الجمعة 25 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
العملية الإرهابية.. وعودة برهامى

العملية الإرهابية.. وعودة برهامى


جاء بيان وزارة الداخلية الخاص بتفاصيل العملية الإرهابية الأخيرة ومرتكبيها سريعًا وحاسمًا وهو أمر يستحق الإشادة، فقد قضى على الخوض فى تفاصيل متضاربة من التأويلات المختلفة أو الأطروحات المتباينة أو الجدل المرهق الذى يعتمد على الاستبطان والاستقراء والتحليل والاستنتاجات المختلفة.
والحقيقة أن الانتقال الدموى الوحشى إلى قلب المدينة.. واستهداف المدنيين منذ المذبحة التى حصدت أرواح المصلين فى مسجد الروضة.. ثم تفجير البطرسية.. وأخيرًا معهد الأورام هو أمر مفزع وإن كان يكشف عن عجز تلك الجماعات الإجرامية عن البطش بقواتنا المسلحة الباسلة فى سيناء إلا أنه لا يعنى أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة وفى الغد القريب يعلن اندحاره وغيابه إلى الأبد فى مزبلة التاريخ لتعود بلادنا تنعم بالسلام.. ونتفرغ لتحدياتها الحضارية فى التنمية الشاملة التى تحقق الرخاء والرفاهية لشعب كابد كثيرًا من ويلات المتآمرين والخونة ومؤمرات وإجرام أهل الشر والبغى الذين يرفعون رايات الجهاد المقدس ويتاجرون بالدين ولقد كان ومازال الرئيس السيسى حريصًا على تأكيد أن معركتنا مع الإرهاب مازالت قائمة ولم تنته بعد.. فنحن نخوض تلك المعركة منذ سنوات والأمور لم تهدأ وأدوات المعركة اختلفت عما كان عليه الوضع فى عام (73) فى مواجهة قواتنا المسلحة للعدو الإسرائيلى تختلف عن مواجهة اليوم مع الإرهاب.. حيث كانت المعركة وقتها واضحة المعالم لأننا كنا نعرف الخصم.. نواجه عدوًا نعرفه ويعرفنا.. أما الآن فإن العدو يوجد بيننا وقد غير وضعه ليصبح من داخلنا.. تم تكوينه من خلال زرع أفكار تكفيرية مغلوطة عن صحيح الدين.. أصبح العدو يعيش بيننا ويقتات بقوتنا..
وقد سبق أيضًا أن الرئيس طالب النخب والمثقفين والإعلاميين بالتوعية بالصورة الكلية للواقع الذى نعيشه والتى تعنى الدعوة إلى ثورة تنويرية تطلق سراح العقل من أقبية وكهوف التخلف وكهنوت السائد والمألوف والموروث والنفس الجاهلية والمياه الآسنة بالقبح والتخلف.. والأوراق الصفراء المسمومة بالفتاوى الشاذة والتاريخ الدموى.. وأمراض النفس والعقل التى تفرز وحوشًا آدمية مشوهة وسيكوباتية.
لكن المفارقة التى تفرض نفسها أن تتزامن العملية الإرهابية الأخيرة مع ظهور «ياسر برهامى» نائب مجلس إدارة الدعوة السلفية على الساحة من جديد لأداء خطبة الجمعة داخل مسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية بناء على موافقة وزارة الأوقاف.. وهو صاحب الفتاوى الشاذة التى تحض على كراهية الآخر ونبذه.. وتدعو إلى الانقسام المجتمعى.. والتعصب المقيت والعنصرية البغيضة التى تشمل المرأة أيضًا.. والدولة المدنية.. وذلك الخطاب المتراجع حضاريًا وإنسانيًا والذى من شأنه أن يقوض السلم الاجتماعى ويتناقض تناقضًا كبيرًا مع سعينا إلى اجتثاث جذور الإرهاب.. أليس ذلك أمرًا غريبًا.