الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«مصر» فى عصر الاضمحلال !!

«مصر» فى عصر الاضمحلال !!



 قرأت كثيرا عن عصور (الاضمحلال) التى عاشتها (مصر) فى حقبات زمنية سحيقة، ومعاصرة، كما كان ذلك واضحا فى عهد (العثمانيين)، حينما احتل (سليم الأول) مصر ونقل كل مهنييها وحرفييها وصناعها المهرة إلى (الأستانة) عام 1560 ميلادية، لكى يرسم حضارة مماثلة فى عاصمة دولته الجديدة !!

 وقبل ذلك فى عصور هاجم فيها (التتار) مصر العظيمة، وحرقوا مكتبتها الفريدة فى العالم، والتى كانت تجمع مخطوطات الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية فى (الإسكندرية)!!

 عاشت مصر فترات طويلة ترزح تحت نير الاستعمار (العثمانى والفرنسى والإنجليزى) والتى تخلصت فيها وللأبد عام 1953 باتفاقية (الجلاء) التى عقدها جمال عبدالناصر مع ممثل الاحتلال البريطانى، وغادر آخر جندى إنجليزى الأراضى المصرية  يوم 23 ديسمبر عام 1956 بعد أن عادوا إلينا فى حرب ثلاثية على مصر قامت بها (إسرائيل وإنجلترا  وفرنسا) ، وانتهى للأبد عصر من عصور الاحتلال، ولكن لم يكن عصراً من عصور (الاضمحلال) أبدا، كانت الثقافة المصرية والوطنية المصرية، سواء فى الاقتصاد على يد المصرى العظيم (طلعت باشا حرب) عام 1920 منشئ (بنك مصر) وشركاته العظمى فى (المحلة الكبرى، ودمنهور، وكفر الزيات، وحلوان، وبنك مصر، ومصر للطيران)، وغيرها من شركات حملت اسم (مصر) فقط، كان ذلك فى عصر الاحتلال البريطانى لمصر، أما الاضمحلال فلم نشهده ولم نسمع عنه فى العصور الحديثة كما أن الثقافة، والأدب، والشعر، والموسيقى، ازدهرت فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى.

ولكن ما نراه اليوم، وما نشاهده اليوم فى الساحة السياسية المصرية، بعد أن قفزت جماعة الإخوان المسلمين، بكل عُقَدها، وبكل سوء تاريخها، وحقدها على المجتمع، وسيرتها الذاتية التى لخصتها تجربتها فى العمل (تحت الأرض) وطبقا لعقيدة السرية فى تحركها، وعقيدتها، بأن الغاية تبرر الوسيلة، هذه الجماعة منذ أن تولت دفة شئون البلاد ونحن مقبلون على عصر من عصور (الاضمحلال)، عصر من الفوضى، ومن الخوف، ومن عدم الأمان على الحياة، سواء اليوم أو الغد، نحن مقبلون بلا شك على إفلاس الدولة، وتعصب دينى أعمى، وتطرف، وشرذمة، وخروج على القانون، من المسئول ؟ قبل أن يخرج المواطن مقتدياً بالحاكم الذى لم يحترم الدستور أو القانون !!

 نحن فعلا مقبلون على فترة من (الاضمحلال) فى تاريخنا لم نشهدها من قبل، حيث انفلت كل شىء بداية من الأخلاق، إلى الممارسات الحكومية والأمنية فى الشارع المصرى !!
 إن عصر (الاضمحلال) عادة ينتهى بثورة، ودماء تسيل فى الشوارع، لكى تخرج الأمة من رقدتها، وأعوذ بالله من هذا المصير، ولكن كان دائما لمصر حراسها، كان لمصر دائما قلبها النابض، أبناؤها فى قواتها المسلحة،  العين  الساهرة، وأيضا الرائية فى جوانح الظلام فى بلادنا كأننا ممن يعتقدون بأن الأمان كله فى يد قواتنا المسلحة، والتى سوف تنتج  لنا (جمال عبدالناصر) آخر، كلما أنتجت لنا فى عصر من عصور (الاضمحلال) (صلاح الدين الأيوبى) و(سيف الدين قطز)، وغيرهما من أبطالنا حراس الوطن، ومن قراءتى لتاريخ وطنى أنا مؤمن بأن مصر لها رب يحميها، والمصريين لن ينضب وعاؤهم أبدا من أن ينتجوا أبطالاً يقودون الوطن من (الاضمحلال) إلى الازدهار !