مخالف هو الأنسب والأصح سواء على الطالب أو الأستاذ أو أى عامل فى جامعاتنا، وبغير هذا لن تستقيم الأمور، لأنه عندما يتكرر موقف حضن شاب لفتاة وينتشر بين شباب الجامعات أو عندما نفاجأ بوجود لافتات تدعو للارتباط أو إظهار مشاعر الحب والإعجاب، فضلاً عن الملابس شبه العارية أو ارتداء البنطلون المقطع أو الساقط التى قد تصلح لأماكن أخرى ليست من بينها الجامعة بالطبع، فهذا يؤكد أننا أمام انحدار أخلاقى ليس له من مبرر سوى انعدام الرقابة والتربية داخل الأسرة أولاً، وحنو وضعف قرارات الإدارات الجامعية تحت ضغط الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى ثانيًا،  تحت حجة الحفاظ على مستقبل الشاب أو الفتاة اللذين اتبعا هذا السلوك، دون أن يكون هناك عقاب رادع، مما جعل الأمر يكاد يكون مألوفًا فى جامعاتنا، ضعف قرارات العقاب على المخالفين من الطلاب، هى نفسها التى تسببت فى تشجيع بعض القلة من الأساتذة فى اتباع سلوك مخالف لضميرهم المهنى، كما حدث فى واقعة الأستاذ الذى طلب من طلابه خلع ملابسهم أمام زملائهم لضمان النجاح فى مادته، والأستاذ المتحرش الذى كان يتحرش بطالباته لفظيًا وجسديًا فى إحدى كليات الفنون الجميلة، طالما أنه ليس هناك عقاب يقضى على مثل هذه الظواهر السلبية، وهذا تحديدًا ما جعل البعض يترحم على الحرس الجامعى الذى كان يقف لمثل هذه الأفعال بالمرصاد، (رغم أننى على المستوى الشخصى لست مع هذا الرأى)، وللقضاء على هذه الظواهر السلبية التى غزت جامعاتنا مؤخرًا، لا بد من تطبيق القانون والأعراف والتقاليد الجامعية المتبعة على الطالب والأستاذ وعلى جميع العاملين فى الجامعات، وإجراء كشف للمخدرات على الجميع، كما يحدث فى المدن الجامعية التى تشترط إجراء كشف لتعاطى المخدرات على من يتقدمون للإقامة بها، مع توقيع العقاب الرادع على أى مخالف، دون السماح لأى ضغوط أو تدخل من قبل هذا الشخص أو ذاك، أو لطلب أى جهة ما للعدول عن القرار، وفى نفس الوقت يجب ألا تغفل الأسرة عن دورها فى التربية الصحيحة والتوعية والمراقبة لتصرفات الأبناء، حتى نضمن منع مثل هذه الظواهر الشاذة فى الانتشار بين شبابنا أمل الغد وحاضر المستقبل.