
طارق مرسي
صراع عائلى على عرش العندليب
بعد مرور 42 عاما على رحيله مازال العندليب الخالد «عبدالحليم حافظ» متربعا على عرش الحب.. لم ينجح أحد فى الجلوس عليه أو حتى الاقتراب منه.. هذا العرش الذى اعتلاه منفردا فى الأرض والسماء.
حتى محاولات استنساخه فشلت بجدارة.. أما البعض فقد اكتفى بشرف المحاولة ورفع راية الاستسلام وقبول الهزيمة بشرف.
عشرات المطربين الباحثين عن المجد حاولوا كثيرا بينهم من صنع شهرته بنفسه ولكنهم جميعا تراجعوا وكتبوا شهادات تقدير لعظمة الموهبة وروعة الإحساس.. «فمن يدنو من سور حديقته.. مفقود.. مفقود».
لكن وسط كل هذه الحالات نلمح حالة فريدة من نوعها من داخل بيوت العندليب بين العجوزة والزمالك لثلاثى موهوب من أصول «عندليبية» لا ترغب فقط نيل شرف المحاولة لكن إثبات سطور جديدة فى أسطورة العندليب الخالد بطريقته الخاصة.
الأول فى شجرة العندليب هو «محمد شبانة» ابن شقيق عبدالحليم ومن مقر العندليب بالعجوزة وسبق أن قدم نفسه مطربا وصنع أغنية رائعة بصوته يعبر فيها عن عشقه لعمه بعنوان «لسه عايش فينا غناك يا عبدالحليم» وكانت رسالة حب صادقة فضلا عن مجموعة أغنيات سجلها مؤخرا ستكون مفاجأته فى الذكرى الـ42 إقامة مؤتمر صحفى لإعلان التفاصيل.
«محمد» هو الابن الحقيقى لحليم هكذا كان يروى عبدالحليم حافظ بعد مولده بشهادات المقربين لشعور حليم بافتقاد مشاعر الأبوة لظروف مرضه وتركيزه فى مشروعه الغنائى انشغل طويلا بالحفاظ على تراث عمه من محاولات الاستغلال والاحتكار ومازال محتفظا بحقوق عمه رغم تعاظم صور الاستغلال والقنص باعتباره الوريث الشرعى يخوض مناورات لا تتوقف من ملاك غير شرعيين يكسبون الملايين من «عرق العندليب» سنويا والعيش فى رغد من «المال الحرام».. ويرى «محمد شبانة» أن تراث عمه «دين» فى رقبته ومازال فى جعبته أسرار سوف يعلنها فى الوقت المناسب مع السير قدما لتقديم نفسه غنائيا وهو الحلم الثانى الذى يراوده منذ رحيل حليم خصوصا أنه الوحيد الذى يحتفظ بنبرة «حليم» وإحساسه الخاص ولهذا فإن إعادة بعض أغنيات الفنان الراحل ضمن مشروعه الغنائى، فضلا عن رغبته فى إعادة شركة صوت الفن للحياة مرة أخرى واكتشاف مواهب غنائية جديدة.
الفارس الثانى فى شجرة «حليم» هو المطرب الشاب «نور الشناوى» المتخرج من معهد الموسيقى العربية قسم أصوات وهو نجل المخرج محمد الشناوى الابن الأكبر للفنان الراحل كمال الشناوى ونجل ابنة شقيقة العندليب الراحل.. من شقة «حليم» بالزمالك بدأ حلمه الكبير بالغناء ومنذ نعومة أظافره وبين جدران شقة العندليب وبعد الدراسة الأكاديمية للموسيقى أطلق «نور» ألبومه الغنائى الأول العام الماضى بعنوان «برة الصندوق» بعد تعاون مثمر مع عدد من المؤلفين والملحنين من نجوم هذا الجيل ونجح «نور» فى كتابة شهادة ميلاده بعيدا عن أغنيات «جده» حليم، ومؤخرا أطلق أغنيته الجديدة «سابق زمانه» بعدها شارك فى حفل أحياه أمير الغناء العربى هانى شاكر فى المملكة العربية السعودية برعاية هيئة الترفيه ذلك الحفل الذى أعد خصيصا للاحتفال بذكرى رحيل عبدالحليم حافظ وقدم فيه «نور» رائعة جده «على قد الشوق» وحظى بحفاوة بالغة.
«نور» فشلت كل المحاولات فى إقناعه بإعادة أغنيات العندليب الراحل وصمم أن يحفر طريقه بنفسه وإثبات شخصيته الغنائية مكتفيا بتقديمها فقط فى الحفلات الغنائية وبناءً على طلب المتعهدين وعشاق العندليب وفى صيف 2019 يحتفظ «نور» بباقة من الأغنيات الجديدة بإمضائه ورؤيته الغنائية التى يريد أن تكون مستقلة عن عبدالحليم حافظ الذى يعتبره معجزة خاصة وحالة فريدة لم ولن تتكرر.
ويكتمل المثلث العندليبى بأحدث الأصوات وهو «محمود راتب» ابن خالة محمد شبانة والذى يعتبره ضمن مشروعه الغنائى إلى جانب الوقوف خلف الوريث الثانى «نور الشناوى».. محمود راتب المتخرج من كلية التجارة الخارجية وعازف الجيتار المحترف خامة جديدة فى شجرة العندليب ويتمتع بإحساس خاص وذوق جديد وإلى جانب موهبته فى الغناء فهو ملحن متمكن قدم أغنيات من تلحينه لسميرة سعيد وتامر حسنى ومدحت صالح ويعد حاليا أغنيات جديدة لنور الشناوى مما يؤكد سيادة جو الحب داخل بيوت العندليب فضلا عن انتهائه من تسجيل أغنيتين جديدتين تعتبران مفاجأة «على ملا وشى» و«حبيت» من ألحانه سبقهما أغنية «أحلى الكلام» وقدمها فى عيد الحب 2018 واستمر تأثيرها فى ذات المناسبة هذا العام ويدرس حاليا تصويرها بطريقة الفيديو كليب وإعادة تقديمها للجمهور قبل طرح ألبومه الجديد.
«محمود راتب» رشح للغناء فى تيتر مسلسلين من المقرر تقديمهما فى رمضان المقبل إلى جانب خوض تجربة التمثيل فى مسلسل يعتبره مفاجأة دراما السير الذاتية لمطربة كبيرة يجسد «محمود» شخصية زوجها الملحن الكبير.
«محمد ونور ومحمود» ثلاثى من جذور عندليبية» ذات طموح مشترك وحلم خاص أن يكونوا امتدادا لاسم غنائى خالد يتجمع عشاقه حول العالم العربى سنويا حول مقبرته لإحياء ذكراه بمقابر البساتين فى ظاهرة ليس لها مثيل ليس فقط فى تاريخ الغناء المصرى بل فى العالم.. لعشاق من مختلف الأعمار والأجناس وقعوا فى غرام العندليب.