الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«حماس» والتمزق فى ثلاث جبهات

«حماس» والتمزق فى ثلاث جبهات


فى الوقت الذى تصدر فيه كل من حماس وفتح إشكالية «صفقة القرن» المزعومة نجد أنها تقوم بذلك للتغطية على تعثر المصالحة بين الحركتين، والأكثر انقسامات لم تحدث من قبل فى صفوف «حماس» المسيطرة على قطاع غزة لتأتى لنا بثلاث جبهات متنافرة لقياداتها كل منها يتبع معسكرًا إقليميًا بعينه ولا يتواروا فى الإعلان عن ذلك إعلاميًا وسياسيًا وعسكريًا، وقد أتى هذا المشهد لوضع الجبهة الأولى فى مأزق والممثلة فى رئيس حركة حماس الآن والذى خلف «هنية» فى المنصب منذ عام 2017 ويعتبر الرجل الاقوى فى الحركة وهو «يحيى السنوار» والذى يطلق عليه هو ومجموعته «الحرس الجديد للحركة» وكونهم أصغر سنًا نوعًا ما عن الحرس القديم الذى يمثله «هنية ومشعل والزهار» والسنوار الذى قال: سوف أقطع رقبة من يقف فى طريق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وكان موجهًا حديثه لـ«عزام الأحمد» المسئول عن ملف المصالحة فى فتح ليجد نفسه أمام انقسامات داخلية بحركته حماس ولكننا لا نعرف هل سيقطع رقبتهم أم كيف سيكون التصرف؟ خاصة أن السنوار الذى ينتمى إلى صقور حماس والذى كان عضوًا بارزًا ومهمًا فى كتائب القسام قبل أن يتم أسره فى إسرائيل وتصدر بشأنه أربعة أحكام بالمؤبد ليقضى بسجنها 24 عامًا ثم يتم الإفراج عنه فى صفقة الجندى الإسرائيلى «جلعاد شليط» 2011 والتى قامت بوساطة مصرية بحتة عرفت بصفقة «وفاء الاحرار» كانت قد بدأت فى عام 2005حيث تم تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًا كان على رأسهم «السنوار» الذى كان جوكر الصفقة.
  وبعد خروج «السنوار» التف حوله أهالى غزة مما جعل حماس تستغل شعبيته وتوليه رئيس الحركة بدلًا من «هنية» وعند ذلك فوجئ الجميع بشخصية جديدة للسنوار تعبر عن دبلوماسية سياسية ومظاهر عبر عنها ببدلة مدنية وخلع بدلة الميدان العسكرى ليصير مفاوضًا سياسيًا فى الشئون الفلسطينية ومناديًا بأهمية المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ومصححًا إلى حد ما للعلاقات مع مصر التى انتهكتها حماس من قبل، وهو الذى أعلن أنه يقدر لمصر مساعدتها للقضية الفلسطينية وما تمثله من عمق استراتيجى يستوجب الحفاظ على أمنها، وامتدادًا لدبلوماسيته الذى يعلنها من وقت لآخر فإنه يشكر قطر لإقامتها مشاريع اقتصادية فى غزة لخدمة الفلسطينيين وفى الوقت نفسه يؤكد أهمية المساعدات العسكرية الإيرانية لحماس تسليحًا وتصنيعًا.
أما الجبهتان الأخريان، فهما القدامى الذين انقسموا بدورهم إلى فريقين أحدهما يمثله «مشعل وهنية» الذين لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما لأسباب كثيرة، إذا انفلتت من أحدهما قضت على الآخر، وعلاقتهما لا تفرق كثيرًا عن تلك العلاقة التى كان يمثلها فى إخوان مصر «الشاطر ومرسي» وهى القائد والمتبوع ودائمًا ما ينظر مشعل لهنية بنظرة دونية ومع ذلك ورثه منصب رئيس المكتب السياسى للحركة خارجيًا خلفًا له، والاثنان يلعبان الآن فى ملعب «قطر وتركيا» ويمثلان الجناح الموالى لهما داخل الحركة بعد أن انقضّوا على حلفائهم القدامى سوريا وإيران لصالح قطر بل وصل الأمر بأن يتجسس مشعل على إيران لصالح قطر وعندما واجهته طهران ووبخته قدّم حججًا واهية بأنه ضلّل قطر فى المعلومات ولكنه كان مجبرًا لأنه يحمل جنسيتها مع أنها سبق وطردته واحتضنته وقتذاك سوريا وأكرم وفادته نظام بشار وأجزل له العطاء وفتح للحركة مكتبًا على أرضه تحيك منها مؤامرات ضد بعض الدول العربية ثم باع سوريا أثناء أزمتها الأخيرة لصالح قطر الذى يقيم على أرضها الآن.
أما الجبهة الثالثة فيمثلها «محمود الزهار» الذى كان أحد المؤتلفين مع الجبهة الثانية ثم وجد ضالته بعد أن تخلوا عنه بأن يقوم بعمل جبهة منفصلة أعلن عنها من خلال تصريحات إعلامية اعتبرتها الحركة غير مسئولة حيث ثمن لسوريا احتضانها لحماس التى وجهت لها طعنة فى الظهر أثناء أزمتها، وقال بأهمية وجود إيران على الأراضى السورية، والأكثر من ذلك أنه اتهم الجناح العسكرى للحركة بتدخله فى الشأن المصرى، ولَم يقف الأمر عند ذلك بل صرح بأنه لا مصالحة مع فتح لأن الأيديولوجيات مختلفة وفى الوقت نفسه يرى أن التقارب مع«دحلان» ضرورى لأنه من أبناء غزة ويجمعهما خندق واحد لمواجهة «محمود عباس» وسلطته، كما اتهم «هنية ومشعل» بأنهما وراء إنشاء حركة «الصابرين» الشيعية فى غزة.
 والزهار الذى كان يشغل وزير خارجية فى حكومة هنية إلا أنه لم يستمر فى المنصب سوى شهورًا قليلة وخرج منها بفضيحتين الأولى عندما قام بتهريب أموال قطرية تبلغ 250 مليون دولار إلى قيادات حماس فى دمشق والذى كان يمثلها «مشعل» بواسطة حقيبته الدبلوماسية وكانت تلك رحلته الأولى والاخيرة كوزير للخارجية، والثانية تعيينه لزوج ابنته الكبرى «سماح» أحمد عوض مديرًا عامًا بوزارة الخارجية وهو لم يحصل على مؤهل عالٍ بل يحمل الثانوية العامة فقط، وبعد كشف ذلك بأسبوعين وتحديدًا فى نوفمبر 2011 اغتيل «عوض» ليفاجأ الجميع بأن زوج ابنة الزهار كان مسئول التصنيع العسكرى فى كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس.