الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إمبراطورية صلاح العظمى

إمبراطورية صلاح العظمى


 حدثان أعادا النبض الحقيقى للشارع الكروى وإبراز صورته الجميلة البعيدة عن التعصب وقوى التطرف، ويعكسان معدن الشعب وأصالته، حيث  اتحدت فيهما مشاعر كل المصريين.
الحدث الأول هو الالتفاف الجماهيرى المذهل حول نجمهم النابغة «محمد صلاح» والحالة الاستثنائية  التى صنعها الأسبوع الماضى  موحدا مشاعر وانفعالات الجماهير العاشقة للكرة على اختلاف ميولها.
أما الحدث الثانى فهو الإجماع الشعبى الكبير والرغبة الجامحة والترحيب الواسع باستضافة مصر مونديال القارة الإفريقية 2019، بعد قرار سحب التنظيم من الكاميرون وإعلان المغرب تراجعها  عن استضافته، وهو ما يعكس وعى الشعب بدور مصر وريادتها فى قلب القارة السمراء.
الحدثان وحالة توحد المشاعر حولهما يؤكدان على أن الدولة المصرية فى طريقها الصحيح لبناء مصر الجديدة بعد سيادة أجواء الحب وتغليب المصالح الوطنية العليا وإطلاق رسالة إلى  العالم بوحدة وتوحد قلوب  كل المصريين، وأن مصر تستطيع بشعبها وأبنائها  الطيبين.
«محمد صلاح» اقتنص جائزة  الـ«بى بى سى» المرموقة للمرة الثانية على التوالى ولأول مرة لنجم مصرى وإفريقى لتضاف إلى دولاب نبوغه الكروى فى العامين الأخيرين  بعد مزاحمة عمالقة الكرة فى العالم وحضوره  البارز فى كبرى الاستفتاءات العالمية.. «صلاح» قبل ساعات من إعلان فوزه بالجائزة الشهيرة واصل  العزف المنفرد والإبداع فى الملاعب الإنجليزية وكتابة تاريخ جديد لناديه ليفربول بعد تقمصه دور الفتى الأول وقيادة الفريق العريق للصعود للدور الـ 16 لدورى أبطال أوروبا بهدف «عالمي» فى فريق «نابولي» الإيطالي.. وهو هدف يجب أن يدرس فى علوم الكرة وميتافيزيقا  الساحرة المستديرة،حيث استعرض فيه فنون الكرة من تحرك واستلام ومراوغة وخداع بعد مناورة سريعة وماهرة مع أفضل مدافع فى القارة الأوروبية.. وجاء الهدف بعد أيام قليلة من تسجيل ثلاثية ساحرة فى شباك بورفموث فى الدورى الإنجليزى وهى ثلاثية تصدر بها فريقه ليفربول جدول الدورى الإنجليزى ومتصدرا فى الوقت نفسه قائمة اعتلى بها صدارة هدافى البطولة والأهداف الثلاثة دفعته لاعتلاء  منصة الهداف التاريخى  للنادى العريق.
 هدف «محمد صلاح» فى نابولى أعاد للأذهان حصوله على لقب صاحب أجمل هدف فى الدورى الإنجليزى وأيضا الهدف البارع الذى سجله فى الدقيقة الأخيرة من مباراة مصر وتونس والذى قضى على عقدة مصر مع الكرة التونسية التى استمرت  أكثر من 15 عاما.. وكأن هذا الهدف بروفة لهدفه التاريخى فى مرمى نابولى الإيطالى الأمر الذى دفع مدربه الألمانى «يورجن كلوب» أن يصرح بعد المباراة أن «صلاح» قد سجل هدفا مذهلا.
 بخلاف الصورة الرائعة التى رسمها محمد صلاح فى الملاعب فى 2018 فإنه خلق سحرا خاصا فى المدرجات الإنجليزية ردا على الانتقادات التى طالته فى بداية الموسم بكبرياء المصريين ببورتريهات عقب إحرازه الأهداف الأربعة الأخيرة متخليا عن طريقته المعتادة المسجلة باسمه عقب إحراز الأهداف فى أكبر رد على منتقديه وكانت الاستجابة ليست فى وجود الجماهير الإنجليزية بمختلف الأعمار فى لقطات فريدة من نوعها وبينها العلم المصرى الغالى بل أطفال الملاعب ورجال الأمن المأخوذة بسحر «مو صلاح» وفنونه الرفيعة.
إن حالة التوحد التى خلقها «صلاح» والتفاف عشاق الكرة  فى مصر حوله بحالة من الانبهار والفخر تحولت إلى إرادة شعبية ورغبة كبرى لاستضافة مصر للمونديال الإفريقى الذى أتصور فى حالة إقامته لمصر أنه «مونديال صلاح» الاسم الألمع ليس فى إفريقيا بل العالم كله.
إن مصر تستطيع بشعبها الأصيل وحضارتها الراسخة وقيادتها المؤمنة بقيمة هذا الوطن تنظيم هذه البطولة بعد أن استجابت القيادة الكروية سواء على مستوى اتحاد الكرة ورئيسه هانى أبوريدة أو الوزير الواعد د. أشرف صبحى المتحمس لعودة مصر وعودة الروح للملاعب بنبض الجماهير. والتقدم بطلب الاستضافة والتى فى حالة انعقادها فى مصر ستكون بروفة عالمية لعودة الجماهير إلى الملاعب مرة أخرى وتوصيل رسالة إلى العالم بقوة مصر ووحدتها واستقرارها وكضربة قاضية للمزاعم المريضة والمتطرفين وتجار الشعارات المزيفة وأن «مصر تستطيع» ولو كره المغرضون.