الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مبارك وشهادته وصفقة القرن

مبارك وشهادته وصفقة القرن


تعجبت كثيرًا مما أثاره الرئيس مبارك بشهادته منذ عدة أيّام والسبب أنه وضع أمر شهادته وكأنه مرهون بموافقة الجيش لأن هناك ما يمس الأمن القومى، وتناسى مبارك أن الشهادة تخص فترة حكمه الذى كان فيها أيضًا القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن الرمى بكرة ملتهبة وملتبسة على الجيش فى غير محلها، فالكل يعلم أن هناك تأثيرات من الشارع العربى عامة والمصرى خاصة بالتعاطف مع قطاع غزة مما جعل الدولة المصرية تعمل جاهدة بترك حيّز كبير من التنفيس لسكان القطاع، إلا أنه ومنذ سيطرة حماس على القطاع وهى تسبب قلاقل وتوترًا على الحدود ما بين القطاع الفلسطينى ورفح المصرية، فما بالنا من أن تضع حماس يدها فى يد إسرائيل للنيل من مصر والعمل على ما يطلق عليه الآن (صفقة القرن) والتى كانت البروفة لها فى عام 2006 تحت سمع وبصر العالم، وأنا لن أتحدث بكلام مرسل ولكن بتقرير من جهة سيادية مصرية وضعت نتائج استطلاعها الحقائق فى يد الرئيس مبارك مباشرة وليس كما يقول بأنه كان يعلم عناوين فقط هذا فى حقه غير لائق، فى العام المذكور استيقظت مصر فى التاسعة صباحا يوم 30 مارس على نزوح بعض سكان قطاع غزة وهم جميعا حمساوية وعددهم حوالى 300 مستخدمين البلدوزر لهدم سُور شكلى لفصل الحدود بين القطاع وسيناء لأن مصر كانت تتعامل مع أهالى غزة بأنهم إخوة عرب يعانون الاحتلال والحصار من إسرائيل وأن الخلاف بين فتح وحماس زاد من حدة المعاناة القاسية على الأهالى وكانت مصر تغض الطرف عن بعض المحاولات من القطاع فى تهريب مواد غذائية أو وقود أو أى من مستلزمات الحياة مساعدة منا للوقوف بجانب أشقاء لم يحسنوا المعروف، فى هذا اليوم دفعت حماس بأطفال ونساء وشباب من المفروض أنهم نزحوا لمعاناة الحصار كما يدعون، إلا أن الهتاف الذى كان يردده هؤلاء هو المطالبة بالإفراج عن المعتقلين من ذويهم الذين ارتكبوا جرائم إرهابية فى طابا ودهب وشرم الشيخ وكانوا يخصون بالاسم المدعو (أيمن نوفل) وقد استخدموا فى ذلك مكبرات صوت ولافتات أقمشة وورقية وكاميرا تليفزيونية، وكانت الرسالة من وراء ذلك أن حركة حماس لديها القدرة على توجيه الشرائح العريضة من الرأى العام الفلسطينى ضد مصر وأن ما يتم على الحدود المصرية من تأمين لن يخيفهم واستخدموا شعارات دينية وادعية هاتفين (يا إخوانا يا مصريين فين النخوة فين الدين) وغيرها، وكان الهدف من هذه الواقعة هو تشكيك الرأى العام المصرى وزعزعة ثقته فى قدرة القيادة السياسية فى الحفاظ على ثوابت الأمن القومى المصرى وتشجيع القيادات الحمساوية بإيعاز من إسرائيل بتخصيص بعض المناطق غرب الحدود كامتداد لحدود الدولة الفلسطينية وعمق لها 60 ٪ من الأراضى غرب خط الحدود الدولية وبذلك تتحقق الخطة الإسرائيلية المعروفة بـ(الترانسفير) والتى تقضى باقتطاع جزء من سيناء كامتداد لقطاع غزة لتكون دولة فلسطينية بديلا عن الأراضى التى تحتلها وتتوسع فيها إسرائيل يوميًا لبناء مستوطنات (والترانسفير هى مايطلق عليها الآن الرئيس الأمريكى صفقة القرن) وهذه الخطة كان المفروض أن يقوم الإخوان أثناء حكمهم المشؤوم بتنفيذها إلا أن الشعب والجيش المصرى قضوا على مشروع الإخوان للتفريط فى الأراضى المصرية المروية بدماء شهدائنا عبر أربعة حروب استنزفت الشعب والدولة، المهم أن بروفة 2006 أفشلتها مصر بعد أن استخدم الاتحاد الأوروبى ما يعرف بأن مصرتتنهك حقوق الإنسان فى التعامل مع فلسطينيى القطاع واشتكت إسرائيل من أن مصر غير قادرة على تأمين الحدود الدولية وصيانة اتفاقية كامب ديفيد كوّن الحمساويين اقتحموا السور الهيكلى بينهم وبين سيناء وأثاروا الفوضى وكانوا يريدون التمركز لولا أن الجيش استخدم ضبط النفس وردهم لأرضهم بعد أن قام إخوان مصر ومعهم بعض اليساريين بالذهاب إلى رفح مهللين لحماس غير آبهين بالجرم الذى ارتكب فى حق بلدهم ودخلت الجزيرة على الخط لتأجيج الرأى العام العربى حتى أن بعض الأهالى المصريين تأثروا وأخذوا مواد غذائية وذهبوا لهناك ليعطوها لإخوانهم الفلسطينيين إلا أنهم شاهدوا على الواقع عكس ما كانت الجزيرة تبثة فحزنوا كثيرا لما حدث من فوضى على حدودهم وتركوا ما معهم للجنود المصريين الذين كانت تضربهم حماس بالنار والحجارة ولديهم أوامر بعدم التعامل خاصة وأنهم جنود شرطة كما تنص اتفاقية السلام وأن أى ردع للنازحين ستصوره وسائل الإعلام المغرضة على أنه تعدٍ وعنف على الفلسطينيين وليس الحمساويين الإرهابيين الذين يريدون اغتصاب أرضنا مستغلين ظروفًا عدة هيأتها لهم الظروف العالمية التى تريد أن تحل مشكلة إسرائيل على حساب مصر، أكتفى بهذا الجزء من التقرير الذى أوصى بضرورة بناء جدار خرساني سميك وإعادة تجهيز منافذ العبور بوسائل حديثة حتى لا يتكرر مثل هذا مرة أخرى ولكن حدث بالفعل مرة أخرى فى 2008 ولكن لم يتمكن أحد من النزوح إلى أراضينا بعد أن أقمنا الجدار الذى كانت أْبواق حماس تقول عنه جدار عازل ونست أنها السبب ولكنها وسعت من فكرة الأنفاق واستعانت بآلات ومعدات منحتها لهم كل من إيران وتركيا لتسع لمرور كل شيء كما يقولون من الإبرة إلى الصاروخ، وكان لا يمر أسبوع إلا ويكون هناك نسف لهذه الأنفاق ولكن مع أحداث يناير والفوضى التى عمت البلاد تسللت العناصر الحمساوية وتمكنت من تنفيذ مخطط لئيم بمساعدة ( الحرس الثورى الإيرانى ) الذى لديه باع فى هذا وساعدهم فى هذا نفس العناصر التى ذهبت تبارك اقتحامهم الحدود المصرية فى عام 2006… مالذى كان يضير مبارك فى قول هذا؟