
طارق مرسي
تخاريف أجيرى
غطت أحداث محطة مصر المأساوية على الاختيارات العبثية التى أعلنها المدير الفنى المكسيكى خافيير أجيرى فى أول معسكر تجريبى استعدادا لبطولة أمم إفريقيا التى تنظمها مصر فى 21 يونيو المقبل والتى جاءت عكس توقعات الشارع الرياضى وخبراء الكرة والمحللين المخضرمين، لارتكازها على هواجس مكسيكية وحسابات «رمزية»!.
خطورة هذه الاختيارات أنها تأتى قبل 3 أشهر من بدء المنافسة الكبرى وصراع المحترفين الأفارقة فى أرض مصر، وبالتالى صعوبة المغامرة وتضييع الوقت فى تجارب غير مجدية، ولهذا انقسم الوسط الرياضى حول المعايير التى وضعها المكسيكى ومساعده هانى رمزى.
هذه المعايير بنيت على قاعدة بناء فريق من الشباب مع استبعاد شامل لكبار السن وكل من تخطى الثلاثين عاما، رغم ضيق الوقت واقتصار التجريب على مباراتى النيجر فى ختام تصفيات أمم إفريقيا وشاءت الظروف أن يدخلا فى إطار تجريب رسمى، بالإضافة إلى مباراة نيجريا الودية الدولية فى 26 مارس، أى أن المباريات الثلاثة فى شهر مارس الحالى ولا وقت فيها للتجارب والتأمل.
أجيرى فاجأ الجميع بقائمة تضم 25 لاعبا تحتوى على 4 لاعبين تحت السن، أحمد أبو الفتوح وعمار حمدى ومصطفى محمد وإسلام جابر، وهم فى الأساس عناصر أساسية فى منتخب مصر الأولمبى، والغريب أن المواهب الأربعة معارة من الأهلى والزمالك بهدف مضاعفة الاحتكاك واللعب مع الكبار فى الدورى الممتاز.. فالأول معار إلى سموحة ولم يلعب سوى مباراة واحدة أما الثانى فبعد إصابة مؤثرة أعاره الزمالك إلى طلائع الجيش ولا يشارك بانتظام أما الثالث «عماد حمدى» فهو لاعب احتياطى بفريق الاتحاد السكندرى معار من الأهلى بنفس حسابات الزمالك لمنحه مزيدا من الاحتكاك مع الكبار، خصوصا أنه لم يتجاوز الـ19 عاما، أما الرابع إسلام جابر فقد اشتراه الأهلى فى أواخر يناير الماضى وأعاره إلى الداخلية لاكتساب خبرة اللعب.. ورغم نبوغ وموهبة النجوم الأربعة، فإنهم لم يخوضوا تجارب إفريقية وفى حاجة إلى وقت لخوض تجربة اللعب مع الكبار.. ومع المواهب الأربعة ضم «أجيرى» اللاعب عبد الرحمن مجدى صانع ألعاب الإسماعيلى ويمثل نفس حالة المواهب الأربعة.
وإذا كان أجيرى وجهازه المغيب قد اختار الخماسى الشباب بحجة بناء فريق خالٍ من كبار السن، فأين نجوم أمثال رمضان صبحى وعبد الله جمعة ويوسف أوباما وأيمن أشرف من هذه القاعدة؟ فاستبعاد «رمضان صبحى» من القائمة يمثل لغزا كبيرا، فهو صغير السن لكنه صاحب خبرات كبيرة مع الفريق القومى كما أنه لاعب مونديالى شارك فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا أساسيا وله خبرات احترافية فى الدورى الإنجليزى كما أن مشاركاته مع الأهلى تؤكد أنه استرد فورمته العالية، أما يوسف أوباما وعبد الله جمعة فقدما أداء استثنائيا مع الزمالك كان محل إشادة خبراء الكرة والمحللين، خصوصا أن مركزهما يمثل ثغرة فى الفريق القومى وكان وجودهما مع رمضان متوقعا.
ويدخل فى هذا السياق أيضا «كريم نيدفيد» وأثبت فى مباريات الأهلى الأخيرة أنه بدرجة موهوب وواعد كما أنه صغير السن فأين هؤلاء من قائمة أجيرى فى هذا التوقيت الضيق؟.
قائمة «أجيرى» لا تخلو من المفارقات الغريبة، حيث ضم «صلاح محسن» المهاجم البديل فى الأهلى واستبعد «مروان محسن» وكان مهاجم مصر الأول فى مونديال روسيا.. وتجاهل نجما بحجم عبد الله السعيد وهو أحد الركائز الأساسية فى قوام المنتخب فى الأعوام الأخيرة ويقدم مستوى ثابتا مع بيراميدز كما يمثل مع الفرعون المصرى محمد صلاح عنصر الخبرة والقيادة ومعهما أحمد حجازى.. ولماذا استثنى «أحمد المحمدى» من قاعدة الكبار التى راح ضحيتها وليد سليمان وأحمد على؟. إنها حقا حسابات عبثية لا تغيب عنها لعنة الحسابات والمصالح.
أصابع الاتهام هنا تشير إلى المدرب العام «هانى رمزى» الذى لم يلعب فقط فى «دماغ» أجيرى بل يلعب بالنار فى بطولة لا يقبل فيها المصريون سوى كأس البطولة مع تقديم مستوى رفيعا وإعادة الحياة فى الملعب بجماهير مصر الحبيبة، فإن مصلحة مصر فوق الجميع بل فوق كل اعتبار.