
محمد جمال الدين
من هنا وهناك «عيب»
عيب جدا أن تنحصر كل مجهودات قوى تيار الإسلام السياسى فى نفى أو تحميل ما وقع من حوادث مؤخرا «قطار البدرشين وعمارة المعمورة» عن السلطة التنفيذية وإلصاقها بالنظام السابق، لأن معنى هذا أنه يجب على الشعب «الغلبان» أن يتلقى الصدمات والكوارث دون أن نحمل مسئولى هذه السلطة مسئولية الحوادث والإهمال التى نعانى منها يوميا، علما بأن أى مسئول تنفيذى تتدرج مسئوليته فيما يحدث حتى تصل إلى رأس السلطة التنفيذية التى تناست أنها بحكم القانون هى المسئول عن تعيين من يتولون هذه المناصب التى تقع فى نطاقها مثل هذه الحوادث فهى مسئولة عن محاسبتهم مثلما هى مسئولة عن مكافأتهم، وبالتالى فإن إلقاء تبعة ما يحدث على النظام السابق أو الطرف الثالث لن يتقبله الناس كثيرا، فلابد من الحساب ووضع الشخص المناسب فى المكان المناسب بدلا من أن يخرج علينا رئيس الوزراء ليصرح بأن حادث قطار البدرشين لا يستحق أن يستقيل بسببه هو أو الوزير المسئول.
ومن العيب أيضا وبعد إقرار الدستور الجديد أن تظل جماعة الإخوان المسلمين غير مرخصة قانونا ويرى قادتها أن قوانين الدولة لا تتلاءم أو حتى تتناسب مع قانونها الخاص الذى لا يسمح للغير بمعرفة مصادر تمويلها أو عدد أعضائها ثم يزايدون على الجميع ويتشدقون بأنهم أصحاب الأغلبية فى الشارع.. والأدهى أن هؤلاء القادة يتدخلون فى شئون الرئاسة بتصريحاتهم غير المسئولة من عينة تصريحات العريان «حق عودة اليهود لمصر»، ثم يخرج علينا مسئول الإعلام فى مؤسسة الرئاسة ويقول إنها تصريحات فردية وتقع مسئوليتها على أصحابها.
وعيب أن يتم الاتفاق فى الحوار الوطنى الذى رعاه نائب رئيس الجمهورية السابق المستشار محمود مكى على إسقاط عضوية عضو مجلس النواب فى حالة تغيير صفته الحزبية عقب نجاحه فى الانتخابات بحجة أن هذا البند لم يكن محل اتفاق فى الحوار الوطنى كما صرح بذلك زعيم الأغلبية فى مجلس الشورى، لأن الانتماء الحزبى يعد بمثابة عقد مع الناخب ولا يجوز الإخلال به، إلا إذا كانت هناك رغبة لدى جماعة الإخوان التى خالفت ما تم الاتفاق عليه للحصول على الأغلبية البرلمانية بهدف تشكيل الحكومة القادمة لإحكام السيطرة الكاملة على كل مفاصل الدولة لأن الدستور الحالى لا يلزم رئيس الجمهورية بتكليف الحزب صاحب الأغلبية بتشكيل الحكومة.
عيب جدا أن يصرح أحد الإعلاميين بأن 90٪ من العاملين فى الإعلام الخاص مهمتهم الأولى إعادة إنتاج النظام السابق الذى أسقطته ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى يتمكنوا من العيش والنمو فى كنفه لكى ينهبوا من ثروات هذا الوطن دون أن يحاسبهم أحد، فى الوقت الذى تناسى فيه سيادته أن الإعلام الخاص الذى يتحدث عنه وعن أن 90٪ من العاملين فيه يهدفون لعودة الفساد هو أول من عرف الناس به، وأنه شخصيا صال وجال فيه ونال من خيراته وأمواله الكثير.. وأقول لسعادته إن ركوب الموجة حتى لو كانت من على شط بحر الإسكندرية له أصول وقواعد، ولم ولن تكون أبدا على حساب الزملاء.
بمناسبة الرياضة والإعلاميين الذين يعملون فى هذا الحقل أقول: عيب أن يخرج علينا عضو بلجنة تطوير التحكيم المصرى فى كرة القدم سبق أن استبعد من بعض البطولات لأسباب يعرفها أهل التحكيم ليقول إن مذيعى البرامج الرياضية الذين أقحموا السياسة فى برامجهم لا يستطيعون مهاجمة المسيحيين لأن هدفهم الأساسى ينحصر فى إبعاد الإسلاميين عن تصدر المشهد السياسى، ثم يعود سيادته ويعقد مقارنة بين القس المسيحى الذي قاد مظاهرة للمسيحيين لمحاصرة مبنى التليفزيون التى شهدت الكثير من أعمال العنف والقتل، والاعتصام السلمى الذى قام به أنصار ومؤيدو الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامى الذى لم تسفك فيه دماء.. «كلام خبير التحكيم تم نشره فى جريدة يومية»، الذى من خلاله عرفت السبب فى تدهور مستوى التحكيم المصرى واستبعاد حكامه من البطولات الكبرى لأنهم يفهمون فى أمور السياسة أكثر بكثير مما يعرفونه عن التحكيم!
وأخيرا عيب أن يتم التهديد باستخدام العنف والعصيان المصحوب بإراقة الدماء وتعطيل مصالح الناس من قبل جماهير ألتراس الأهلى والمصرى فى حالة إذا ما جاء الحكم بإدانة أى طرف من جماهير الناديين، فعلينا جميعا احترام أحكام القضاء والامتثال لها والأخذ بكل الطرق القانونية لأخذ الحق الذى يعد حرفة.