الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصر «أد الدنيا» فى 2019

مصر «أد الدنيا» فى 2019


 الفوز المبين بتنظيم مونديال أمم إفريقيا  الـ 32، وإعلان وزارة الثقافة 2019 عام (مصر-فرنسا) وقبلهما الافتتاح التاريخى  لمسجد «الفتاح العليم» و«كاتدرائية ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة لحجر أساس بناء دولة مدنية كما يريدها كل المصريين، بشائر خير تقول أن «عشرين تسعاتشر» هو عام الحصاد، وبأن الوطن الغالى فى طريقه لجنى الثمار بعد سنوات من التّيبس والجفاف وعدم الاستقرار، وبأن مصر (عادت شمسها الذهبي) من جديد.
إعادة  البسمة للشارع المصرى بتنظيم بطولة كبرى  وبعودة الجماهير للملاعب والأسر المصرية، والألفة بين عنصرى الأمة، وإحياء النهضة الثقافية، كلها نتيجة جهود مخلصة قامت بها الدولة عبر 5 سنوات بصبر وإيمان واجتهاد بمشاركة شعب يريد الحياة قادر على التحدى ومواجهة كل الصعاب، وقيادة مسئولة توفى بالعهود.
 ففى زمن قياسى أذهل العالم، افتُتح المسجد والكاتدرائية فى أكبر رسالة بأن مصر ضد الفتن الطائفية والتطرف وقوى الظلام، ولخّص الرئيس السيسى هذا المعنى، بأن شجرة المحبة ستخرج من مصر إلى العالم، وفى عيد القيامة المجيد، كدلالة واضحة بأن مصر لكل المصريين؛ بل إنها تحتوى العالم كمهد للحضارات الإنسانية  والأديان السماوية.
 المدهش أن الحدث الفريد من نوعه، الذى شهدته مصر وتابعه العالم، ترجمته أغنية أطلقها المطرب الكبير على الحجار من كلمات الشاعر محمد جلال وألحان ممدوح صلاح وتوزيع مادو تحمل عنوان «لا تهِنى ولا أهينك» تضع قواعد الحب والمواطنة، أذاعتها قناة النهار والمذيع تامر أمين فى إحدى لقطاته الوطنية المضيئة فى برنامجه «آخر النهار»، وهى أغنية رائعة كلمةً ولحنًا، وكعادة الحنجرة الذهبية المميزة قدمها على الحجار بإحساس صادق ومؤثر.
 الأغنية استُهِلت بعبارة شهيرة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب، وطلب الحجار من ملحنها ممدوح صلاح أن تكون مقدمة الأغنية وقال فيها الرئيس «إحنا فى مصر ما بنميزش بالدين.. ما نقولش ده مسلم وده مسيحي.. إحنا دلوقتى هو مصرى والدولة بقيت معنية أن تبنى فى كل مجتمع جديد داخل مصر كنائس لمواطنيها لأن لهم الحق فى العبادة ولو فيه عندنا ديانات أخرى هنعمل لأن ده حق.. المواطن يعبد كما يشاء وبالمناسبة أو لا يعبد ده موضوع إحنا ماندخلش فيه».
أما الأغنية فتقول: من غير ما اعرف لونك أو جنسك أو دينك.. أنا من حقى إنك تسمعنى لا تهنى ولا أهينك
من حقى كإنسان إنى أعيش فى أمان
إنى أفتح عينى ألاقى الحب فى كل مكان
 من قبل ما تتكلم أو تبكى وتتألم أنا وأنت هانوصل ونكمل بالحب ما بينى وبينك
من غير موت ودمار صحيت ضمير واختار
 نعيش فى أمان وده أحلى قرار
 «لا تهنى ولا أهينك» تعبر عن طاقة إيجابية ترجمها الشاعر محمد جلال ولحنها بصدق ممدوح صلاح عن المرحلة التى تعيشها مصر كما قال «تامر أمين» – كما تعكس إدارة واعية من قناة النهار بإذاعتها وإنتاجها وتقديمها للجمهور والأغنية، طالب على الحجار بترجمتها للعالم، كأكبر رد على قوى التطرف والتفريق، وبأن مصر بلد التوحيد والوحدة ولو كره المتاجرون بالدين والوطن بكلمات الرئيس الفريدة من نوعها لرئيس دولة مهّدت لكل الأديان.. إنها أغنية رائعة فعلًا فى زمن تحول فيه الغناء إلى وصلات ردح «بالأسود والنمور» والمعانى المبتذلة وتسويقها للجمهور لا تعبر عن تاريخ الغناء المصرى العريق..
 لا تهنى ولا أهينك جديرة بالترجمة وإذاعتها فى كل قنوات مصر ويرددها كل الأجيال الجديدة، إنه نموذج حى لإبداعات قوى مصر الناعمة الحقيقية.
 ومن «لا تهنى ولا أهينك» إلى حدث مهم،  تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى أقامت من أجله د. إيناس عبدالدايم مؤتمرًا صحفيًا بدار الأوبرا لإعلان تفاصيل الاحتفال بعام (مصر - فرنسا) الثقافى بحضور سفير فرنسا بالقاهرة «ستيفان روماتييه» ووزير الآثار د. خالد عنانى ويتضمن الاحتفال فعاليات ثقافية وفنية ضمن مسار تعميق العلاقات بين مصر وفرنسا.
 وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم بدأت كلمتها بتوجيه الشكر للرئيس على رعايته للاحتفال، مما يعكس إيمان الدولة بأهمية الثقافة والإبداع فى مد جسور التواصل والمحبة بين الشعوب، وقال السفير الفرنسى: إن تاريخ علاقة البلدين عريق وأن الاحتفالية تتزامن مع مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس التى تعد أحد الإنجازات الضخمة التى تعكس علاقة البلدين.. وطالب السفير فى كلمته الفرنسيين بزيارة مصر التى وصفها بالبلد الرائع تاريخًا وشعبًا.
 احتفالية (مصر-فرنسا) تدخل فى «كردون» الدولة فى 2019 وتعكس دور مصر فى العالم وتأثيرها وثقلها سياسيًا وثقافيًا وضمن الإنجازات التى بدت نتائجها فى 2019.
 وتكتمل منظومة الإنجازات والفتوحات المصرية بفوز مصر بتنظيم مونديال إفريقيا 2019، فى رسالة قوية للعالم بأن مصر تستطيع أن تكون دائمًا محط أنظار العالم، في  تتويج جديد للقيادة المصرية للقارة الإفريقية السمراء، وكنا فى روزاليوسف أول من توقع رغبة الدولة المصرية بالتقدم بطلب تنظيم البطولة وإنقاذها بعد سحبها من الكاميرون،   ويعكس الفوز الكاسح لمصر بـ 16 صوتًا مقابل صوت واحد لجنوب إفريقيا  قوة مصر ومحو الذكرى السوداء لصفر المونديال. وانتزاع تنظيم البطولة من «جنوب إفريقيا»، وهى الدولة التى نظّمت بطولة كأس العالم، وتتمتع بكل الإمكانيات التى تجعلها جديرة بالفوز بهذا التنظيم، ويعكس قوة الدولة المصرية الآن وإصرارها على النجاح وإسعاد كل المصريين،  والبطولة أكبر فرصة لإعادة  الجمهور والحب إلى المدرجات والشطب على التعصب الدينى والرياضي.
 وفى الوقت نفسه تمثل البطولة رسالة حب لابنها البار «محمد صلاح» أسطورة الكرة العالمية الآن، بعد نبوغه وحصده كل الجوائز كأفضل لاعب فى الكون فى 2018، وحصوله فى 2019 مؤخرًا على لقب أحسن لاعب فى إفريقيا لثانى مرة، فضلًا عن جائزة الرياضى المبدع فى الإمارات العربية تقديرًا لإبداعه الكروى العالمى وتسلّمها من ولى عهد دبى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
إن تنظيم المونديال الإفريقى ضربة معلم وأكبر رسالة للعالم بأن مصر(عادت شمسها الذهبى).