لولا «السيسى» و«ترامب».. «وائل غنيم» رئيسًا لمصر و«العريان» مرشدها
تتكشف الوثائق الواحدة تلو الأخرى لتعلن أن «مرسى» لم يكن دوبلير «الشاطر»، بل هو الرئيس الذى أعَدَّتْهُ أمريكا بالفعل لحُكم مصر، وقامت السفيرة الأمريكية «آن باتيرسون» التى جاءت لهذه المهمة 2011م حتى 2013م وغادرت بعد سقوط حُكم الإخوان وفَشْل مخطط أوباما وإدارته فى استمرار تمكينهم، لكنها قامت بزيارات مكوكية ما بين «الشاطر» ومكتب الإرشاد الذى كان يتحكم فيه ورَتَّبَهُ فى الانتخابات الإخوانية الأخيرة فى 2010م ليصير بأكثرية تابعة له ويستبعد غريمه «محمد حبيب» من المَشهد؛ حيث كان كلاهما نائبًا للمرشد السابع «مهدى عاكف» ويتنافسان على منصب «المرشد»، ولأن «الشاطر» كان وقتها محبوسًا على ذمة قضية «سلسبيل»، فقد وضع مكانه «محمد بديع» مؤقتًا حتى إشعار آخر، ولكن الأحداث المتسارعة فى يناير 2011م عَجَّلَتْ بتنفيذ مخططات الجماعة وأمريكا…
وفى17يناير 2011م، وكان يوافق يوم الاثنين، طلبت «باتيرسون» من «مرسى» أن يُقدم نفسَه إعلاميًّا لكل من الشارع المصرى وجماعته على وجْه السرعة، بَعد عِلمها عن طريقه أن «الإخوان» سيُصدرون بيانًا يوم الأربعاء 19 يناير، فطلبت منه أن يكون سَبَّاقًا، ما جعله يستدعى أحد الصحفيين العاملين بموقع «إخوان أون لاين» يُدعَى «أحمد سبيع» واستدعاء مصور من الموقع نفسه يُدعى «محمد أبوزيد»، وطلب منهما إجراء حوار وتصويره سريعًا ويُنشَر فى اليوم نفسه بالموقع، ومن خلال حواره أشاد بما يحدث فى تونس واستهجن الفساد المستشرى فى مصر، وأوضح أن «الإخوان» جزءٌ من المجتمع يطالبون بما يطالب به الشعب، وكان حتى هذا التاريخ عناصر الإخوان فى الميدان، ولكن التنظيم لم يُعلن موقفه حتى يأذن له بساعة الانقضاض من الإدارة الأمريكية، ولأن مشاركتهم كانت مُستترة فقد ذَكَرَ «مرسى» مقولة لـ«البنا» استشهَد بها قام بإبرازها الموقع الإخوانى، وهى «لا نستبعد حدوث ثورة شعبية - ليست من صُنعنا - لكن لا نستطيع منعها»…
وفى زيارات «باتيرسون» أقنعت «الشاطر» بأن «المرشد» لديهم يعلو على منصب رئيس الدولة إذا ما حَكموا، وأنه أهل لذلك، وسيكون متسيدًا لمرسى، وكانت أمريكا تَعتبر «مرسى» رَجُلَها الأول بالجماعة، وقامت بإعداده من الثمانينيات وألحقته بوكالة «ناسا» الفضائية، التى هى إحدى ستائر المخابرات الأمريكية، محاولة بذلك إقناع الشعوب بأشخاص غير ذى صفة فاقدين للأهلية السياسية بأن لديهم قدرات عالية المستوى فى حين أنهم شخصيات تخضع للسيطرة وسريعو الاستجابة للانقياد…
وإذا كانت «ناسا» هى باكورة العبقرية فى الألفية الثانية، جاء «جوجل» ليكون البديل العبقرى للألفية الثالثة ويتمتع بآليات ولغة العصر وذات تأثير ممتَد على العقول، المهم أن «جوجل» كان الستار الجاهز أيضًا للمخابرات الأمريكية، والتجنيد هذه المَرَّة كان للمدعو «وائل غنيم»، شخص مغمور يقوم عَبر شاشة «جوجل» بتنفيذ كل التعليمات التى تُملَى عليه دون تفكير يُذكَر من ناحيته، مثله كـ«مرسى» تمامًا الذى دفع ثمَن عِمالته وخيانته عمره عندما كشفت المحاكمات بالوثائق تجنيده وبيعه وطنه فَخّرَّ من هول الصدمة التى كان يَعتقد أنها لن تحدث يومًا وتظهر حقيقته ويحتقره الشعب المصرى…
هذا يفسر لنا الحالة التى ظهَر عليها «وائل غنيم» من هذيان وبكاء غير مبرر، سوى أنه فقد ما وعد به مع زوال حُكم أوباما، الذى وعدهم بعمر طويل على عرش مصر، وجعل مرشدهم الموعود «الشاطر» يخرج علينا بمقولة أنهم سيحكموننا 500 عام فى ثقة غير مبررة؛ ليجلس كل من «مرسى» رئيسًا و«الشاطر» مرشدًا حتى موتهما، ثم يأتى مَن يتم إعداده بعدهما «غنيم والعريان»…
ولكن كيف تم لـ«عصام العريان» إقناع أمريكا بشخصه كمرشد بعد «الشاطر»؟، الحقيقة أنه قام بذلك فى 2009م بعد أن استبعده «الشاطر» من الإضافة الجديدة لمكتب الإرشاد، التى كانت تمثل خمسة أفراد، هم: «سعد الكتاتنى، سعد الحسينى، أسامة نصر، محمد عبدالرحمن، محيى حامد»، وقتها تحالف «العريان» مع «حبيب» غريم «الشاطر» ليكيدا له، ويومها قال حبيب «إن العريان قام بمسئوليات كبيرة للإخوان».. وقتذاك رسم «العريان» لحبيب خطة تقربهما من أمريكا لتدعمهما فى انتخابات مجلس الشعب فى 2010م، وكانت «هيلارى كلينتون» وزيرة الخارجية وقتذاك فى زيارة لعِدة بِلدان بالشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، فأقنع «العريان» «عاكف» المرشد و«حبيب» النائب الأول بأن عليهما ببعض الإصلاحات من أجل مستقبل الجماعة، وقام بكتابة مقال فى جريدة الحياة السعودية على شكل رسالة للإدارة الأمريكية، تساءل فيها بوضوح لماذا تباعدت المسافات بين أمريكا والإخوان رُغْمَ أننا لا نُدين سياساتها؟ وغازَل أمريكا بذِكْره كيف وهى التى ورثت الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية أن تتجاهل حركة متجذرة مثل الإخوان؟!.. ثم قدَّمَ نفسَه كوسيط بين الجماعة والإدارة الأمريكية…
بعد ذلك جاء«السيسى» بنداء شعبى ليخلصنا من حُكم الإخوان، وترامب ليقضى على مشروعهم مع الأمريكان فأصابهم ما نراه الآن.