«خطورة» العلاقات المصرية - الإيرانية!
عقب الزيارة التى قام بها السيد «قاسمى سليمان» رئيس المخابرات الإيرانية لمصر، الأسبوع الماضى، من آثار تلك الزيارة التى ظهرت على صفحات الجرائد فى أبواب الرأى، فمنهم من ذهب إلى أنها مناورة من رئاسة جمهورية مصر «الحالية» والمنتمية «لجماعة الإخوان المسلمين»، بتوجيه رسالة ما إلى دول الخليج خاصة «دولة الإمارات العربية»، عقب القبض على خلية إخوانية فى أبوظبى تعمل على قلب نظام الحكم هناك، وإيفاد مساعد «الرئيس مرسى» إلى الإمارات، للحديث عن هذه الواقعة مع المسئولين الإماراتيين، والتعليق على ذلك من خلال مؤسسات صناعة القرار فى الإمارات، وأصحاب مؤسسات الرأى هناك، بأن «الدكتور الحداد» مساعد رئيس «مصر»، تجاهل المصريين الموقوفين فى الإمارات على ذمة قضايا متعددة.
وقد اهتم فقط بالخلية الإخوانية المضبوطة من الأمن الوطنى الإماراتى، بالعمل ضد الأمن القومى، وهذا حقهم، وسيادتهم على بلادهم تسمح لهم بذلك طبقاً للقواعد الدولية فى المحاسبة ويمكن فى ذلك أن نتحدث!!
إلا أن أهم ما جاءنى تعليقاً على زيارة «قاسمى سليمان» إلى «مصر»، جاءنى من الأستاذة «نفين مسعد» أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، محللة لهذه الزيارة وموضحة وكاشفة عن الشخصية ومنصبها وأهميتها، حيث يتولى «القاسمى» دوراً مهماً فى «المخابرات الإيرانية»، ويلعب دوراً خطيراً فى الحياة السياسية فى الإقليم، ولعلنى وجدت من المفيد أن أعيد نشر ما قالته الدكتورة «نفين» فى هذا المقال إنذار هام للشعب المصرى.. الأمن القومى فى خطر.. زيارة «القاسمى سليمانى» رئيس المخابرات الإيرانية، حيث أعتبر زيارة «القاسمى» شديدة الخطورة على مفهوم الدولة الوطنية المصرية، والأمن القومى المصرى.. ذلك أن هذا الرجل هو قائد «فيلق القدس» أحد تشكيلات الحرس الثورى الإيرانى المسئولة عن العمليات الخارجية، خصوصاً فى الشرق الأوسط.. ومن يريد أن يعرف أكثر عن «سليمانى» عليه أن يعود لدوره فى «إذكاء الفتنة الطائفية فى العراق»، وتغذية العنف والتمكين لتغلغل إيران فى مختلف مفاصل الدولة، بعد تفكيك الجيش والإدارة والحزب الحاكم فى العراق.
كما عليه أن يراجع دور «سليمانى» فى تمرير السلاح إلى نظام «بشار الأسد» عبر الحدود العراقية، وفى التورط فى الحرب التى يشنها «بشار» على شعبه!!
إن التاريخ الأسود لقائد «فيلق القدس» فى العبث بالأمن الوطنى والقومى للدول المذكورة وفى تهديد أمن الدول الخليجية واستقرارها إنما يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى!! كجزء من الأمن القومى العربى، ومن ناحية أخرى فإن الحرس الثورى الذى ينبثق عنه نفس الاسم «فيلق القدس» هو مؤسسة قائمة على أساس الالتزام الإيديولوجى الصارم، بمبدأ ولاية الفقيه.. وهو يوازى الجيش النظامى.. وعندما يختلف الجيش مع الحرس، فإن كلمة الحرس هى التى تسود!!
والحرس يتلقى أوامره مباشرة من المرشد «الفقيه»!!
فما هى الرسالة التى يبعثها لنا استقبال مساعد الرئيس المصرى، بقائد «فيلق القدس» المنبثق عن الحرس الثورى؟
هل هى الرغبة فى نقل التجربة الإيرانية بعد أن صار لرئيسنا مرشد!!
كما أن لرئيس إيران مرشده!!
وهل هذه خطوة للمضى قدماً فى بناء مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة بالانتقال التدريجى من القضاء العادى إلى القضاء العرفى!!
ومن الدبلوماسية الرسمية إلى دبلوماسية أعضاء مكتب الإرشاد!!
ومن الجيش والمخابرات إلى تشكيلات على غرار الحرس الثورى «فيلق القدس»؟
الأمر بحق جد خطير.. هكذا كانت رسالة الزميلة الأستاذة الدكتورة «نفين سعد» أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة!!، والتى تستحق بجدارة الإشارة إليها لتفسير كثير من السياسات التى تتخذها الجماعة الحاكمة فى «مصر»، ومندوبها برئاسة الجمهورية.
ولعل المصريين يتعظون، وأمامنا فرصة سانحة لتصحيح الأوضاع فى الحياة السياسية المصرية، وهى انتخابات البرلمان المصرى نهاية الشهر القادم!!