الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تكريم نبيلة

تكريم نبيلة


وسط فوضى التكريمات لمن لا يستحق.. يُكرم مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط من هو أحق بإطلاق الدورة رقم 35 باسم «نبيلة عبيد»، وتكريمها على مسيرتها السينمائية الحافلة بالأعمال التى تستحق فصلاً كاملاً فى كتاب السينما المصرية عبر أكثر من مائة عام.

نبيلة عبيد- عبر أكثر من 50عامًا- قدمت كتالوجًا سينمائيًا لا يمكن تجاهله بدأته بدور صامت فى فيلم «مفيش تفاهم» إخراج مكتشفها الراحل عاطف سالم ومنه رأسا إلى البطولة المطلقة فى فيلم «رابعة العدوية» الذى حقق لها شهرة واسعة، ونجاحًا ممتدًا وعابرًا للأجيال العاشقة للفن السابع والذى راهن المخرج الراحل «نيازى مصطفي» بالنبوغ المبكر لنبيلة فيه،وتوالت أعمالها وعطاؤها السينمائى حتى منحها الجمهور لقب «نجمة مصر الأولي» بعد سلسلة من الأفلام التى لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا فى فترة التسعينيات، لعل أبرزها على الإطلاق «قضية سميحة بدران» و«ديك البرابر» و«توت توت» و«هدى ومعالى الوزير» و«كشف المستور» و«المرأة والساطور» و«الراقصة والسياسي» الذى اختارته للعرض فى ليلة تكريمها بمهرجان الإسكندرية احترامًا لرأى جمهورها الذى يحاصرها أينما تكون بدورها فيه.
تعود «نبيلة» لتعيد ذكريات أيامها الحلوة لها فى مهرجان الإسكندرية الذى منحها أول جائزة فى مشوارها السينمائى وهى جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «ولا يزال التحقيق مستمرًا» وهو الفيلم الذى تدين به بالولاء والفضل، للكاتب الراحل والكبير إحسان عبدالقدوس وهو من أهداها هذه الرواية وقال لها بالحرف الواحد «هيعمل منك ممثلة كويسة» وتحققت نبوءة إحسان بحصولها على الجائزة الكبرى كأحسن ممثلة فى مهرجان الإسكندرية.
اسم نبيلة اقترن بالأستاذ إحسان فى عدد من الأعمال المهمة فى مشوارها السينمائى بدأته بفيلم «..وسقطت فى بحر العسل» وتوقع لها فيه النجومية المبكرة، حتى إنه تحول إلى مرجعية فنية لمشوارها الفنى كله ومعه الكاتبان الكبيران وحيد حامد ومصطفى محرم، وهما أشهر من كتب لها سيناريوهات من روايات إحسان عبدالقدوس الذى لا تترك له مناسبة فى «روزاليوسف» فى ذكرى ميلاده أو رحيله إلا وشاركت فيها لتسترجع إبداعات من زمن فات تقديرًا وامتنانًا واحترامًا لهذا الكاتب العملاق.
علاقة الأستاذ إحسان بالنجمة الكبيرة نبيلة عبيد لم تنته برحيله ولكنها تظل نموذجًا يحتذى به بين الفنان الواعى والأديب والإعلامى والتى ذهبت ولم تعد فى عصرنا الحالى، الأمر الذى يعكس التدهور الذى أصاب الشارع السينمائى لابتعاد نجومه وصُناعه عن الروايات الأدبية ومازالت الأزمة مستمرة والفجوة تتسع باعتماد أولى الأمر السينمائى على نماذج مشوهة ومتدنية على الشريط السينمائى لا تحمل بعدًا أدبيًا أو فنيًا أو سياسيًا حتى أصيبت السينما بالغيبوبة التى لم تفق منها حتى الآن.
قدمت نبيلة لإحسان عبدالقدوس عبر مسيرتها السينمائية روايات تعد من أيقونات السينما المصرية، فبخلاف «.. وسقطت فى بحر العسل» و«ولا يزال التحقيق مستمرًا» إلى جانب «الراقصة والسياسى» سيناريو وحوار وحيد حامد وإخراج د.سمير سيف.. «الراقصة والطبال» سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أشرف فهمى و«انتحار صاحب الشقة» سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أحمد يحيى و«أيام فى الحلال» مع السيناريست نفسه وإخراج حسين كمال و«أرجوك اعطنى هذا الدواء» مع مصطفى محرم وحسين كمال أيضًا ثم «العذراء والشعر الأبيض» سيناريو وحوار كوثر هيكل وإخراج حسين كمال و«.. وسقطت فى بحر العسل» إخراج صلاح أبو سيف.
وإذا كان الثابت أن إحسان عبدالقدوس هو أروع ما عبر عن المرأة فإن نبيلة كانت أبرز من قدمت دور المرأة المصرية وعبرت عنها فى مسيرتها الفنية.
أهمية نبيلة عبيد التى اختارها الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية للتكريم وإطلاق الدورة الـ35 باسمها وبإجماع مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما أنها ليست فقط أبرز من عبرت عن المرأة، بل إن مسيرتها السينمائية سجلت آخر حضور للنجمة البطلة على أفيشات السينما لتقدم نموذجًا لمزاحمة النجم البطل وفى شباك التذاكر ورغم وجود أسماء موهوبة فى سينما الألفية الجديدة فلم تحقق أى منهن ما حققته النجمة الكبيرة، وظلت النجمة البطلة مرفوعة مؤقتًا من الخدمة حتى إشعار آخر رغم وجود أسماء بقيمة وحجم منى زكى ومنة شلبى وغادة عادل ونيللى كريم وكل منهن يمثل مشروعًا سينمائيًا ولكنه لم يصل لدرجة كمال النجمة الكبيرة نبيلة عبيد سواء على الأفيشات أو شباك التذاكر أو حتى مشاركتها وأدوارها السياسية بعد ثورة 30 يونيو ومنح صوتها للرئيس السيسى تقديرًا لقائد كان للمبدعين صمام الأمان ضد خفافيش الظلام المتاجرين بالدين والدنيا.
إن تكريم مهرجان الإسكندرية هذا الأسبوع للنجمة العملاقة دفعة كبيرة لاستكمال العطاء..و إنه تقدير فعلاً مستحق لنجمة رسمت اسمًا لامعًا ليس فى تاريخ السينما المصرية فقط كممثلة ومنتجة بل فى تاريخ السينما العربية كلها.