الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الأهلى والزمالك فى مصيدة «خيال المآتة»

الأهلى والزمالك فى مصيدة «خيال المآتة»


الإدارة الفنية فى الإخراج السينمائى لا تختلف كثيراً عنها فى المستطيل الأخضر.. فالسينما والكرة أصبحتا من العلوم المتقدمة وتعتمدان على أحدث النظريات والتكنولوجيا المعاصرة سواء  كانت ثلاثية الأبعاد «3D» أو الفور كى «4K» على الشاشة أو الملعب.
فالمدير الفنى فى الكرة يفضل اللاعب صاحب المجهود الوفير والمدافع الذى يجيد التغطية ويتقدم إلى مناطق الخصم ويحرز أهدافا وأيضا المهاجم عاشق الشباك الذى يجيد تهيئة الكرة للقادمين من الخلف وبلغة الكرة يجيد «الأسيست»  وفى الوقت نفسه يرتد للدفاع لكى يمنع أهدافا، فاللاعب ثلاثى الأبعاد هو المحبب عند «المدير الفنى».
وفى السينما المخرج صاحب البصمة يملك لغة سينمائية وفكراً مبتكراً عندما يقدم عملا يستحوذ على فكر وعقل المشاهد ويجيد استغلال موهبة الممثل وتسخيره لإتقان الدور المكتوب.
المدير الفنى «العبقرى» والمخرج السينمائى «الخلاق» لا يفضلان أن تكون العصمة فى «إيد النجوم» حتى لا ينفرط عقد الفيلم أو تخرج المباراة بنتائج عكسية.
السينما والكرة المصرية شهدتا أسوأ مردود عندما يكون المخرج على مزاج النجم والمدير الفنى لعبة فى«إيد نجوم الشباك».. ولنا فى الأرشيف السينمائى لعبرات فى كثير من الأفلام ونجوم كبيرة سقطت بسبب تحكمها فى دماغ المخرج. فالأفلام العظمى فى تاريخ السينما صنعها مخرجون كبار والبطولات الكبرى فى الكرة يقف خلفها مديرون فنيون عظماء.
فى بطولة أمم أفريقيا الأخيرة اجتمعت كل الظروف ليس للفوز بالبطولة بجدارة فقط بل إمتاع الجمهور العاشق للعبة الحلوة والأداء الفنى الراقى ورغم ذلك خرجنا من الأدوار الأولى بغرابة، بفضل تخاريف المدير الفنى المكسيكى «أجيرى» الذى يفتقد للفنيات والسيطرة على نجوم الفراعنة وفى المقابل فشلت أفلام باهظة التكاليف بفضل ضعف شخصية المخرج وتحكم النجوم فى العمل وكل شىء على الشريط السينمائى.
أفلام عيد الأضحى التى نجحت وقف وراءها مخرجون كبار.. (راجع الإقبال الجماهيرى على فيلم «ولاد رزق2» لطارق العريان و«الفيل الأزرق2» لمروان حامد و«الكنز 2» لشريف عرفة) بينما تزيل القائمة فيلم «خيال المآتة» لخالد مرعى.. الأفلام الثلاثة الأولى «الكلمة كلمة المخرج والشورة شورته» أما الفيلم الرابع فراح ضحية وجود شريك للمخرج وهو بطل الفيلم.
الأفلام الثلاثة التى قادت المشهد واحتلت الصدارة من صناعة «المخرج» وفكره وبحسابات ديكتاتوريته العادلة أما الفيلم الرابع فثنائية البطل والمخرج أفسدته رغم موهبة البطل وجماهيريته الكبيرة وإمكانيات المخرج خالد مرعى لكن يبدو أن السيناريو والرؤية فلتا منهما معا هذه المرة ولهذا خرج مهلهلا ويحتاج فيه بطله أحمد حلمى إلى جهد مضاعف لاسترداد قيمته الفنية الكبيرة والكوميديا الراقية التى اشتهر بها.
فى «ولاد رزق» و«الكنز» أكد المخرجان طارق العريان وشريف عرفة شخصيتهما الفنية وأعادا للأذهان نجاحهما فى الماضى القريب وتحديداً قبل عام فى موسم الأضحى 2017 عندما صنع الأول فيلم الخلية والثانى الجزء الأول من الفيلم نفسه، وفى هذا العام انضم إليهما الموهوب مروان حامد فى «الفيل الأزرق 2» رغم وجود تحفظات جماهيرية على قضية ورسالة الفيلم والإغراق الزائد فى عالم الألغاز والغموض لدرجة المبالغة ووجود نفس التحفظات على فيلم «ولاد  رزق» وقضيته ووجود علامات استفهام فى لغة حواره المفرطة إلى حد كبير التى تصل فى بعض الأحيان إلى التحرش اللفظى.
الأفلام الثلاثة ساهم فى نجاحها السخاء الإنتاجى الذى لم يبخل عن تقديم ميزانيات مفتوحة وضخمة أدت إلى ثراء الصورة السينمائية.. وهى الإضافة الجديدة للسينما فى الفترة الأخيرة وهى إضافة قوية ومبشرة وأيضا ملهمة لكبار المخرجين، فضلا عن أنها بشرة خير لكى تسترد السينما عرشها وهيبتها وشاهدنا فى الفترة الأخيرة كيف نجح فيلم «الممر» بموضوعه ورسالته لتوافر كل الإمكانيات لخروجه بهذا الشكل المبهر.
فى السينما بفضل الفكر الإنتاجى الفعال من ناحية وإعطاء «العيش لخبازه»- الإخراج- من ناحية أخرى حققت السينما طفرة كبرى على موجة الذوق العام والمزاج السائد بموضوعات الأكشن والإثارة والعودة للتاريخ والأمجاد التى ضاعت مع سينما الابتذال ومعها ومع هذه الطفرة الإنتاجية ارتفعت أسهم أسماء مثل كريم عبدالعزيز وأحمد عز ومعهم فى نفس الإطار أمير كرارة.
 يتبقى هنا أن تشهد كرة القدم المصرية طفرة جديدة «بأيدٍ مصرية» بعد أن ارتفع سقف الاحتراف وبورصة النجوم.. ومنتخب مصر حصل على شارة البدء للتغيير بعدما أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن القيادة الفنية ستكون مصرية وطنية. والمطلوب أن يحذو ناديا القمة الأهلى والزمالك حذو المنتخب الوطنى والاعتماد على أسماء تحمل شعار «صنع فى مصر»؛ خصوصا بعد التحفظات على الإدارة الفنية للمدير الفنى للأهلى «لاسارتى» وتعثر الزمالك فى العثور على مدير فنى أجنبى حتى هذه اللحظة رغم وجود أسماء مصرية تليق بسمعة وتاريخ الناديين الكبيرين.
....إن مصر لن تتقدم إلا بأيدى أبنائها المبدعين سواء  فى السينما أو الكرة وهما غذاء الروح لأبناء هذه الأرض الطيبة.