معسكر مشترك للإخوان واليهود
شهادات الإخوان عن أنفسهم أو من كان ينتمى إليهم ثم صار صاحب هوى ومدافعًا عنهم فى أثواب متعددة، منها المنشق والمختلف ومن لم يكن صاحب حظوة بالجماعة أو من كان انتماؤه التنظيمى سيؤثر على مصالحه التى يخدم بها الجماعة أكثر، وهو خارجها، ومن تلك الفئة الأخيرة ينتمى د. محمود جامع، وهو طبيب بشرى جمعته بالرئيس السادات قرابة بعيدة وأيضاً هم أبناء قرية واحدة فى مرحلة الطفولة ثم قطن وهو فى المرحلة الجامعية بمنزل أسرة السادات فى حدائق القبة، ولذا كان الرئيس السادات يعلم أن «جامع» بالتنظيم الإخوانى وكلفه بمهام أثناء فترة السماح للإخوان بالعمل بدعوتهم فى عهده حتى انتهت حياته بيدهم الخسيسة.. تقابلت مع «جامع» بمنزله فى مدينة طنطا التى كان يعيش بها بعد اتصال منه عام 2007 عندما قرأ ما أكتب واستمرت هذه اللقاءات حتى عام 2010 ونشرت حوارين كاملين معه عن برنامج حزب الإخوان وانفرد بمن كتبه لهم من واقع معلومات قالها لى، إلا أن كثيرًا من التسجيلات المهمة التى قمت بتفريغها فى وقتها لم أنشره واحتفظت به إلى يومنا هذا، وكنت قد حصلت عليها بعد نشر كتابى (ماذا لو حكم الإخوان) فى 2007 أيضًا، المهم أن هذه الأوراق بها شهادة مهمة لم تنشر من قبل خصنى بها، أجد ضرورة نشرها الآن
قال لى (جامع): كنت فى السادسة عشرة من عمرى وتعرفت على القيادى الوفدى (محمد إبراهيم مصطفى) وكان أيامها من قيادات الإخوان ومقيمًا فى طنطا ومنه سمعت عن الجماعة وزعيمهم الشاب وقتها (حسن البنّا) واستطاع محمد مصطفى بحديثه إقناعى، وذهبت معه لحضور حديث الثلاثاء الأسبوعى للبنا وبهرنى فأخذت قرارًا بالانضمام للإخوان عام 42 وعكفت على مطالعة رسائله وشاركت فى معسكرات التدريب، وفى عام 46 أقيم معسكر للإخوان فى (جمصة) وبعد أن شاركت فيه عرفت أن الذى أقامه ونظمه هو (التنظيم السرى للإخوان) بقيادة عبدالرحمن السندى، كان معسكرًا ضخمًا التقيت فيه بالدكتور عبدالعزيز كامل، صار وزيرًا للأوقاف فيما بعد، وتدربنا على السلاح والمصارعة اليابانية وذات ليلة وأثناء تدريباتنا المعتادة على شواطئ جمصة لاحظنا وجود معسكر آخر على بعد 500 متر من معسكرنا وتسللنا إلى هناك لنفاجأ بأنه معسكر لتدريب اليهود رجالاً ونساء، وكانوا يتدربون على السلاح وكيفية استعماله وقت الضرورة، وكان ذلك المعسكر قد أعدته بريطانيا وجمعت فيه التنظيمين لاستخدام العنف وقد قام التنظيمان الإخوانى واليهودى بإحداث حرائق ضخمة فى القاهرة والإسكندرية، وقام اليهود بعملية (لافون) الشهيرة والتى عرفت باسم (سوزانا) والذى خطط لها وزير الدفاع الإسرائيلى وقتها (إسحاق نافون) فى عام 54، وقام الإخوان بمحاولة اغتيال عبدالناصر وقبلها حريق القاهرة الأول والثانى (ومن سياق كلام جامع نفهم أن التنظيمين الإخوانى واليهودى كانا مكلفين من قبل بريطانيا للقيام بالاغتيال والتخريب والحرائق، ولذا نجد أن كل ما اضطلع به اليهود من عمليات مثل حريق سينما ريو وغيرها كانت الشبهات تحوم على الإخوان واليهود فى ذات الوقت، مما يؤكد ثمة تنسيق كان يقوم به طرف ثالث هو بريطانيا دوله التمويل والتدريب) ويكمل جامع فيقول: ولقد اشترك شباب التنظيم السرى للإخوان فى حرب فلسطين ٤٨ ولكن النقراشى رئيس الحكومة أمر قائد القوات المصرية بوضع جميع متطوعى الإخوان فى معسكر برفح لترحيلهم للقاهرة، وتم حل الجماعة وتم اغتيال النقراشى بفتوى تقول إنه يحارب الإسلام، ويضيف جامع: كان دورى داخل الإخوان فى ذلك الوقت محددا وهو المساعدة فى طبع وتوزيع جريدة اسمها (الوثبة) وكان صغر سنى هو سبب لاختيار المهمة لأنه كان يساعدنى فى التخفى، وألا يلفت منظرى انتباه رجال الأمن، وذلك سنة 48 بعد حل الإخوان، وكنت قد انضممت إلى التنظيم السرى عام 46 وكان الهدف هو التربية العسكرية والنفسية بحيث نكون جاهزين للجهاد والتضحية بالنفس فى أى وقت باعتبار الموت فى سبيل الله أمنية سامية، وكان الهدف الأكبر للجهاز السرى هو عملية (التمكين) وهى المرحلة التى تسعى إليها الجماعة لأنها ستمكن الإسلام وشرع الله دون الإقرار بحدود معينة بمعنى نشر الدعوة فى العالم كله وليس داخل مصر وحدها فوطننا أكبر.