الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
« فاريا ستارك» والإخوان ( 12 ) الجماعة والنظام الإيرانى يعدمون (ناصر سبحاتى)

« فاريا ستارك» والإخوان ( 12 ) الجماعة والنظام الإيرانى يعدمون (ناصر سبحاتى)


قبل أن نبدأ فى فصل جديد من الخيانات والانقلابات الإخوانية داخل جماعتهم وأفرعها الإقليمية، علينا أن نذكر ختامًا للحلقة السابقة رحيل (عزام) من الجامعة العربية بعد أن أدى دوره الذى طلبته منه بريطانيا هو وجماعته، وبعد أن خرجت الجامعة من حيّز السيطرة الإخوانية بقيام ثورة يوليو 52 لم يتوان الإخوان فى البحث عن البديل لتكون لهم ذراع طولى للسيطرة الإقليمية، وهذا ما اعترف به صراحة محمد حبيب النائب الأول للمرشد فى حوار له معى منشور فى 2006 فقال بالحرف الواحد (بلاها جامعة عربية لم تعد تلزمنا فإذا ما أقمنا دولتنا ستكون منظمة المؤتمر الإسلامى هى بديل الجامعة) انتهى كلام حبيب، ليكونوا فاعلين فيما قد انتووه، وفى عام 2011 عندما كان المؤتمر الإسلامى منعقدًا بالأستانة بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء وبإيعاز من أردوغان وضغط جماعة الإخوان، تم الاتفاق على تغيير مسمى المؤتمر الإسلامى لـ( منظمة التعاون الإسلامى) لتكون أكثر فاعلية بشكل أممى وبديلاً عن الجامعة، ولكن يشاء القدر أن يظل هذا الاقتراح معلقًا حتى قام الرئيس السيسى منذ ثلاثة أسابيع بتغيير الاسم من مؤتمر إلى منظمة تعاون ونشر بالجريدة الرسمية، ولكن الهدف مختلف بالطبع، وهو أن تكون أكثر فاعلية على النطاق الدولى فى مجال التعاون والتكامل، الفرق كبير بين الهدفين والأقدار تحقق ما يريده الله وليس ما تريده الجماعة.
 والآن إلى منحى جديد للعلاقات الإخوانية مع الشيعيين والتى بدأتها (فاريا) فى عام 1941 عندما تعرفت على (الحبيبة جوان على خان) التى تركت زوجها (لويل جنس) بطريقة شائنة لتتزوج من (على خان) الوسيم المستهتر المنغمس فى الملذات، وهو نجل المليونير الإسماعيلى الذى ساعد فاريا مساعدة كبيرة عندما قامت برحلتها الأولى إلى عدن وبعد فترة وجيزة كان كل من (على خان وجوان) يعملان لحساب فاريا التى بدورها استغلت نفوذ (على) عند الفارسيين لتأسيس وإنشاء خلايا فى المجتمعات الشيعية بالقاهرة وفى مدن العراق الشيعية المقدسة، وبعد ذلك جمعت بين الخلايا الشيعية والخلايا الإخوانية فى جلسات ممتدة للتعاون والعمل معًا لصالح بريطانيا التى مازالت ترعى هذه العلاقة حتى وقتنا هذا، وهو ما جعل الإخوان يفكرون منذ بزوغ الثورة الإيرانية عام 79 وسيطرتها على الحكم فى طهران بأن يسرعوا بإنشاء جماعة (الإصلاح والدعوة) عن طريق السنة هناك، إلا أن الإخوان وكعادتهم يضحون بأى شىء من أجل مصلحتهم الخاصة، وهذا ما فعلوه مع الجماعة التى أنشأوها على يد (ناصر سبحاتى) وهو من مواليد 51 بكردستان إيران، وقد اعتُقل عام 89 وظل عامًا بالسجن، ثم فجأة أعلنت السلطات الإيرانية إعدامه فى عيد الأضحى عام 90 بموافقة إخوانية وبموجب صفقة مالية سنتحدث عنها لاحقًا، ويترأس الإصلاح والدعوة الآن (عبدالرحمن بيرانى) الذى يعتبر أمينًا عامًا للجماعة هناك، ولكن الإخوان الذين باعوا سبحاتى لم يقفوا بجانب الدعوة والإصلاح التى تعتبر فرعًا منها عندما طالبت بحقوقها الدستورية التى اعتقدت أنها بانتمائها للإخوان سوف يعضدونها لأنهم من يقولون بأنهم ضد المظلومية التى يرفعونها زورًا، وعندما تأتى المظلومية الحقة يتخلون عنها لمصالحهم مع النظام الإيرانى القائم، وترى جماعة (الإصلاح والدعوة الإيرانية) أنهم لهم حق إصلاح أوضاع السنة فى إيران ويأملون أن ينظر إليهم كمواطنين متساوين فى الحقوق بكل المجالات مثل الشيعة، ويرون أن المذهبية لا تلغى مطالبهم القومية وخصوصًا فى كردستان وبلوشستان وهما من المناطق العربية فى إيران، وعلى الرغم من أن الدستور الإيرانى يتعاطى مع هذه المطالَب بالمادة 12 فيه التى تقول إن المذهب الرسمى للبلاد هو الشيعى الاثنى عشرى، لكنه يعترف بوجود المذاهب الأخرى أيضًا، ويرى (إخوان إيران) أن المادة السابعة والخاصة بالقضايا المذهبية والمادة 15 من الدستور الإيرانى والخاصة بحق التعليم للغات القومية فى المناطق التى تسكنها عرقيات مختلفة عن الفارسية لا تزال معطلة على الرغم من طرحها رسميًا فى مجلس شورى البلاد.
 وعندما وجدت الجماعة الإخوانية الإيرانية أن (الجماعة الأم) كما يطلقون عليها لم تقم بواجبها معهم وتخلت عنهم لصالح نظام (آية الله) مقابل الأموال التى يغدقها عليهم، قام (عبدالرحمن بيرانى) أمين عام الجماعة بإيران بإعلان غضبه من الإخوان وأعرب عن استيائه الشديد منهم، منددًا بمناصرتهم للنظام الإيرانى الذى لا يزال يصر على مطاردتهم والتنكيل بهم باعتبارهم جزءًا من السنة فى إيران وأصدر بيانًا ملتهبًا.
(يتبع)