الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
يحدث فى مصر.. مولود كل 15 ثانية!!

يحدث فى مصر.. مولود كل 15 ثانية!!


الحق ياجدع عندنا فى مصر المحروسة يولد طفل جديد كل 15 ثانية، مطلوب لهم توفير طعام ومسكن ورعاية صحية واجتماعية ونفسية لو أمكن، هذا العدد من المواليد الذى يخرج على سطح الدنيا صباح كل يوم، هو بالمناسبة يساوى نصف مجموع عدد من يولدون فى قارة أوروبا فى عام واحد، وهو الأمر الذى أدى إلى زيادة عدد سكان مصر غير المسلحين بصحة أو بتعليم أو حتى بانتماء لوطن لا يستطيع أن يوفر الحد الأدنى من الموارد أو مصادر دخل جديدة فى ظل هذه الزيادة غير الطبيعية، فى الوقت الذى نطالب فيه الدولة بتحسين ظروف المعيشة سواء للسكان الحاليين أو لمن يولدون حديثًا، لنصنع بأيدينا وليس بيد غيرنا مشكلة لمجتمعنا تفوق فى حدتها مشكلة الإرهاب الذى نقدم له يوميًا على طبق من ذهب خيرة شباب الوطن ليشكله قادته كما يشاءون فى عملياتهم الإرهابية ضد الوطن، وفى النهاية نعود لنتحدث عن الدعم وعن الاقتصاد «المتدهور حاله» وعن البطالة التى تنهش بأظافرها يوميًا فى شباب الغد «خالى الشغل» الجالس على المقاهى، الذى تتلقفه الجماعات الإرهابية بل وتسارع فى احتضانه بعد أن أغلقت أبواب الأمل أمامه فى غدٍ أفضل، ووصل الحال إلى أن أصبحت مشكلة الزيادة السكانية فى مصر لاتقل فى حدتها وخطورتها عن مشكلة الإرهاب الذى تعانى منه مصر حاليًا، ويكفى أن تعلم عزيزى القارئ أنه فى عام 1955 كان عدد سكان إنجلترا 55 مليون شخص مقابل 23 مليونًا فى مصر، أى أكثر من ضعف عدد سكان مصر، وفى عام 2018 أصبح عدد سكان إنجلترا 66 مليونًا مقابل 100 مليون لمصر، خلال هذه الفترة زادت إنجلترا 15 مليونًا ومصر 76 مليون شخص، أى خمسة أضعاف نسبة الزيادة فى إنجلترا «الأرقام المذكورة عن عدد السكان سواء فى مصر أو إنجلترا على مسئولية عمرو حسن ممثل المجلس القومى للسكان خلال كلمة له أمام لجنة التضامن الاجتماعى التابعة لمجلس النواب المصرى»، ومن هنا يتضح أن حل مشكلة الزيادة السكانية لايمكن حصرها فى قرص أو قرصين لتنظيم الأسرة، أو بإعلان هنا أو هناك، فلابد علينا من بدء حل المعادلة من بدايتها، وذلك بمحاربة الفقر والجهل أولا، فعندما نعلم أن أعلى معدل للفقر فى محافظات مصر «وتحديدا فى محافظات الصعيد» هى الأكثر عددا فى المواليد، ويأتى فى مقدمتها سوهاج وأسيوط، يجعلنا نطالب بضرورة أن نحارب ظاهرة التسرب من التعليم وتجريم عماله الأطفال، للقضاء على ظاهرة الزواج المبكر وما ينتج عنها من زيادة فى المواليد نتيجة لعدم التعليم والجهل الذى يتمكن من هذه الفئة وما ينتج عن بعضها من السكن فى العشوائيات التى تفتقر إلى الخدمات الضرورية «صحة ومياه وكهرباء»، مما ينعكس على المستوى البيئى والاجتماعى لساكنى هذه المناطق التى تعد أيضًا مصدرًا من مصادر الجريمة فى المجتمع، جميعها مشاكل وأمراض أصابت المجتمع فى مقتل ونتجت عنها هذه المشكلة التى يجب مواجهتها بكل حسم قبل أن تقضى على الأخضر واليابس فى مصر، سواء بسن قوانين جديدة تحدد عدد المواليد لكل أسرة، أو عن طريق حملة قومية تشارك فيها كل مؤسسات الدولة وتحديدًا الدينية منها والإعلامية والتعليمية أيضًا، لتنبه الناس إلى خطورة زيادة السكان على أمن مصر وسلامة أراضيها وشعبها، ثم نأتى فى النهاية إلى آخر عنصر فى المشكلة وهو الخاص بتوفير وسائل تنظيم الأسرة .. يجب أن يتم حل كل هذا حتى نستطيع أن نعيد ترتيب البيت من الداخل صحيًا وتعليميًا واجتماعيًا واقتصاديًا، معتمدين فى ذلك على تطبيق إستراتيجية جديدة متكاملة بعيدا عن إستراتيجية «حسنين ومحمدين» التى لم تثبت جدواها ولم تأت بجديد، بدليل المولود الذى يخرج إلى الدنيا كل 15 ثانية .