حرائر « البنا» والرئيسة « المفداة» (١)
بعد كل عملية إرهابية تؤلمنا ولكنها تشد عضدنا بأن نستمر فى فضح تنظيم لا يهدأ ولا ينام حتى يحرق مصر عشرات المرات، إنهم جماعة (الاغتيالات والحرائق) الدمار مبدؤهم والخراب والخيانة تجرى فى دمهم، ومع كل عملية للنيل من الشعب المصرى وفى أيّام جعلها الله عيدًا وفرحًا للمسلمين يأتى (إخوان البنّا) الذين يدعون صيانة دين الله وحراسه وحكامه وخلفائه ليجعلوه عكس ما حدد الله له وليثبت الله لمن يعتد بهم أنهم ليسوا مسلمين ولا مقربين له كما يدعون .
وعندما أتأمل كل عملية إرهابية يقومون بها أسأل هل هؤلاء الإرهابيون لا يوجد فى حياتهم نساء تحببهم فى الحياة وتراجعهم فى أفعالهم؟ ولكن سرعان ما أتذكر ما أجهر به الإخوانى (صبحى صالح) بأن الإخوانى بالضرورة يرتبط بإخوانية وأنه لا يجوز الخروج عن هذا السياق، لأن مؤسسهم عمل حسابا لكل ما يؤصل الإرهاب فى نفوس جماعته وأولها اهتمامه وتدريبه للمرأة التى ستصاحب هذا الإرهابى فى رحلته المدمرة، وأنها يجب أن تكون على شاكلته وشاربة بل متجرعة أكثر منه كأس الدم البشرى لتغذى غرائزه فى هذا، ولذلك فى نفس العام الذى أسس البنّا جماعته من حفنة رجال جهلاء، خطط لجذب العنصر النسائى ليكون معينا له فى مشروعه.
ونسمع كثيرا عن الإخوان وهم يهذون بـ(ما يتعرض له حرائرهم) زورا وبهتانا منهم معتقدين أن هذا يثير التعاطف معهم، إلا أن الحقيقة تقول إن تاريخ هؤلاء الحرائر أسود منذ تأسيسهم فى عام ١٩٢٨ عندما قام البنّا ببناء أول مدرسة للفتيات ملحقة بشعبة جماعة الإخوان فى الإسماعيلية أطلق عليها (حراء الإسلام) وبعد ذلك أطلق عليها (أمهات المؤمنين) وعندما ذاع صيت هذه المدرسة بتلك المدينة الصغيرة، قرر البنّا إنشاء قسم للأخوات المسلمات أطلق عليه (فرقة الأخوات) وقد تألف هذا القسم من نساء الإخوان وبناتهن وقريباتهن، وصدرت أول لائحة لهذا القسم فى 26 أبريل عام 1932 وتضمنت التالى:
1 - تعتبر عضوا فى الفرقة كل مسلمة تود العمل على مبادئها وتقسم قسمها.
2 - رئيس الفرقة المرشد العام وتتصل بأعضائها وكيلة عنه تكون وسيطا بينهن وبينه.
3 - كل عضوات الفرقة ومنهن الوكيلة أخوات فى الدرجة والمبدأ وتوزع الأعمال التى تستدعى تحقيق فكر الجماعة عليهن كل فيما يخصه.
4 - يعقد عضوات الفرقة اجتماعا أسبوعيًا خاصا بهن يدون فيه ما قمن به من أعمال خلال الأسبوع ومايرونه فيما بعد، وفى حالة ما إذا كثر عدد العضوات يقتصر الاجتماع على المكلفات بالأعمال منهن.
5 - تحصل اشتراكات مالية شهرية حسب القدرة وتحفظ فى عهدة إحدى الأخوات للإنفاق منها على مشروعات الفرقة.
6 - يصح تعميم هذا النظام فى غير الإسماعيلية فى صدور هذه اللائحة وبتوسع الجماعة فى المحافظات.
7 - يعمل بهذه اللائحة بمجرد التصديق عليها من أعضاء الفرقة التأسيسية والتوقيع منهن بما يفيد ذلك.
وبعد تكوين قسم الأخوات بعام انتقلت إدارة جماعة الإخوان إلى القاهرة وتكونت فيها (فرقة الأخوات) واختيرت «لبيبة أحمد» رئيسة لها وكان البنّا يطلق عليها (المفداة)، وصارت (المفداة لبيبة) رئيسة لكل فرق الأخوات حتى انتقلت لتقيم فى السعودية بعد زواجها ولتقوم بدور هناك، مما أحدث نوعا من الفتور فى عمل الأخوات بمصر، وهنا سارع « البنّا» لتقوية الفرقة لأنها صارت ذراعه اليمنى التى لا غنى له عنها، فقام بتكوين أول لجنة تنفيذية للأخوات فى 14 ابريل عام 1944 لتنهض بالعمل من جديد، وأخذ مقرا لها فى (17 شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة)…
وشكلت اللجنة من 12 عضوة هن :
1 - رئيسة لجنة الإرشاد للأخوات المسلمات (أمال عشماوى) زوجة منير الدالة أحد أقطاب الإخوان البارزين وابنة الإخوانى حسن عشماوى
2 - الوكيلة (فاطمة الهادى) زوجة يوسف هواش
3 - أمينة الصندوق (أمينة) زوجة محمود الجوهري
4 - السكرتيرة الأولى (فاطمة توفيق)
5 - السكرتيرة الثانية (منيرة محمد نصير)
6 - واعظات (زينب عبدالمجيد) زوجة عبداللطيف الشعشاعى، فاطمة البدرى،هانم صالح، سنية الوشاحى زوجة عبدالحليم الوشاحى، فاطمة عبيد الشهيرة بأم أحمد، زهرة السنانيرى أخت كمال السنانيرى، محاسن بدر.
حظت فرقة الأخوات بالكثير من اهتمام ( البنّا) بتربية قياداته والمسئولات عنه بنفسه حيث كان يعطى ل 6 منهن درسا أسبوعيا خاصا لتكوين كوادر نسائية إخوانية ليقمن بتلقين الطليعة لإنشاء دولة إسلامية وليمثلن الجماعة فى المحافل المختلفة، وقد كلّف (محمود الجوهرى) بجمع أخوات جامعيات ومثقفات وتحديد موعد خاص لهن فى مدرسة (أمير الصعيد) بالسيدة زينب، وألقى البنّا على هؤلاء اللاتى بلغ عددهن (120) عضوة درسا أسبوعيا لمدة عام حتى اتسع نشاط الأخوات سياسيًا .
وكن يستغللن المناسبات الدينية ليقمن الحفلات ويحشدن النساء ليوهمن المجتمع بأن المصريات يُدِنَّ بالولاء لجماعة الإخوان، ويفعلن نفس الشىء بإقامة المعارض والجمعيات الخيرية بمسميات مختلفة لإخفاء النشاط الحقيقى، وقد وصل بهن الأمر لتقوم إحداهن تدعى (سعاد الجيار) كانت تشغل سكرتيرة بفرع الأخوات بنيويورك عام 48 للإعلان عن فتح اكتتاب عام لإنشاء (مقبرة) خاصة بالمسلمين فى أمريكا لتستقطب بها عددا من المسلمين المقيمين هناك، وتوسعت فى نشاطها بإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية والدين وبالطبع أفكار الجماعة.
كما استخدمهن (البنّا) بعد قرار حل الجماعة فأعطى بعضهن مذكرة تفند مبررات الحل، وقمن بالطواف على مكاتب الوزراء ومجلس النواب والشيوخ والقصر الملكى وعندما كان يتم رفض مذكرتهن يجهرن فى وجه المسئول قبلت أو رفضت هذا رأى الإخوان نقوم بنقله، ولَم يتوقف دور الأخوات عند هذا بل كان لهن دور فى قضيتى السيارة الجيب والأوكار (يتبع).