الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
متى يعثر النظام على مثقفين ملاكى؟

متى يعثر النظام على مثقفين ملاكى؟




لم يعقد الرئيس لقاء مع المثقفين فى المعرض الدولى للكتاب الذى افتتح الأسبوع الماضى، البعض قال إن هناك مقاطعة تم الاتفاق عليها بين عدد من كبار الأدباء هى التى دفعت رئيس الجمهورية إلى التراجع عن توجيه الدعوة، حيث قرر أن يعتذر قبل أن يعتذروا، «يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به» لا أتصور بالمناسبة أن هذا الخبر صحيح، فلم نتعود من المثقفين أن يتوحدوا على قرار حتى ولو كان مجرد دعوة عشاء،أعتقد أن هناك تخوفا ما استشعرته الدائرة القريبة من الرئيس فتحسبت من أن تحاصره أسئلة المثقفين تتهمه بالانحياز فقط لأهله وعشيرته بينما لا نصيب من الحنية والدفء لباقى أطياف الأهل والعشيرة. كان الرئيس قد التقى من قبل عددا من الفنانين والمثقفين بعد توليه الرئاسة بأسابيع قليلة ويومها تحدث أكثر من أديب وصحفى معلناً تخوفه من الأخونة وكان الرئيس كعادته ينكر، أتصور أن المثقفين كانوا هذه المرة سيواجهونه بالعديد من الوقائع التى تؤكد تسارع إيقاع النظام لتمكين الإخوان من كل مفاصل الدولة.
كان مبارك يحرص أثناء حكمه على لقاء عدد من المثقفين وفى العادة تختار الدولة المثقف المعقم الذى يعرف أن دوره هو توجيه أكبر قسط من الطبطبة والدلع للرئيس، أما السلبيات فإنها قد تصل للحاشية ولكنها أبدا لا تطول  الرئيس، الحقيقة أن العديدين ممن يتصدرون الآن مشهد المعارضة كانوا متخصصين فى نفاق مبارك بل إن لقاءه بعشرة مثقفين الذى سبق إجباره على التنحى بأشهر قليلة، لو رجعت للوثائق ستجد أن الكثيرين ممن يعلنون الآن أنهم قالوا وانتقدوا وهاجموا لم يعرفوا إلا النفاق فى حضرة الحاكم، سألت واحدا من العشرة هل مثلاً انتقد أحد فى هذا الاجتماع التوريث أو الفساد قال لى إن هناك كلمات قيلت يخجل من تكرارها، لم يجرؤ أى منهم حتى الآن على أن يروى التفاصيل - بمن فيهم هذا الأديب - كل منهم فى الحقيقة صار يخشى أن يقول شيئا فيجد من يكذبه، كانوا يتنافسون فى النفاق أو فى الحد الأدنى كانوا صامتين فى حضرة الرئيس لأن المطلوب وقتها مقابل دعوتهم للقاء هو أن يعلنوا للرأى العام أنه بصحة جيدة وسريع البديهة وابن بلد وابن نكتة وهو ما تبارى أغلبهم فى إعلانه.


السلطة الإخوانية ليس لها حتى الآن القدرة على انتقاء عدد كاف من هؤلاء ليصبحوا رجالها، نعم بعض الإعلاميين والمثقفين مستعدون كالعادة لتلبية المطلوب، فهم دائما جاهزون، لاتزال الدولة من خلال مجلس الشورى مهيمنة على الصحف القومية كما أن وزير الإعلام يراجع بنفسه كل اللقاءات التليفزيونية فى ماسبيرو وسبق أن قدم مؤخرا للتحقيق مذيعا أحرج بالأسئلة أحد الوزراء بينما الشئون القانونية تفرغت لإحالة أكثر من مذيع ومقدم برامج للتحقيق بحجة الخروج عن النص المتفق عليه برغم أن مقدم البرامج الناجح هو الذى يعرف تحديدا متى يخرج على النص المتفق عليه.

حتى الآن لم يفرز النظام الإخوانى رجاله من المثقفين والفنانين والإعلاميين،نعم لديه من يدافع عنه ولكنه لم يحط نفسه بأسماء من الكبار مثلما كان يفعل مثلا كل الرؤساء الذين تعاقبوا على سدة الحكم طوال ستين عاماً.

الدنيا تغيرت ولا أتصور أن الناس تتقبل بسهولة هذا المثقف الذى يرقص على كل الإيقاعات مرتديا كل الأقنعة، لقد سبق الحس الشعبى هؤلاء المتأخونون محذرا عندما أطلق هذا الإيفيه الساخر «دكتور الحقنى أنا مش إخوان صدقنى»!!