
محمد جمال الدين
وصاية ليست فى محلها !
من العيب..وليس من مصلحة أحد حالة التلاسن بين فرقاء السياسة.. ففى النهاية الكلمة العليا للشعب المصرى الذى يرفض وصاية البعض عليه، سواء بإملاء الرأى فى برنامج أو موقع، لأنه يملك من الخبرة والذكاء التى تجعله يصوت مع ما يتفق مع مصلحته ومصلحة وطنه .
من العيب أن يكون عندنا أكثر من 105 أحزاب سياسية، أغلبها إن لم يكن كلها لا نجد لها أى تأثير أو دور لدى المواطن المصرى الذى لا يعرف حتى أسمائها أو من يتولون قيادتها، الكثير منها ينحصر وجوده فى مقر مغمور أو جريدة غير مقروءة، حتى الأحزاب القديمة التى كان لها «شنة ورنة» مثل الوفد والتجمع لم يعد لها وجود يذكر، مما أدى إلى ظهور أحزاب البيزنس وأحزاب شراء الأصوات والمرشحين بالمرة، هذا بخلاف الأحزاب العائلية، وفى النهاية نتحدث عن الحياة الحزبية والسياسية «وأحزاب سلمى على الديمقراطية» .
من العيب على جل مصرى ما يحدث من قبل البعض أثناء تعاملهم مع أصحاب المعاشات من كبار السن، من تهاون واستخفاف واشتراطات بيروقراطية تثبت أنهم مازالوا على قيد الحياة، متناسين عن قصد أو متغافلين أنهم فى يوم ما سيصبحون فى مكانهم، أصحاب المعاشات ياسادة لا يطلبون إحسانا من أحد، ولكنهم يطلبون حقوقهم التى تم استقطاعها منهم وقت شغلهم لوظائفهم فى الدولة، ألا يكفهم أن ما يحصلون عليه لا يغطى ثمن الدواء الذى يتلقونه .
من العيب على من يتولون المسئولية فى وزارة الثقافة «الزج عمال على بطال» بإطلاق اسم دار الأوبرا بالإسكندرية على مسرح فنان الشعب وخالد الذكر «سيد درويش» بمدينة الثغر، ويبدو أن سيادتهم لا يعلمون أو يقدرون قيمة ومعنى أن يكون هناك مسرح باسم هذا الفنان العظيم ملحن موسيقى السلام الوطنى المصرى بلادى .. بلادي، والذى لم يترك فئة من فئات الشعب المصرى لم يذكرها فى أغانيه وألحانه، اللهم إلا فئة المسئولين فى وزارة الثقافة فقرروا بينهم وبين أنفسهم معاقبته برفع اسمه تدريجيًا من فوق المسرح الذى يحمل اسمه .
من العيب ونحن فى القرن الحادى والعشرين أن يصل عدد الكلاب الضالة فى شوارع مصر المحروسة إلى أكثر من 22 مليون كلب ضال «طبقا للدراسة التى أعدها الدكتور حمدى عرفة أستاذ الإدارة المحلية والخبير الاستشارى فى المناطق العشوائية»، بمعدل كلب لكل 5 مواطنين، عجزت الحكومة إداريا فى مواجهتها، حتى استفحل الأمر ووصل إلى وجود 430 ألف حالة تعرضت للعقر بين المواطنين، وحسب الدراسة عدد الكلاب الضالة فى الشوارع قابل للزيادة لأنها لا تأخذ فى الحسبان العمل بسياسة تحديد النسل التى نتبعها نحن بنى الإنسان .
من العيب أن تصل حالة الاحتراب الرياضى فى مصر إلى هذه الدرجة حتى تكاد تصل إلى إشعال الفتن بين الجماهير المصرية التى تعشق كرة القدم والرياضة عموما، نتيجة لأفعال البعض من المسئولين هنا أو هناك، الذين يلعبون على وتر ومشاعر الجماهير ويصدرون بيانات الشجب والإدانة، دون تقدير لقيمة مصر والظروف التى تمر بها، خصوصا فى هذا التوقيت بالذات، الذى نستعد فيه لاستقبال ثالث أكبر بطولة لكرة القدم فى العالم.
وأخيرًا من العيب ألا يوجد بيننا من لا يعرف معنى كلمة «عيب» التى تربينا عليها، ويدرك قيمتها وأثرها الكبير والصغير، فخلقت أجيالا تعرف معنى الاحترام والاختلاف سواء فى الرأى أو الفكر أو المعتقد، وعرفنا من خلالها معنى الوطن .