الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
فى تركيا .. إرهاب الأجداد يتوارثه الأحفاد !

فى تركيا .. إرهاب الأجداد يتوارثه الأحفاد !


رغم أن الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الوالى العثمانى أردوغان على شمال سوريا الشقيقة، لم تلق أى نوع من أنواع التأييد فى العالم جله، اللهم تأييد لا يسمن أو يشفى من حكام دويلة الخيانة والعمالة قطر التى تأخذ بنظرية (خالف تعرف)، فإن حفيد سلاطين الدولة العثمانية الغاشمة، استمر فى غيّه معتمدًا فى حملته على نفس مخطط الإبادة والقتل الذى سبق أن انتهجه أسلافه على مر التاريخ، وهو التاريخ الذى شهد العديد من بحور الدم والتنكيل، فحتى الآن لم ينس العالم وقائع الإبادة الجماعية للشعب الأرمينى، والذى تم استهدافه بالقتل والتجويع والتعذيب واغتصاب نسائه وتشريد أطفاله وإبعادهم عن ذويهم ومصادرة أملاكه، وراح ضحيته أكثر من مليون مواطن أرمينى.
هذا ما تم حديثًا نوعًا ما، أما قديمًا فإن التاريخ يؤكد أن جدود (ألعبان) كانوا لا ينعمون بالهدوء والسكينة، إلا بالغوص فى بحور الدم والمؤامرات التى عن طريقها انفردوا بالسلطة وحكم البلاد، لذلك كانت مذابحهم المعروفة باسم مذابح (سيفو) وهى المذابح العثمانية بحق الآشوريين والسريان والكلدان فى بلاد الشام والعراق وجنوب شرق تركيا، وهم من سكان المنطقة الأصليين، حيث شنت القوات العثمانية هجمات مسلحة، أدت إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطقهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران وسورية والعراق. وتتباين الإحصائيات حول حجم الضحايا بين 250-500 ألف شخص، فيما ترفعها بعض المصادر إلى 750 ألف، عبر عدة مجازر فى دير الزور وديار بكر وطور عابدين، وفى عموم منطقة الجزيرة السورية. مترافقة بتدمير المدن وحرق الأراضى ومصادرة الممتلكات وتهجير من تبقى. والتى أدت إلى تخفيض نسبة المسيحيين فى الدولة العثمانية من 33 % إلى 0.1 % حاليًا، وكذلك مذابحهم ضد الشعب المصرى الذى قتل منه أكثر من 10 آلاف شخص فى يوم واحد، ويقص المؤرخ المصرى ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الامبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلًا سيئ الخلق سفاكًا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: «إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف». مذبحة شنيعة يروى «ابن ياس» قصة مقتل 10 آلاف مصرى، فى يوم واحد، قائلًا: «العثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جناية له، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة، واصفًا ما حدث بأن «ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتّم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها.. حتى الأماكن المقدسة للمسلمين لم تسلم من سرقات ونهب العثمانيين، حيث اعترفت وكالة الأناضول التركية بأنه قد تم سرقة عدد 4 قطع من الحجر الأسود، يتزين بها أحد مساجد اسطنبول، الشىء الغريب فى سلاطين وأمراء الدولة العثمانية أنهم حينما ينتهون من مؤامراتهم الخارجية، يستديرون لحبك المؤامرات وزرع الفتن الداخلية، بحيث يعملون القتل فيما بينهم، والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر هنا بعضها مثل قتل السلطان (محمد الفاتح) لأخويه ليؤمن لنفسه ولاية العرش بعد موت أبيه، الذى سبق أن نفاه خارج البلاد طمعًا فى الحكم، ثم عاد هذا (الفاتح) وسنّ قانونًا يبيح فيه قتل الأخ لأخيه وأولاده من بعده لينفرد بالحكم، بالإضافة إلى إباحته لقتل الأب إذا كان فى ذلك مصلحة للدولة، ومن بعده أباح قتل السياسيين والوزراء والأمراء وقادة الجيش تحت بند نفس الزعم مصلحة الدولة، (لاحظ عزيزى القارئ الصفات المشتركة بين هذا الأردوغان وجدوده السابقين)، حيث عشق الدم والمؤامرات يوحد بينهما، والإطاحة بقادة الجيش وقتلهم؛ سواء عن طريق الكيد لهم أو بانقلاب مدبر يجمعهما.. ما تناولته الأسطر السابقة ما هو سوى جزء يسير جدًا من تاريخ حكام الباب العالى قديمًا وحديثًا، القائم على نحر الرقاب وإطلاق الرصاص واغتصاب النساء وفرض الجوع والعطش على المسالمين، بعيدًا عن اعتيادهم سرقة ونهب التحف والمجوهرات وجُل ما هو ثمين إلى الأستانة، معتمدين فى ذلك على تدمير البلاد التى يستعمرونها أو تطأ أقدامهم أرضها وتقف أمام مصالحهم، وهى الوسائل نفسها التى ينتهجونها حاليًا فى غزوهم للشمال السورى، اعتمادًا على التاريخ والجينات وعوامل الوراثة التى تتحكم فى عقول حكامها، الموهومين بعودة دولة الخلافة العثمانية إلى الحياة، رغم إدراكهم التام بأن دولة الرجل العجوز لم ولن تعود.