الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الراقصة والمذيع

الراقصة والمذيع


لو قصَصْتُ عليكَ حكايةً بحذافيرها، هل ستجد تشابهًا أم اختلافاً بين الأطراف/الشخوص التى فى مصر هُنا وبين تلك التى فى أمريكا وإيطاليا بعيدًا هناك؟ الشخوص التى «فرقعت» السوشيال ميديا فى الأيام الماضية.
أول «ما نِبْدِى» نقول يا سلام على «تامر أمين» و«فيفى عبده» وعلى «جيم كارى» و«ألكساندرا موسولينى» وعلَى ذاك المستوى الفكرى المُنهار فى الحكاية التى لدينا - تامر وفيفى - وعلى هذا المستوى المقبول فى قصة الصراع على الضمير والحق لديهم-جيم وأليكساندرا.
هُنا فى مصر نحنُ نختلقُ الحكايا لنملأ ساعات هوا وفراغ بينما تذخر تفاصيل حكاياهم -فى أمريكا وإيطاليا- بقضايا كبرى حقيقية: قضايا الشعوب.
حين وصلت الحبكة لذروتها لما انفجر «تامر أمين» فى برنامجه ليسبََ ويحَرِّم ويهين ويحقر من مهنة الرقص ومن الراقصات جميعهن، ثم خصَّ بالاسم «فيفى عبده» وبرنامجها (خمسة مواه) متهمًا إياها بارتكاب الحرام وبالفعل المشين، لكن فيفى تهيأت واستطاعت الرد عليه ليس فى برنامجها، بل برنامج «شيخ الحارة» لـ«بسمة وهبى».. دافعت فيفى بجدية وبنجاح عن الرقص كفن قديم لم تبتدعه، ثم راحت تبتدئ هجومًا مضادًا عليه بتساؤلها: مين تامر أمين؟ ثم أَقَرَّت بأنه دخل المجال بواسطة والده وأنه يأخذ راتبه من ضرائب الراقصات.
كانت بالصدفة وفى ذات التوقيت بعيدًا بعيدًا تَجهّز العالم لأحداث «خناقة» حامية الوطيس على تويتر بين النجم الشهير «جيم كيرى» والممثلة السابقة وعارضة الأزياء وعضوة البرلمان الأوروبى «أليكساندرا موسولينى» حفيدة «بينيتو موسولينى» عندما رسم ونشر «جيم كيرى» على حسابه مشهد إعدام موسولينى وحبيبته 1945فى ميدان عام إثر نهاية الحرب الثانية.
وكتب أن من يريد أن يتساءل عن قادة الفاشية عليه أن يسأل بينيتو موسولينى وحبيبته «كلاريتا» المعدومة بجواره.. حيث بين الرسم الاثنين وهما معلقان من أقدامهما ورأسيهما فى الأسفل.
لم يكن كيرى يقصد أليكساندرا ولا جدها موسولينى برسم الكارتون، كان يقصد ترامب وحواريوه من اليمين المتطرف، ترامب الذى صار منذ عام فى مرمى رسومات كارتونية يومية على حساب جيم كيرى وبخط يده.. إلا أن أليكساندرا التى سبته بألفاظ بذيئة أرفقت بذاءتها بصورة قديمة تعود لعام 1943ومشهد تعذيب الناشطة الأميركية السوداء «روز باركر»،  مشهد تعذيبها الذى قاد إلى كتابة تاريخ الولايات المتحدة الحديث وإلى إلغاء الفصل العنصرى بين المواطنين حتى صدر بسببها عام 1964قانون الحريات المدنية الذى حرم التمييز على أساس العِرق.
فى هذه الحكايا سوف تستخلص أشياء عدة؛ أولها أن الرقص ليس مهنة، بل هو صفة تستطيع أن تصف بها سلوك من يعملون حتى فى مناصب رفيعة - سياسة اقتصاد إعلام دين - وليس شرطًا الراقصات، وليس شرطًا النساء فقط، فقد يكون هناك رجل «رقاصة».
ثمة شىء آخر أكثر جمالًا وروعةً ورقةً ورومانسيةً فى تلك «العركة المُهَزّأة» وهو مشهد إعدام موسولينى وعشيقته وهو يماثل مشهد انتحار هتلر وعشيقته .. كلا الرجلين اللذين قادا أقدار العالم لم يموتا إلا بصحبة حبيبتهما.. حتى إن المرأتيّْن قد قررتا ذلك! .. وتسأل نفسك كيف للذيّْن دمرا العالم وأدخلاه فى حروب عظمى وقتلا وسفكا الدماء قد عرفا طريق الحب والموت فى حضن امرأة؟